ستيفاني صليبا: لو تحدّثتُ بالمصرية لما صدّقني الجمهور

ميشال زريق (بيروت) 02 يونيو 2018

تجربة جديدة تخوضها الممثلة اللبنانية الشابة ستيفاني صليبا، بعد الانتشار الذي حقّقته بتقديمها دورين في مسلسلَيّ «متل القمر» و«صرخة روح- لعبة القدر»، فتدخل الدراما المصرية من بابها العريض، بوقوفها أمام النجم هاني سلامة في مسلسل «فوق السحاب» والذي ينتمي إلى نوعية الأعمال الدرامية والتشويقية، وقد تمّ تصويره في أكثر من بلد، منها مصر، روسيا، المجر وفرنسا. ستيفاني ومع عرض أولى حلقات العمل، تتلقّى أصداء إيجابية جدّاً حول الدور الذي تجسّده، هي التي يُحسب لها عدم خروجها من عباءتها اللبنانية في أوّل عمل مصري تُقدّمه، فتتحدّث بلهجتها الأم طوال أحداث العمل، وتلعب دوراً محورياً في تعديل مسار الأحداث.


درس دراميّ
إلى عالم المافيا والأسلحة في روسيا، ننتقل مع هاني سلامة، الشاب البسيط الذي يقع في حبّ فتاة، تضطرّه ظروفه للسفر إلى الخارج للبحث عن فرصة عمل، ويدخل صدفةً عالم تجارة الأسلحة، ما يوصله إلى السجن... وأكدت ستيفاني صليبا في حديثٍ لـ«لها»، أنّ الوقوف أمام كاميرا المخرج رؤوف عبدالعزيز لم يكن سهلاً أبداً، وأشادت بشخصية هاني سلامة في كواليس العمل وحرصه الدائم على أن تسير الأمور على خيرِ ما يُرام. وعن التجربة تقول: «فوق السحاب تجربة مُميّزة بالنسبة إليّ، بدءاً من النص والخطوط الدراميّة المحبوكة، وصولاً إلى الإخراج تحت إدارة الأستاذ رؤوف عبدالعزيز، والإنتاج الضخم لشركة (سينرجي) لصاحبها تامر مُرسي. في اختصار، هي تجربة احترافية إلى أبعد الحدود، وأعتبر نفسي محظوظة بأنّني اختبرتها في هذا الوقت المُبكر من مسيرتي الفنية وتعلّمت منها الكثير».


خطوة مفصلية
تصف ستيفاني تجربة «تاليا» في مسلسل «فوق السحاب» بأنّها خطوة مفصلية في حياتها المهنيّة، لا سيّما أنّ عمر مشوارها الفنّي قصير جدّاً، وعدد أعمالها لا يتخطّى الثلاث، كما أن اختيارها للوقوف أمام هاني سلامة حمّلها مسؤولية كبيرة، كذلك أسعدها دخولها السريع إلى الدراما المصرية. وتُضيف: «من الصعب اختصار تجربتي الشخصيّة مع هاني سلامة ببعض الكلمات، فهو شخص مُتعاون ومُتواضع جداً، ما أضفى جواً إيجابياً طوال فترة التصوير. هو نجم حقيقيّ لما يتمتع به من أخلاق عالية وشخصيّة متّزنة».
وفي العودة إلى تأديتها دور «تاليا» ضمن أحداث العمل، تقول ستيفاني إنّه أظهر وجهين للشخصية؛ فقد ظلمها البعض لكونها تنتمي إلى المافيا، ولكن بعد التعمّق في خطوط الشخصية والظروف التي أوصلتها إلى هذه الحالة، تتغيّر نظرة الجمهور إليها ويتعاطف معها إذ يكتشف الجانب البريء في شخصيتها.


اللهجة اللبنانية شجّعتني
وترى ستيفاني أنّ ترشيحها لأداء دور البطولة، جاء على خلفية الشبه الكبير بينها وبين الكاراكتير المرسوم للدور، فهي فتاة لبنانيّة- روسيّة، ومن البدهيّ أن تتحدّث لهجتها اللبنانيّة، ولا تنكر أنّ تلك المسألة هي من الأمور الأساسيّة التي شجعتها على خوض التجربة، وتعلّق بالقول: «أظنّ أنني لو دخلت في أوّل أدواري إلى مصر وتحدّثت اللهجة المصريّة لكان من الصعب أن يُصدّقني الجمهور. فأنا أرى أنّ دخولي بلهجتي قد سهّل عليّ المهمّة. ومن ناحية أخرى، تحدُّث اللغة الروسيّة كان نوعاً ما سهلاً، بخاصّة أنّ الظروف شاءت أن يكون ضمن فريق عملي أشخاص يحملون الجنسيّة الروسيّة وآخرون عاشوا في روسيا، ما سهّل عليّ اكتساب اللغة وطريقة الأداء».


استحقاق درامي
ولا شكّ في أنّ ستيفاني، حالها كحال الجمهور، تترقّب ردود الفعل حول العمل، والذي يحظى بنسبة متابعة عالية، ودخل مراراً قائمة المواضيع الأكثر تداولاً على «تويتر» منذ عرض أولى حلقاته، ما طرحناه على ستيفاني التي علّقت بالقول: «سعيدة لأنّني بدأت ألمس الأصداء الجميلة والوقع الإيجابيّ للمُسلسل، ما يُعطيني دافعاً أكبر لأعيد التجربة في مصر، بخاصّة أنّني سبق وذكرت أنّني لا أريد أن أفرض نفسي على المُشاهد المصري، لكنّني مُتحمّسة جداً لخوض هذه التجربة من جديد. وكون هذا العمل يُنافس في السباق الرمضانيّ، فلا شكّ في أنّه يضعني أمام استحقاق كبير ويحثّني على تقديم أفضل ما لديّ».

وفي ختام الحديث مع ستيفاني، المنهمكة اليوم بدراسة عروض درامية جديدة، بعد «فوق السحاب»، تشير إلى أنّ كلّ ما أحاط بالعرض كان مغرياً بالنسبة إليها، وسهّل عليها خوض التجربة من دون تردّد، مع العلم أنّها في تلك المرحلة كانت تصوّر عملاً آخر بعنوان «كارما» في بيروت، ما تطلّب منها مجهوداً مُضاعفاً وشكّل تحدّياً كبيراً، في ما يختصّ بتغيير اللوك والدخول في تفاصيل الشخصيتين والحالة الخاصة لكلٍّ منهما.