المكتبات المنزلية بين الجانب المعرفي والجمالي

11 يونيو 2018

"لا أعرف مكتبة كهذه في روعتها وصداقتها، قرأت فيها ما أحب، لا ما أُجبرت عليه. منها ما هو مسجل بصوت فتاة لم ألتقِ بها، ومن هنا أقول لها شكراً كثيراً، ومنها ما حولته إلى word من حسابي الخاص". كان هذا هو تعليق المغردة "لجينات" على إعلان مكتبة الملك عبد العزيز، المنشور على حسابها على "تويتر" أيضا، والذي وضع دعوة للمشاركة في مسابقة تقيمها المكتبة للاحتفاء بالأسر القارئة، وذلك من خلال ارسال الاسر صوراً  لمكتباتها المنزلية، والاسر التي تحصل صور مكتباتها على أكبر عدد من الـ"لايكات" تفوز بـ100 كتاب هذية من المكتبة.
محمد المحفلي

كان أغلب المتفاعلين مع هذا التعليق يبعثون صورا لمكتباتهم الخاصة ذات الكتب الورقية. لكن صاحبة التعليق الذي اوردناه اعلاه كانت الوحيدة التي بعثت لقطة لمكتبة ألكترونية، كما تقول، تضم كتباً صوتية أو بنسخة "وورد"، وهي المكتبة التي تسهل على القراء استعمال الكتاب ونقله بعيدا عن المكتبة، وحمله في أمكان مختلفة، والاستمتاع بالكتاب في ظروف لا يمكن فيها التعامل مع الكتاب الورقي.

هذا الأمر يفتح السؤال على شقين: الأول هو مدى تفاعل الناس مع المكتبات الخاصة في هذا الزمن، والآخر هو مدى اهتمام القارئ في العالم العربي ببناء المكتبات الرقمية في الحواسيب والأجهزة المحمولة على غرار المكتبات المنزلية الخاصة.

ينظر البعض إلى الأمر من زاوية شخصية في التعامل مع المكتبات الخاصة بشكلها الورقي، وينظر للأمر من ناحية نفسية وعاطفية أكثر من كونها مسألة عملية. وهذا الأمر يمكن ملاحظته في كثير من الردود على السؤال في أمر المفاضلة بين التعامل مع الكتاب الرقمي أو الورقي.

تنقل صحيفة "الاتحاد" تحت عنوان "المكتبات المنزلية محيط ثقافي يغني العقول ويثري الفراغات" عن خولة علي قولها أنه "بالرغم من التطور التكنولوجي الذي قدم الكتاب الإلكتروني وسهل من عملية نقل مئات الكتب وتناول محتواها بكبسة زر، إلا أن الأوعية الورقية ما زالت محافظة على مكانتها عند الكثيرين، فهي لها رونقها، إذ ما أن يتحسس المرء دفتي الكتاب ويقلب أوراقه حتى يجد نفسه قد سافر في رحابه وغاص في أعماقه، لينهل من علومه ومعارفه الكثير". وهذا الأمر الذي يبدو نفسيا أكثر من كونه عمليا، يجعل المكتبة المنزلية ليس للمعرفة فقط ولكن فيها جزء كبير من الجانب الجمالي والفني الذي يزين البيت. من هنا نرى الكثير من الإعلانات التي تعرض أشكالا مختلفة للمكتبات المنزلية أو المكتبات الخاصة، وبتصميمات متنوعة، في حين تظل المكتبة الرقمية خالصة للجانب المعرفي بكل مميزاتها وخصائصها التي تصب في هذا الجانب.


نقلاً عن "شبكة حياة الاجتماعية"