'المعرفة قوّة.. والحريّة أيضاً'

الدار العربية للعلوم ناشرون, كاتبة, جائزة الشيخ زايد للكتاب, فهد الحارثي

27 أكتوبر 2010

الكتاب: " المعرفة قوة... والحرية أيضاً"

الكاتب: الدكتور فهد الحارثي

الناشر: «الدار العربية للعلوم ناشرون»


«المستقبل ليس هدية.. المستقبل إنجاز»... هذه هي الجملة المفتاح لكتاب الدكتور فهد الحارثي الصادر عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» تحت عنوان رئيسي «المعرفة قوّة... والحريّة أيضاً». ففي هذه العبارة التي لم يعد يذكر أين قرأها، وجد الكاتب حقيقة إنسانية اقتنع بها وجعلها المحور الذي يدور حوله كتابه الضخم الواقع في 616 صفحة من القطع الكبير. ولأنّ هذه العبارة تُلخّص نوعاً ما فكرة الكتاب ككلّ، اختار الكاتب أن يضعها كعنوان فرعي للكتاب.
يعرض الحارثي من خلال فصول كتابه الثلاثة عشر القضايا الكبيرة الجديرة بالمناقشة والتداول من أجل بناء مستقبل أفضل مثل: «الحرية والتعليم والتغيير المخاتل والبحث العلمي والثقافة الأفقية وموت النخبة والتعليم المعتل...». ويرى الكاتب أنّ الغوص في مثل هذه الموضوعات أمر ضروري في وقت يُعتبر فيه العرب أضعف ممّا كانوا عليه في القرن الماضي مع تفاقم الأميّة الهجائية والعلمية والثقافية وتوسّع بؤرة الفقر والعوز وسيطرة الجهل والتعصّب والقتال دون وجود أي مساهمات فعّالة للحدّ من هذه الآفات التي يُعانيها العربي أو محاولات لإنقاذه من الغرق والاندثار في  يمّ الضعف والتراجع وقلّة الحيلة. واعتبر الدكتور فهد الحارثي في مقدّمة كتابه أنّ التنميات العربية هي «تنميات ملفقة، عرجاء، عمياء، انعزالية، صممت للاستهلاك السريع وليس للإبداع والرسوخ والثبات والشراكة الحقيقة في المنجز البشري على مستوى الكون».
ويؤكّد أنّ المشكلة الكبرى تكمن في أنّ العرب أنفسهم يجهلون، حتى الآن، مواطن الضعف في مشروعهم التنموي المترامي. ويُضيف أنّه وبالرغم من امتلاكهم ثروات غزيرة إلاّ أنّ مجتمعاتهم تُعاني أرذل أنواع الفقر. وينتقد أيضاً أنظمة القمع أو كما يُعرّفها «تقزيم الحريّة» التي من شأنها إعاقة تقدّم المواطن العربي وبالتالي لحاقه بباقي المواطنين الذين يعيشون على الكرة الأرضية ذاتها.
وفي هذا المقام يقول الحارثي بجرأة إن «ما تحقق للعرب المعاصرين لا يتناسب بحال مع جذورهم البعيدة في الحضارة والعلم. وكان الأحرى بهذا العدد الضخم من البشر، والأحرى أيضاً بذلك المخزون المتراكم القديم من الحضارة ومنتجات الإبداع أن يتحوّل، كل ذلك، في الحاضر من حياة العرب، إلى وقود لمستقبل أفضل، وإلى ملهم لإبداعات لا تهون، ولاكتشافات لا تضعف، أو تتوقف».