معرض خاص لتوفيق ضاهر

معرض أبو ظبي للكتاب, موسوعة غينيس, توفيق ضاهر

15 يونيو 2010

للمرة الأولى من بداية عمله في تركيب المجسّمات المصنوعة من عيدان الكبريت، يقيم توفيق ضاهر معرضاً خاصاً به في الأونيسكو في بيروت، هو الأول من نوعه. لطالما شكلت هذه الخطوة حلماً بالنسبة لضاهر الذي لم يتصوّر يوماً أن يحقق كل هذا النجاح بفضل حادثة قلبت حياته رأساً على عقب، فبدلاً أن تشكل الحادثة التي تعرّض لها والتي أفقدته القدرة على المشي كارثة حقيقية تقضي على حياته، صار يعتبرها  خيراً عليه لأنها سمحت له باكتشاف هذه الموهبة التي حقق من خلالها نجاحات كبيرة وعالمية، خصوصاً بعد أن تمكن من دخول كتاب غينيس العالمي من خلال مجسمي باخرة Titanic في المرة الأولى عام 2002 ، ثم من خلال برج إيفل عام 2009. بدأ مشوار توفيق ضاهر في هذا المجال المميز، بعد تعرّضه لحادثة إطلاق نار فقد على أثرها القدرة على المشي وبات مرتبطاً بكرسيه المتحرك. عندها قرر أن يبحث عن عمل مميز يقوم به ليتمكن من خلاله أن يثبت للعالم انه قادر على إنجاز الكثير رغم الشلل الذي أصاب قدميه. استبعد أولاً فكرتي الرسم والنحت نظراً لانتشارهما واختار بالصدفة عمله بواسطة عيدان الكبريت بعدما شبّه نفسه بعود الكبريت الذي يرمى بعد الانتهاء من استعماله، وهو حصل معه حيث وجد نفسه وحيداً بعد الحادثة التي تعرض لها ولم يجد من يساعده ويدعمه. «أول مجسّم نفذته بواسطة عيدان الكبريت كان حافظة ولاّعة ولم يخطر ببالي أن يأتي اليوم الذي أقيم فيه معرضاً خاصاً بي. لطالما تمتعت بمواهب عدة، لكني فكرت أن هذا المجال مميز ولا يشبه مجالاً آخر».
عمل ضاهر على مجسّم باخرة تايتانيك في الوقت الذي كان يعرض فيه فيلم Titanic وانتهى من العمل عام 2002. وعن هذا الإنجاز يقول ضاهر «تطلب العمل 6600 ساعة كاملة. وعندما كنت أخطئ أحياناً كنت أعاود العمل للتصحيح. مهما كنت متعباً أنسى كل مشاكلي أثناء العمل. في النهاية أنجزت الباخرة بطول ثلاثة أمتار وعلو 180 سنتمتراً وعرض 60 سنتمتراً. بعدها أنجزت مجسّم برج إيفل بطول 653 سنتمتراً واستعملت فيه أكثر من 6 مليون عود كبريت».
من خلال عمله هذا يريد ضاهر أن يبرهن للكل أنه قادر على تحقيق هذه الإنجازات الكبيرة رغم وضعه. إلا أن فكرة المشاركة بكتاب غينيس لم تخطر بباله يوماً إلى أن نصحه أحدهم بالمحاولة وتمكن من تحقيق ذلك عن مجسّم تايتانيك في المرة الأولى عام 2002 ثم عن مجسّم برج إيفل عام 2009.  أما مشروعه المقبل فهو إنجاز مجسّم للمسجد الأقصى من عيدان الكبريت، وحلمه الأكبر إقامة متحف يجمع فيه كل أعماله.