خمسون عاماً على مسيرة رالف لورين الإبداعية

31 مايو 2018
"بعض الناس يكتبون يومياتهم ليحتفظوا بها.. لكن أنا لست بحاجة لذلك. فالإعلام كان يترصدني منذ العام 1964".. هذا ما يقوله مصمم الأزياء الأميركي رالف لوران في تعليق على مسيرته الإبداعية في عالم صناعة الموضة التي أكملت عامها الخامسين.

رانيا برو



في الأعوام الخمسين الماضية، استطاع رالف لورين أن يصيغ بنية جديد من الموضة، فباتت علامته التجارية تراثاً أميركياً. من قميص البولو الشهير، إلى الدب تيدي الصغير، استطاع المصمم أن يخلق اتجاهات في الموضة ظلت راسخة لعقود في عالم صناعة الأزياء في أميركا والعالم.

وبمناسبة بلوغ نصف قرن على بروز الدار، أصدرت مجلة "وات وومن وير" WWD كتاباً يروي سيرة المصمم، ويتضمن في صفحاته الـ192 عشرات الصور والرسومات التي لم يشاهدها أحد من قبل. وهذا هو الكتاب الشخصي الأول التي تنتجه المجلة حول مصمم محدد.

الكتاب، الذي توزعه دار "ريزولي" للنشر والتوزيع في نيويورك، يحتوي تفاصيل عن نشأة المصمم وحياته والمحطات التي رسمت طريقه في مجال الإبداع والابتكار. بالإضافة إلى أعمال بقيت تحت الضوء قام بها رالف لورين.
"أنا لم أفكر يوماً في كتابة يومياتي، فالإعلام، وبخاصة "وات وومن وير" العريقة كانت تتبعني وتنقل خطواتي إلى العالم بأمانة وحب وكبيرين، لم يفتها الكثير. وكانت تروي للعالم أخباري من قلبها وروحها بإنصاف ونزاهة". يقول رالف لورين.


مسيرة لورين المهنية التي توجت بجائزة "جون فيرتشايلد" الشرفية في عام 1996، تم تخطيطها بمجموعة من الرسوم والصور النادرة لأعماله وعروضه على المنصات منذ السبعينات، بالإضافة إلى عدد من الروايات والمقالات التي أرشفتها المجلة لحقب زمنية مختلفة.

"في صناعة يغلب عليها الغلو والمبالغة في المقارنات، يعتبر رالف لورين رمزا حقيقيا"، تقول مديرة التحرير التنفيذية للمجلة بريدجيت فولي. وتضيف: "لقد بنى بنفسه إمبراطوريته للأزياء، وحولها إلى شركة عالمية عملاقة، مدفوعاً بحبه للعيش الراقي والجيد من الداخل والخارج. وتصاميمه كانت ولا تزال تحاكي قواعد الحضارة والاحترام".

الكل يعرف شعار رالف لوين الشهير، لكن قصته قد تكون مجهولة للبعض. ويحكى أنه بعد زواج رالف من ريكي لوبير، قام بتأسيس أول شركة بمال قليل كان يجنيه من بيع ربطات العنق، واقترض بعض المال الإضافي من البنوك ليستطيع إكمال تكاليف الشركة. وعندما أراد اختيار شعار للشركة، كانت أخبار لعبة البولو تتكرر أمام ناظريه بسبب ولع أبناء ذلك الجيل باللعبة، فقرر أن يكون شعاره الرجل الذي يلعب البولو على الحصان. وافتتح شركة في بفرلي هيلز ومتجر تجزئة في وقت لاحق سماهما "بولو رالف لورين".
لم يكتف لورين بالقمصان التي سببت شهرته في العالم، فوسع ابداعاته لخياطة الأزياء الراقية للنساء والرجال والأطفال. ولاحقاً بدأ بإنتاج المستلزمات المنزلية، من شراشف ومناشف وبياضات وأكسسوارات للديكور، حتى كرس منتجات أمبراطوريته في الثقافة والتراث الأميركيين وفوقها إعجاب العالم.

وبمناسبة يوبيله الذهبي، يقف رالف لورين مكرماً في متحف الفنون في مدينة بروكلين، حيث سيحتفي به مجلس مصممي الأزياء الأميركيين في 4 حزيران (يونيو) المقبل. مهرجان جوائز المصممين الأميركيين أنشئ عام 1962 وهو يحتفي كل عام بالبارزين من المبدعين في عالم الموضة سواء في الأزياء أو المجوهرات ويجري في نفس التاريخ من كل عام.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"