الكتاب: "نعدد الزوجات"

الكاتب: "مصطفى بيومي"

الناشر: مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع

كيف عبّر أدب نجيب محفوظ عن الموقع الذي تحتله ظاهرة تعدد الزوجات في الحياة المصرية؟ سؤال يطرحه الباحث مصطفى بيومي في كتابه الثاني في سلسلة «وصف مصر في أدب نجيب محفوظ»، الصادر أخيراً عن مركز الأهرام للنشر والترجمة والتوزيع.
ويطرح بيومي عدداً من التساؤلات في هذا السياق. الأول عن المفهوم الديني لتعدد الزوجات، كما تعبر عنه شخوص نجيب محفوظ، والتساؤل الثاني عن الممارسة الاجتماعية لتعدد الزوجات. وهذان التساؤلان يشكلان موضوع الفصل الأول: «تعدد الزوجات بين الديني والاجتماعي»، عبر مبحثين: أولهما عن المفهوم الديني، وثانيهما عن الممارسة الاجتماعية.
ويتناول التساؤل الثالث دوافع تعدد الزوجات في إبداع نجيب محفوظ، وتتبلور الإجابة حول أربعة أسباب تدور حول: الرغبة في الإشباع الجنسي، التطلع إلى الإنجاب، المطامع المادية، غياب التوافق والانسجام بين طرفي العلاقة الزوجية الأولى. ويعرض البحث للتساؤل السابق في الفصل الثاني، من خلال أربعة مباحث، بواقع مبحث لكل سبب من أسباب التعدد.
التساؤل الرابع عن موقف الزوجة الأولى: هل ترضى أم تتمرد؟ وما أشكال تمردها إن لم تذعن وترضخ؟ والتساؤل الخامس عن الزوجة الثانية: لماذا توافق، وهل تفرض شروطا للموافقة، وأي سلوك تمارسه تجاه الأسرة الأولى؟ هذان التساؤلان يناقشهما الفصل الثالث: «الزوجة فى إطار التعدد»، ويضم مبحثين: الأول عن «الزوجة الأولى.. الرضا والتمرد»، والثاني عن «الزوجة الثانية.. الدوافع والشروط والسلوك».
يبقى تساؤل سادس وأخير عن ممارسة المرأة للتعدد، وفق المعايير والضوابط الدينية والأخلاقية، وهو ما يُعرف بظاهرة «المرأة المزواجة»، حيث يتعدد الأزواج دون جمع بين أكثر من زوج واحد، وشهادة نجيب محفوظ عن هذه المسألة في الفصل الرابع والأخير: «المرأة المزواجة».
النتائج والمستخلصات والإجابات عن تساؤلات الدراسة، تتوقف أمامها «خاتمة» تستعرض الرؤية النهائية التى يقدمها الكاتب الكبير.
والجدير بالذكر أن هذه السلسلة بدأت الشهر الماضي بكتاب عن الرؤساء والملوك والزعماء، الذين ورد ذكرهم، سواء في شكل مباشر أو غير مباشر، في أدب نجيب محفوظ. وسيتناول الكتاب الثالث في السلسلة، والذي سيصدر الشهر المقبل، القرآن الكريم في أدب نجيب محفوظ. وتقوم فكرة هذه السلسلة التي يأتي صدورها عشية انطلاق الاحتفال بمئوية عميد الرواية العربية، والذي سيستمر طوال عام 2011، على أن نجيب محفوظ تناول الكثير من فئات المجتمع المصري، وأوجه الحياة فيه، إلى الحد الذي يتيح لنا أن نعيد قراءة أدبه باعتباره وصفاً لهذا المجتمع، وتحليلاً للكثير من تفاعلاته، وتشريحاً لعدد غير قليل من مشاكله، وهو ما يعيد إلى الأذهان ما قام به علماء الحملة الفرنسية على مصر عندما وضعوا في مستهل القرن التاسع عشر الميلادي كتابهم الشهير «وصف مصر».