الكنافة اليدوية تتربع على عرش الحلويات في شهر رمضان

05 يونيو 2018

حسام خضرا


على الرغم من مكننة أدوات صناعة الكنافة، إلا أن الكنافة اليدوية، أو البلدية كما يطلق عليها، لا تزال تحتفظ برونقها وزبائنها وعشاقها. وتعد أفران الكنافة البلدية من أشهر معالم شهر رمضان في مصر، بخاصة في الأحياء الشعبية.

داخل أزقة الأحياء الشعبية في مصر تُشَيَد أفران الكنافة البلدية كمظهر من مظاهر شهر رمضان.

أحمد سمير، رجل خمسيني، وضع فرنه الذي ورثه عن أبيه إلى جانب منزله الكائن في أحد الأحياء المتفرعة من شارع فيصل الشعبي مع بداية الشهر الكريم.

ويقوم أحمد، صباح كل يوم، بعمل الكنافة البلدية. وتتمثل خطواته في تلك الصناعة بداية بإشعال النار وتنظيف الصينية النحاسية، ثم تجهيز العجين والقُمع النحاسي. ومن ثم يبدأ برش الكنافة وكأنه يرسم لوحة فنية تسر الناظرين، وإلى جانبه زوجته التي تصنع القطايف.

يقول أحمد: "هذه الصناعة مطلوبة وهناك أناس لا ياكلوين إلا الكنافة البلدية، وخاصة في شهر رمضان الكريم. وكنت قد اقتنيت جهاز فرن آلي لصنع الكنافة العادية، لكنني وضعته جانباً لان الناس لم تتأقلم مع طعم الكنافة العادية بسبب اعتيادهم على الكنافة البلدية".

ويضيف: "الكنافة البلدية جزء من طقوس رمضان، وهي تختلف عن الكنافة التي تصنع بطريقة آلية بشكل كبير. لأنها تصنع بالسمن البلدي والسكر والمكونات التي تعجب الناس".

ونشر ناجي لبيب، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" صورة لرجل يرش الكنافة على الفرن اليدوي، وعلق بالقول "كانت حلوة.. الكنافة البلدي انقرضت".

وكتب عبده منصور، عبر صفحته في موقع "فايسبوك": "رغم انتشار الكنافة الآلية في جميع ربوع الصعيد.. تتربع الكنافة البلدية على موائد الصعايدة في شهر رمضان".

وخلال السنوات الأخيرة تحولت أفران الكنافة البلدية إلى ماكينات لا يتدخل فيها العنصر البشري، بالإضافة إلى وجود ماكينات لصناعة القطايف أيضاً. ومَكَن هذا التطور صانعي الحلوى من عمل تشكيلات وأصناف متنوعة من الكنافة، كما أقبل عليها الزبائن لسهولتها وشكلها المنتظم.

وفي شهر رمضان تحديداً، تعود صناعة الكنافة إلى عهدها القديم باستخدام الأفران اليدوية، خاصة في المناطق الشعبية التي تتميز بأجوائها الرمضانية المختلفة.

وتعود نشأة الكنافة والقطايف إلى مئات السنين، حتى باتت جزءاً من تراث الشعوب العربية. فهي حلوى قدمت للأمراء والملوك في بداية ظهورها، وانتقلت عبر العصور والأجيال بين كافة فئات المجتمع المصري.        


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"