فيلا تتربّع على عرش الجمال والفرادة عنوانها السحر وتناغم الألوان

روزي الخوري (بيروت) 09 يونيو 2018

فيلا لبست حلّة من الجمال الخارجي والداخلي. تستهويك من بعيد بعظمتها الهندسية المنحوتة بالحجر، ويستدعيك الفضول لتأمّل تفاصيلها الداخلية المكمّلة للخارج. بدقة وشغف تام نحتت المهندسة نسرين بطرس صاحبة شركة interior lounge تفاصيل هذا المنزل.
شعارها «التميّز هو العلامة الفارقة لأيّ عمل هندسي»، وتميّزها يكمن في متابعتها أدقّ التفاصيل، حتى الأكسسوارات التي تختارها وتصنّعها خاصّة بكلّ منزل.


إلى جانب عملها الهندسي، قاد المهندسة بطرس عشقها الأكسسوارات الفاخرة والأنيقة إلى بلاد البندقية المشهورة بتصنيع الـMurano، وتعمّقت في هذا الفنّ الذي أصبح لصيقاً بكلّ أعمالها.
وفي صالة عرض خاصة بها، يحلو التأمّل في هذا الفنّ الذي ينثر جماله في الأرجاء. وكذا الشقق التي تقوم بهندستها، تتمتّع بفضل الأكسسوارات التي تنتقيها بعناية فائقة بسرّ هذا الإبداع الفني.
«الأكسسوارات تحكي قصّة خاصة بها، فلكلّ قطعة رواية، ولذا مطلوب الدقّة في وضع كلّ أكسسوار في مكانه المناسب، وهذه من أولوياتي الهندسية. فنّ «المورانو» يعطي من سحره وتميّزه، ونحن نعرضها كما تعيش في الطبيعة، فطيور الحب مثلاً تعيش معاً، لذا نعرضها ثنائية».

سحر الألوان وتمازجها هو العنوان الذي أطلقته المهندسة بطرس على هذا البيت. فالتحدي والابتكارات الهندسية انطلقت من هنا. والتحدّي الأكبر هو إقناع المالكين باعتماد ألوان أخرى غير الأبيض والبيج الأحبّ الى قلبهما.
«الألوان الزاهية جميلة، لكنّها وحدها لا تعطي الأشياء والتفاصيل الهندسية حياة وقيمة، لذا يجب إدخال ألوان أخرى عليها مع مراعاة ذوق المالكين، فاخترت البيج أحياناً لورق الجدران، ولطلاء الأشكال الهندسية في السقف انتقيت اللون البيج الداكن الذي يميل إلى الأصفر المذهّب».
وهذا بدا واضحاً في الجفصين الذي اتخذ في كلّ جلسة شكلاً هندسياً عكس حياة وعصرية، وخصوصاً في الجسر الفاصل بين الجلسات، والذي امتدّ من السقف إلى الجدران. كذلك اعتمدت هذا اللون للستائر التي اتخذت اشكالاً عدّة أضفت حركة وحياة على الصالونات.

والهدف الأبرز من الهندسة كان جعل المكان مفتوحاً بلا حواجز، مع المحافظة على خصوصية كلّ ركن. ولهذا الغرض اعتمدت المهندسة الجدران المغلقة والمفتوحة في آن معاً.
مثلاً الجدار الفاصل بين قاعة الاستقبال وغرفة الجلوس، تخلّلته فجوات نطل منها على الجلسة التي تحافظ على حميميتها في الوقت نفسه.

واعتُمد الطراز النيوكلاسيكي للأثاث الذي راوح بين اللونين البني والبيج، وهو من تصميم المهندسة أيضاً. ولعب الخشب دوراً أساسياً في تماسك كلّ الأجزاء، من حيث اللون والشكل الذي اتخذه، وتكرّر ليخلق هذا الترابط الشديد والمتين الذي عكس تجانساً جمالياً وامتداداً مترابطاً للعين.
«الكونسول في غرفة الاستقبال يتبع بتصميمه شكلاً هندسياً تكرّر في الدرسوار الخشب الفاصل بين الصالون وغرفة الطعام، ونراه أيضاً في طاولات الصالون».

كلّ زاوية ومساحة في هذا المكان تمت الاستفادة منها «لا يمكن أن نرى في أعمالي مساحة ضائعة سدى من دون أن أستفيد منها، فإن لم أستخدمها عملياً أصنع منها ركناً جمالياً».
ففي غرفة الاستقبال حيث يطالعنا الدرج الذي يقود إلى الطبقة العلوية، استكمل الخشب الذي شكّل إطار الدرج حتى الأسفل ليأخذ شكل مربّعات في داخل كلّ منها قطعة «مورانو». وبذلك تزيّن الدرج ولم تضع المساحة.

في غرفة الاستقبال ازدان الرخام بشكل دائري باللون البني، قابله في السقف شكل مستدير من الجفصين بالبيج المذهّب، انسدلت من وسطه ثريا «مورانو» مصمّمة خصيصاً لهذا البيت. وثريا أخرى من الطراز نفسه تدلّت من أعلى الطبقات ليشعّ نورها في كلّ الأرجاء.
جدران الدرج ارتدت حلّة من ورق الجدران البيج المنقوشة برسوم ناعمة، والجدران الأخرى طُليت بالبيج ليتشابه مع الورق المجاور. وبما أنّ الأكسسوار اللافت هو من العلامات الفارقة لعمل المهندسة، فقد انتقت مجموعة مرايا مستطيلة تخلّلتها أشكال هندسية متشابهة وضعت جنباً إلى جنب وشكّلت مع خشب الخزانة المخصّصة لملابس الضيوف وحدةً جمالية متكاملة.

الطبقة الأولى المخصصة للاستقبال تخلّلها صالونان وغرفتا طعام وجلوس، ومطبخ كلاسيكي اتسم بكبر حجمه. أما الطبقة الثانية حيث غرف النوم وغرفة جلوس خاصة بأفراد الأسرة، فقد جمعت بينها العملية والراحة والألوان الزاهية.
غرفة الابنة من الخشب بلونه الطبيعي تدرّجت فيها ألوان الزهر العديدة وصولاً إلى البنفسجي في درف الخزائن والأدراج. وتبع كل غرفة حمام خاص بها متناسق من حيث الألوان والطراز.

اختصاراً، كلّ شيء في هذه الفيلا متناسق ومشغول بحب كبير وشغف أكبر. فدقّة التنفيذ ومتابعة أدقّ التفاصيل لإتمامها هما سرّ نجاح هذه اللوحة التي كمّلتها الأكسسوارات الفاخرة وشكّلت اللمسة الاستثنائية التي أبهرت الزوّار.