يسرا المسعودي: لهذا السبب أوقفوني عن التمثيل في مصر

نيرمين زكي (القاهرة) 24 يونيو 2018

تخوض الممثلة يسرا المسعودي سباق الدراما الرمضاني من خلال مسلسلين، كما منحها المخرج خالد يوسف فرصة ليكون «كارما» أول عمل سينمائي تشارك في بطولته في مصر، لكنها واجهت بعض المشاكل، منها إصدار نقابة المهن التمثيلية قراراً بوقفها عن التمثيل.
يسرا المسعودي، تتحدث في هذا اللقاء، عن هذه الأزمة وعن خطواتها الفنية في تونس، ومشاريعها الفنية في مصر، إضافة الى موقف عائلتها من التمثيل، والمهنة التي كان من الممكن أن تعمل فيها بعيداً عن الفن.
كذلك، تكشف عن موقفها من الزواج، ومخاوفها من الفن، ومثلها الأعلى في التمثيل.


- حدّثينا عن بدايتك الفنية.
لم يكنّ عمري يتجاوز الـ15 عاماً، حين وجدت نفسي أعشق المسرح، فبدأت بالفعل أتقدّم للمشاركة في مسرحيات بتونس، ولم أكتف بالتمثيل، بل كنت أشارك في الإخراج والتأليف أيضاً. بعدها، بدأت أتلقى العديد من العروض الدرامية، وكانت البداية عام 2009 حيث شاركت في بطولة مسلسل بعنوان «الزوجة الخامسة»، من ثم توالت نجاحاتي في الدراما التونسية، لكني لم أتخذ أي خطوات في السينما.

- لماذا ابتعدت عن السينما التونسية؟
لأن الأدوار التي عرضت عليَّ حصرتني في المشاهد الجريئة والإغراء، التي لا يمكن أن أقدمها، فرغم أنني عاشقة للفن، لكنْ لديَّ خطوط حمراء لا يمكن أن أتجاوزها، لأنني أحترم نفسي قبل أي شيء، لذلك فضلت الابتعاد عن السينما التونسية، في وقت بدأت اتخاذ خطوات مهمة في السينما المصرية.

- حدّثينا عن هذه الخطوات.
أشارك في بطولة فيلم «كارما»، الذي أتعاون من خلاله مع المخرج العبقري خالد يوسف، ومع نخبة كبيرة من النجوم، من بينهم: خالد الصاوي وغادة عبدالرازق وعمرو سعد وماجد المصري ووفاء عامر، لكن معظم مشاهدي تجمعني بالنجمة القديرة غادة عبدالرازق.

- وكيف كان التعاون مع غادة عبدالرازق؟
الكلمات لن تكفي للتعبير عن مدى حبي لها، فهي إنسانة جميلة على المستوى الشخصي، ولم تتردد لحظة في مساعدتي، وقد تعلمت منها الإخلاص في العمل، فالوقوف أمامها أفادني كثيراً.

- ماذا تعلمت من خالد يوسف؟
المخرج خالد يوسف مدرسة كبيرة تعلمت منها الكثير، لا سيما التلقائية والبساطة في التمثيل.

- كيف جاء ترشيحك للعمل من الأساس؟
علمت أن خالد يوسف يبحث عن وجوه جديدة، فذهبت وتقدمت الى الاختبار، وبالفعل أعجبه أدائي وقرر إسناد دور مهم لي.

- هل هناك مشاريع سينمائية جديدة تستعدين لها؟
كان من المفترض أن أكون أحد أبطال فيلم «الكهف» الذي عرض منذ فترة، لكن تم حذف دوري بالكامل بسبب طول مدة الفيلم، وهذا الأمر لم يزعجني بل كان قراراً جيداً، لأنني شعرت خلال التصوير بأن الدور ينقصه الكثير.

- من هو أكثر شخص دعمك في مشوارك الفني؟
المخرج التونسي حبيب سلماني، فهو قدمني في الدراما التونسية وطلب مني القراءة والاطلاع على الكتب باستمرار، ونصحني بأن أكون إنسانة مثقفة قبل أي شيء، وأريد هنا أن أوجه له الشكر على كل شيء فعله معي.

- ما موقف أفراد عائلتك من دخولك مجال التمثيل؟
لم يعارضوا رغبتي، بل قدموا لي كل الدعم، ولا يمكن أن أصف مدى السعادة التي تشعر بها والدتي عندما ترى عملاً أشارك فيه على الشاشة، كما أنها تحزن إذا خرجت من سباق الدراما الرمضاني. في المقابل، عندما أشعر بالإحباط أو اليأس، تمنحني طاقة إيجابية للاستمرار، وتطلب مني عدم الاستسلام.

- كيف نجحت في إتقان اللهجة المصرية؟
كنت أعلم أنه سيأتي اليوم الذي سأعمل فيه بالسينما والدراما المصريتين، لذلك كنت حريصة على مشاهدة الأفلام المصرية، وكنت أحاول دائماً أن أنجح في الإلمام بكل المصطلحات الخاصة بهذه اللهجة. وعندما جئت الى مصر، كنت أجلس مع أصدقائي المصريين لأطول وقت، وأتحدث معهم، وهذه الطريقة ساعدتني أيضاً على الإلمام باللهجة المصرية، وبالتالي عندما أشارك في مسلسل أو فيلم مصري، لا أجد أي صعوبة في التحدث بالمصرية.

- انتشرت أخبار كثيرة مؤخراً حول اتخاذ نقابة المهن التمثيلية قراراً بوقفك عن التمثيل في مصر، فما تعليقك؟
كل ما حدث هو سوء تفاهم غير مقصود على الإطلاق، فأنا اعتمدت على الجهات المنتجة للأعمال التي أشارك في بطولتها لاستخراج التصاريح الخاصة بي، لكني فوجئت بعد فترة بأن هذه الجهات لم تتحرك، وأن قرار الوقف أصدرته النقابة، لكني نجحت في حل هذه المشكلة، حيث التقيت بالمسؤولين ودفعت الغرامة والمصاريف الخاصة بالتصاريح، وتم حل المشكلة، وأواصل الآن التصوير بشكل طبيعي.

- ماذا عن خطواتك الدرامية في مصر؟
أخوض سباق الدراما الرمضاني من خلال مسلسلين، الأول بعنوان «المرآة السوداء»، والثاني بعنوان «عزمي وأشجان»، وأنا سعيدة بأنني حققت التنويع في هذا الموسم، فالمسلسل الأول درامي تراجيدي والثاني كوميدي.

- حدثينا عن دورك في مسلسل «عزمي وأشجان».
أعتبر نفسي ضيف شرف في هذا العمل، الذي أتعاون من خلاله مع إيمي سمير غانم وحسن الرداد، وأجسد دور فتاة مادية لا يشغلها سوى المال. والمسلسل تدور أحداثه في إطار كوميدي، وقد سُعدت بالمشاركة فيه.

- وماذا عن «المرآة السوداء»؟
لا يمكن الكشف عن كل التفاصيل، لكنه عمل تراجيدي، وأجسد من خلاله دور امرأة تونسية متزوجة من رجل مصري، ودوري هذا رئيسي ومهم ويجمعني بشيري عادل وشريف سلامة.

- هل هناك مشاريع فنية جديدة تستعدين لها؟
أشارك في بطولة الجزء الثاني من فيلم «كامب»، الذي يعتمد على الرعب والمشاهد الأكشن، لكننا ما زلنا في بداية التصوير، وأتمنى أن يحقق هذا الفيلم نجاحاً كبيراً.

- كيف ترين السينما التونسية؟
أجد أن السينما في تونس تشهد حالة من النهضة والتطور، وأكبر دليل على ذلك مشاركة الأفلام التونسية في المهرجانات العالمية، وحصدها الكثير من الجوائز المهمة، لكن لا يمكن لأحد أن ينكر أن الإنتاج الفني في تونس ما زال ضعيفاً ويواجه الكثير من الصعوبات.

- في رأيك، من هي النجمة التونسية التي تمكّنت من تحقيق نجاح كبير في مصر؟
أعتقد أن هناك ثلاثة نجوم من تونس تمكنوا من تحقيق نجاح وشهرة واسعة في الدول العربية بأكملها، وهم: هند صبري ودرة وظافر العابدين، وبصراحة أنا فخورة بهم للغاية، وأتمنى أن يجمعني عمل بكل واحد منهم.

- من هو مثلك الأعلى في التمثيل؟
أعشق النجمة التركية بيرين سات، فهي ممثلة عبقرية وعفوية، أما من نجمات مصر اللواتي أحب تمثيلهن وأشعر بأن لهن مكانة متميزة، فأذكر عبلة كامل ونادية الجندي ونجلاء فتحي.

- من هو النجم الذي تتمنين العمل معه؟
هناك نجمان أحبهما وأتمنى الوقوف أمامهما، وهما ماجد المصري وإياد نصار.

- وماذا عن الفنانات؟
أحلم بالعمل مع عبلة كامل، فأنا أحب المسلسلات التي تقوم ببطولتها.

- إلى أي مدى يلعب جمال الفنانة وأناقتها دوراً في نجاحها؟
إذا كانت الفنانة لا تمتلك الموهبة، فعندها تحاول أن تستغل جمالها وأناقتها بكل الطرق. أما إذا كانت موهوبة وجميلة، فهي بالتأكيد فنانة محظوظة، لأن كل عنصر يكمل الآخر، فالجمال يلعب دوراً مساعداً الى جانب الموهبة.

- إلى أي مدى يشغلك الأجر؟
أنا الآن في مرحلة التضحية المادية، فالأجر لا يشغلني على الإطلاق، ولا أفكر في الأمور المادية، وكل ما يهمني في هذه الفترة أن أثبت نفسي في الدراما والسينما المصريتين.

- ما هي خطوطك الحمراء؟
لقد ذكرت سابقاً أنني أرفض الإغراء بكل أشكاله، فأنا لا يمكن أن أقدم مشهداً خادشاً للحياء، لأنني أرفض هذه النوعية من الجرأة، التي يمكن أن يصفها كثيرون بالإسفاف غير المقبول.

- ما هي أكبر مخاوفك من الفن؟
الغدر، فالمجال ليس مضموناً، ومن الممكن أن يغدر بأي شخص مهما حقق من إنجازات، فمن يعمل في الفن لا يمكن أن يعيش حياة مستقرة على الإطلاق.

- لو لم تكوني ممثلة لكنت..
مضيفة طيران، لأنني درست ضيافة الطيران في تونس، ولا أنكر أن هذا المجال يجذبني، لكن حبي للفن جعلني أتخلى عن فكرة العمل فيه.

- ما الذي تحلمين به للمرأة التونسية؟
المرأة في تونس استردت حقوقاً كثيرة وحققت إنجازات عديدة في الفترة الأخيرة، لكنْ لديَّ حلم، وهو أن أرى امرأة تونسية تشغل منصب رئيس للدولة.

- هل تعيشين قصة حب جديدة؟
في الوقت الحالي، لا أفكر في الحب أو الزواج، لأنني أعيش مرحلة صعبة في حياتي سأحسم من خلالها العديد من الأمور، فأنا مشغولة بفني فقط، ولا أركز سوى على خطواتي الفنية في مصر، لذلك فإن الزواج خطوة مؤجلة بالنسبة إلي.

- لكن ما العيب الذي لا تطيقينه في الرجل؟
أكره الرجل البخيل، ولا أطيق ذلك الذي لا يهتم بالتفاصيل.

- وما الذي يجذبك فيه؟
الاهتمام، فأنا أحترم الرجل الذي يهتم بالمرأة التي يحبها وبكل تفاصيلها.

- هل من الممكن أن تتزوجي من الوسط الفني؟
لا أعرف، لأن كل شيء في الحياة قسمة ونصيب، لكني لا أعارض الزواج من فنان، بخاصة أن هناك الكثير من النماذج الناجحة، من أبرزها إيمي سمير غانم وحسن الرداد، فهما نموذج للعلاقة الفنية والزوجية المثالية.

- ما الذي لا يعرفه الكثيرون عنك؟
أنني متخصصة في علم النفس، فإلى جانب انشغالي بالفن أحاول معالجة الأطفال المصابين بأمراض نفسية، عن طريق التمثيل والفن وعلم النفس معاً.