الكتابة عشقه والترحال قدره... جان ماري غوستاف لوكليزيو

أميركا, فرنسا, جائزة نوبل للآداب, رواية / قصة, جان ماري غوستاف لوكليزيو, قارة إفريقيا

25 أغسطس 2010

لأنّهم يعيشون اليوم بيننا وغداً سيعيشون في تاريخ الأدب العالمي علينا أن نعرفهم ونقرأهم ونفهمهم اليوم قبل الغد... في كلّ مرّة نختار لكم أديباً وكتاباً لنضع بين أيديكم دليلاً يسوقكم نحو أهم الكتابات الإبداعية والمؤلفات الأدبية الموجودة في الساحة الثقافية اليوم...


نبذة عامّة
ولد جان ماري غوستاف لو كليزيو في مدينة نيس لعائلة متعدّدة الإنتماءات أتت من جزيرة موريشيز إلى فرنسا. فالأب من أصول انكليزية والأم فرنسية إلاّ أنهما كانا يعيشان في جزر الموريشيز وحملا جنسيتها. كتب لو كليزيو للمرّة الأولى في سنّ السابعة على متن السفينة التي كانت تقلّه ووالدته إلى إفريقيا للبحث عن والده الذي كان يعمل طبيباً في نيجيريا. هكذا قُدّر للكاتب الفرنسي أن يكون «الترحال» سمة أعماله وشخصيته على حدّ سواء، إذ اشتهر بأدب الرحلات وكتاباته عن السفر والترحال.
عاش لو كليزيو حياته متنقلاً بين فرنسا وإفريقيا وأميركا والصحراء المغربية التي كتب عنها فأبدع في روايته المعروفة التي حاز عنها جائزة موران التابعة للأكاديمة الفرنسية عام 1980.
عرف صاحب «النجمة التائهة» الشهرة في الأوساط الثقافية الفرنسية في سنّ مبكرة جداً (23 عاماً) بعدما أصدر كتابه الأوّل Le Proces Verbal أو «المحضر» التي حاز عنها جائزة «روندو». نفّذ خدمته العسكرية في «تايلند» إلآّ أنّه تمّ تحويله إلى «المكسيك» بعد إدانته بشدّة لعمليات الإستغلال الجنسي للأطفال، وهناك عرف مرحلة مهمة بل محورية في حياته، فدرس حضارة «المايا» في المكسيك وغاص في ثقافة الهنود الحمر ومن ثمّ عاش حياة الهنود بأدّق تفاصيلها في إحدى غابات باناما.
فهو لم يكتف في التعرّف إلى ثقافة الغير بل إنّه عاشها وخبرها عن كثب، الأمر الذي أضفى على شخصيته الإنسانية والروائية ثراءً فكرياً ووجدانياً كبيراً جعله يتجاوز حدود اللون والدين والتاريخ والجغرافيا لينحاز إلى الإنسان كإنسان دون أي حسابات أخرى.
وتُعتبر أعماله نقداً حقيقياً للغرب المادي وللعولمة والحياة العصرية مع التركيز بشكل خاص على الضعفاء والمهمشين. وقد جاء في بيان الأكاديمية الملكية السويدية عند حديثها عن روايته «لازمة الجوع» بعد فوزه بجائزة نوبل بأنّه «كاتب الانطلاقات الجديدة والمغامرات الشعرية والنشوة الحسية ومستكشف بشرية ما وراء الحضارة السائدة».
 أمّا لو كليزيو الذي طالما قال إنّه يرى نفسه هندياً فقد أهدى فوزه بالجائزة إلى فرنسا وكذلك إلى موطنه الذي يعشقه «موريشيز». واعترف أيضاً أنّ «نوبل» لم تُغيّر فيه شيئاً سوى أنّها ألغت ديونه وجعلته أكثر راحة مادياً. وشكلّ فوز لو كليزيو أزمة لدى بعض المتكبرين من الأمريكيين واليهود  الذين استنكروا فوزه للموقف الذي اتخذّه منهم في روايته المعروفة «نجمة تائهة»، فضلاً عن مواقفه المعادية للسياسة الغربية التوسعية ودفاعه الدائم عن أبناء فلسطين وعن كلّ المستضعفين على وجه الأرض. وفي حوار مع الشقيقة «الحياة» العام الفائت وجّه لوكليزيو رسالة صريحة وواضحة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما الفائز ب«نوبل للسلام» مفادها أنّ الجائزة وحدها لن تتمكّن من جعله رجل سلام إذا لم يستطع أخذ موقف حاسم من المُستكبرين في العالم وإن لم يعمل على إنهاء القتل والدمار بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبين أي طرفين آخرين متنازعين.
ويعترف صاحب «صحراء» أنّ حياته في الصحراء المغربية زادته تعلقاً بالأرض والطبيعة التي اختارها ملجأه الوحيد وهو الذي يعيش في إحدى ولايات أميركا الطبيعية الهادئة مع زوجته جميلة، المغربية الأصل، التي تعرّف إليها في رحلتها عبر البحر ليؤكّد مرّة أخرى أنّ الكتابة هي عشقه والترحال هو قدره.


هويّة أدبية

  • الإسم: جان ماري غوستاف لوكليزيو
  • الجنسيّة: فرنسي
  • محلّ وتاريخ الولادة: نيس في 13 نيسان/ إبريل 1940
  • تحصيله العلمي: حاز شهادة دبلوم دراسات عليا عام 1964 في الأدب الفرنسي
  • المهنة: روائي ومفكّر
  • من مؤلفاته: «الحرب»، «العمالقة»، «صحراء»، «النجمة التائهة»، «لازمة الجوع»، «الإفريقي»
  • أهم الجوائز: جائزة نوبل للآداب 2008
  • من مقولاته: «أكتب للبحث عن نفسي وعندما أجدها سأعتزل الكتابة».
  • قيل فيه: «إنّه أعظم أديب حيّ يكتب باللغة الفرنسية في العالم»