منزل يتبدّل بفضل الابتكار الهندسي
هو مزيج من كلّ شيء. جميل أن تمتزج العناصر الهندسية، ولكن السرّ يكمن في التناسق. ألوان ومواد مختلفة نسجها المهندس فادي سكّر لتخرج بحلّة موحّدة ومتجانسة، فإذ بنا أمام منزل عصري شبابي ونيو كلاسيكي أنيق في آن معاً.
بلمحة بصر يتبدلّ الجوّ، من منزل للاستقبال الرسمي إلى منزل عصري من طراز loft. فالخشب الفاخر الذي انتقاه المهندس أدى دوراً تجميلياً وعملياً معاً. في هذه الطبقة الأولى من المسكن المؤلّف من طبقتين، تزيّن جدار الصالون بحلّة من الخشب، ويمكن بفضل التقنيات الإلكترونية الحديثة أن ينفتح ليجعل من المنزل جلسة مفتوحة الأجزاء، ويصبح المطبخ ركناً مكمّلاً لها.
خشب الزين بلونه الجوزي استُخدم في تصميم هذا الباب الفاصل بين المطبخ وغرفة الطعام من نوع الخشب نفسه، يفتح بطريقة جرّارة لجهتَي اليمين واليسار.
وما إن يفتح حتى ينضمّ المطبخ بطرازه الأنيق وألوانه المتناسقة إلى الصالون، «وبذلك يصبح المنزل عملياً ويتبدّل طرازه وتكون الجلسة مع الأهل والأصدقاء أقلّ تكلّفاً وأكثر حميمية وراحة، ويمكن الجالس في غرفة الطعام والصالون أن يتواصل مع الجالسين في المطبخ». ومن هنا تطعّم خشب المطبخ باللون الأسود إلى جانب البيج تماشياً مع قماش الصالون وغرفة الطعام اللذين يطلّ عليهما.
اللون الأسود الداكن لقماش الصالون ومقاعد غرفة الطعام أرخى جواً من الدفء وتطعّم باللون الأحمر الذي أضفى فرحاً وحياة على الجلسات. وأتت المدفأة بتصميمها الفريد لتزيد المكان دفئاً.
ولا بدّ من التأمّل في التفاصيل الهندسية لهذه المدفأة، وهي مزيج من الحجر والخشب مع إنارة خلفية احتلّت الجزء الأسفل منها، وفوقها رفّ من الخشب يعلوه جهاز التلفزيون. أما الجوانب فعبارة عن فجوات، منها المستطيل ومنها المربّع، خلفها الحجر وأطرافها من الخشب. وهنا طاولتان مربعتان في الوسط قاعدتهما من الخشب ووجههما من الزجاج الأسود.
قُبالة غرفة الطعام جلسة مريحة من الطراز الإيطالي عمد المهندس إلى تنفيذها، إضافة إلى بقية الأثاث. اتسمت هذه الجلسة بالرمادي الزاهي الذي تماشى مع بقية الألوان. ويطالعنا مقعد وثير متصل الأجزاء عليه أرائك باللونين الأسود والرمادي، وعلى مقربة مقعد إيطالي فاخر مطعّم بالمعدن المذهّب حجز لنفسه ركناً خاصاً في زاوية هذه الجلسة.
فكرة المنزل القائمة على المساحة المغلقة والمفتوحة في آن معاً، تجسّدت في غرفة الاستقبال، حيث ابتكر المهندس سكّر عوازل من خلال أعمدة خشب فصلت غرفة الجلوس عن الاستقبال بطريقة غير مباشرة، لتبدو كأنها جزء من المساحة المفتوحة مع بعض الاستقلالية لها.
الستائر مقلّمة من الفوال البيج والأسود شغلت جدران غرفة الجلوس لكثرة النوافذ في هذا الركن كما في بقية الأجزاء. الجفصين في السقف بسيط لكنّه مزدان في بعض الجلسات بأشكال هندسية عكست عصرية أكبر.
الأكسسوار الفاخر ميّز هذا المنزل وأكمل لمسته الأنيقة. فالمالك يهوى القطع المميّزة من ثريات وأوانٍ وقطع فنيّة نادرة زيّن بها كلّ الأرجاء إلى جانب السجاد.
في جناح غرف النوم، كلّ غرفة تحكي قصّة خاصة بها، لكلّ منها طراز وأسلوب ميّزاها عن الأخرى.
غرفة البنات إنكليزية الطراز ألوانها زاهيّة. أما حمّامها فقمّة في الذوق والتفنّن، المغسلة بيضاء يدوية الصنع موشّاة برسوم ملوّنة لرسام لبناني، وقد ازدان الجدار خلفها بألوان متناسقة.
أما غرفة الشاب ففائقة العصرية. هنا لبس الجدار خلف السرير ورق جدران حمل كتابات، لونه أسود والكتابات الأجنبية عليه بأحرف بيضاء. أما الخشب فبالبيج الزاهي لتكتمل لعبة تعاكس الألوان.
وبالوصول الى الماستر، فهي نيو كلاسيكية راوحت ألوانها بين البيج للجدار والستائر والأبيض لخشب الخزائن والأبواب كما في كلّ هذا الجناح الذي افترش الباركيه الطبيعي أرضه. وكلّ غرفة مرفقة بحمام خاص بها يتبع ألوانها وطرازها.
هذه كانت الجولة في الطبقة الأولى المكتملة التصميم من المسكن المؤلّف من طبقتين، في انتظار إتمام ديكور الطبقة العلوية التابعة له.
الأكثر قراءة
المجلة الالكترونية
العدد 1078 | تشرين الأول 2024