من الإفلاس إلى عالم الثراء والشهرة والرفاهية

موسوعة غينيس, جائزة الشيخ زايد للكتاب, أدب الطفل, هاري بوتر, جوان كاثلين رولينغ

13 أكتوبر 2010

لأنّهم يعيشون اليوم بيننا وغداً سيعيشون في تاريخ الأدب العالمي علينا أن نعرفهم ونقرأهم ونفهمهم اليوم قبل الغد... في كلّ مرّة نختار لكم أديباً وكتاباً لنضع بين أيديكم دليلاً يسوقكم نحو أهم الكتابات الإبداعية والمؤلفات الأدبية الموجودة في الساحة الثقافية اليوم...


نبذة عامّة
ولدت جوان كاثلين رولينغ في كنف عائلة متواضعة في غلوسيسترشير، وانتقلت في سنّ التاسعة مع عائلتها إلى تتشيل، وفي الحيّ الذي كانت تلعب فيه مع أولاد الجيران كان هناك ثلاثة أخوة من عائلة «بوتر» Potter وكانت تحب كثيراً مناداتهم بهذا الاسم لما فيه من ليونة وسلاسة، وفي المقابل كانت تكره اسم عائلتها. وإعجابها بعائلة «بوتر» برز واضحاً في الفترة اللاحقة بعدما تخيّلت الصبي السحري باسم «هاري بوتر». بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية قصدت إكستر لمتابعة دراستها الجامعية. وبعد نيلها إجازة في الأدب الكلاسيكي، وإنما باللغة الفرنسية وليس الإنكليزية انصياعاً لرغبة والديها، عملت جوان في منظمة العفو الدولية. ولكن بعد وفاة والدتها ودخولها مرحلة نفسية صعبة قرّرت الإبتعاد عن كلّ ما يُذكرها بألمها وانتقلت إلى البرتغال للعمل كمعلمة فالتقت بزوجها الأول ووالد ابنتها جيسيكا المولودة عام 1993. إلاّ أنّ حياتهما لم تكن مستقرّة على الإطلاق فطلبت منه الطلاق وعادت وابنتها إلى بريطانيا حيث لم تجد مأوىً لها بعد وفاة والدتها فاضطرت للسكن مع شقيقتها وصارت تبحث عن عمل إلآّ أنّ قرار الدولة في مساعدتها مادياً اقتضى أن تكون إمرأة غير عاملة، عندها عاشت في بيت صغير وصارت تعتمد في حياتها على مساعدات الدولة لها وأصبح تركيزها منصبّاً في شكل كبير على الكتابة، إذ كانت تقصد المقهى المجاور لها بعد التأكّد من نوم ابنتها وتبدأ بالكتابة دون توقّف ولا تشرب سوى فنجان قهوة واحد لأنّها لا تملك النقود الكافية لشراء أكثر من واحد.

لم يكن لديها أي مؤشّر للتفاؤل بالمستقبل إلاّ أنّ أملها بالكتاب الذي انكبّت على إنجازه كان كبيراً، لذا كانت صدمتها كبيرة جداً عندما قدّمت مخطوطتها «هاري بوتر وحجر الفيلسوف» لتسع دور نشر رفضتها جميعها إلى أن  قُدّمت إلى «بلومزبري» وصارت وكالة كروستيفر ليتل في لندن هي وكيل رولينغ الأدبي. وعندما وصلتها رسالة الموافقة على نشر «هاري بوتر وحجر الفيلسوف» أعادت قراءتها 8 مرّات وصرّحت أنّ هذه هي أجمل رسالة تلّقتها في حياتها. إلاّ أنّ الوكالة اقترحت عدم وضع اسم الكاتبة كما أرادت جوان رولينغ بل الإكتفاء بلقبها حتى لا يعرف القارئ أنّ الكاتبة هي امرأة، وبالتالي هذا يؤثّر على نسبة الإقبال عليه. هكذا اختارت أن تصدر باكورة أعمالها الأدبية بتوقيع J.K. Rowling. ولاقى الكتاب نجاحاً باهراً في الأوساط الثقافية البريطانية ولدى مختلف الفئات العمرية، بعدها تمّ نشره في أميركا ما جعل الكاتبة الفقيرة المغمورة تعيش لحظات ذهول وسعادة عارمة عاجزة عن وصفها. عندها اصبحت رولينغ تحت الأضواء واسمها بات متداولاً في عالم أدب الطفل في كلّ مكان. الأمر الذي شجعها على متابعة سلسلة هاري بوتر الشهيرة التي وصلت عام 2007 إلى سبعة أجزاء.

وإنّ اقتباس الرواية وتصويرها على طريقة السينما في هوليوود أدخلت رولينغ باباً جديداً جعلها على موعد مع الثراء الفاحش. فأفلام هاري بوتر المستوحاة من كتابات ج. ك. رولينغ حققت نجاحات ساحقة وإيرادات خيالية وصلت إلى ما يزيد عن 3 مليارات ونصف المليار، كما أنّ ألعاب الفيديو والإنترنت المُقتبسة عن كُتب «هاري بوتر» وصلت إلى الأربعة مليارات، مع الإشارة إلى أنّ لعبة الفيلم الرابع من هاري بوتر دخلت مجموعة «غينيس» لرقم المبيعات القياسية. وكذلك دخل كتاب هاري بوتر بجزئه السادس موسوعة غينيس أيضاً لأنه باع أكثر من 9 ملايين نسخة عشيّة صدوره في بريطانيا وأميركا. هذا بالإضافة إلى أنّ سلسة هاري بوتر تُرجمت إلى معظم لغات العالم، في سابقة لا مثيل لها في كتب قصص الأطفال.

وتُعدّ رولينغ اليوم من أشهر وأثرى كتّاب العالم وهي الوحيدة ربما التي استطاعت أن تجمع من الكتابة وحدها ثروة طائلة تصل إلى ما يُقارب المليار ونصف المليار. هكذا تكون صاحبة «هاري بوتر» الصبيّ السحري الذي تجلّى لها أوّل مرّة خلال رحلتها في القطار من إدنبره إلى لندن واحدة من أثرى عشر نساء في العالم. واللافت أنّ «هاري بوتر» سوف تُصبح علامة تجارية تدخل البورصة بعدما أثبتت نفسها كواحدة من أكبر العلامات التجارية المُسجلّة في العالم. وإلى جانب ذلك، تزوجّت رولينغ مرّة ثانية وأنجبت طفلين آخرين وصارت تكتب في أغلى فنادق العالم بعدما كانت تقضي وقتها في مقهى صغير لا تملك ثمن فنجان القهوة الذي ترتشفه فيه. وفي إطار التبرعات الخيرية التي تحرص عليها الكاتبة البريطانية، تبرعّت صاحبة «هاري بوتر» بمبلغ مالي كبير يصل إلى 15 مليون دولار بهدف إقامة مصحّة جديدة تختص بالقيام بأبحاث لها علاقة بمرض التصلّب العصبي المتعدّد «أم أس» الذي سبّب وفاة والدتها عن عمر لا يزيد عن 45 عاماً.


هويّة أدبية

  • الإسم: ج.ك رولينغ
  • الجنسيّة: بريطانية
  • محلّ وتاريخ الولادة: جنوب غلوسيسترشير، 31 تموز/ يوليو 1965
  • التحصيل العلمي: إجازة في الأدب الكلاسيكي من جامعة إكستر
  • المهنة: كاتبة قصص أطفال
  • مؤلفاتها: مجموعة «مغامرات هاري بوتر: الصبيّ السحري»...
  • الجوائز: حصلت على وسام الشرف البريطاني ولقب «ديم»، دخل كتابها «هاري بوتر-6» موسوعة «غينيس» بعدما حطّم الأرقام القياسية في نسبة مبيعاته التي وصلت إلى 9 ملايين نسخة خلال ليلة واحدة في بريطانيا وأميركا فقط.
  • مقولاتها: «إذا كان زواجي قد فشل إلاّ أنّه نجح في أن يمنحني أروع هدية في الحياة: ابنتي»
  • قيل عنها: «موهبة الروائية البريطانية ليست خارقة وما قدّمته ليس غريباً وقد لا يستحق كل ما حققته، غير أنها استطاعت بناء عالم يحوي جزءاً من أحلامنا... وهذا هو المميّز في كلّ ما فعلته».