هاني سلامة: «فوق السحاب» يكشف أوجه العنصرية ولم أتدخل في اختيار ستيفاني صليبا

محمود الرفاعي (القاهرة) 01 يوليو 2018

أطل النجم هاني سلامة بشكل مختلف في الدراما الرمضانية، من خلال مسلسل «فوق السحاب»، والذي يتعاون فيه مع صنّاع مسلسله الماضي «طاقة نور»، حيث يدخل «ماندو»، وهو اسم الشخصية التي يجسدها، عالم المافيا ويحتك بأكثر من قضية شائكة، منها الإتجار بالأطفال، والتمييز العنصري ضد المسلمين في أوروبا وغيرها من القضايا المسكوت عنها.
حول البرومو المثير للجدل، وتحضيرات المسلسل، ورأيه في زملائه، وعودته الى السينما، كان لنا معه هذا الحوار.


- ما الذي شجّعك لخوض التجربة مجدداً مع فريق عمل مسلسلك الماضي «طاقة نور»؟
خوضي تجربة العمل مجدداً مع فريق مسلسل «طاقة نور» ليس من باب التكرار، بل للحفاظ على النجاح الذي حققناه معاً. وأكثر ما شجعني لتقديم مسلسل «فوق السحاب» هو شخصية «ماندو»، الشاب الباحث عن المغامرة، في نص جديد لم أقدّم مثله من قبل، فهو يعيش في منطقة «نزلة السمان»، خفيف الظل ويتسم بمواصفات أبناء هذه المنطقة الشعبية، يسافر إلى أوروبا للبحث عن الثراء السريع، ويتورط مع المافيا في روسيا. أما على المستوى الأعمق، فالمسلسل يتطرق الى بعض القضايا المهمة، مثل التمييز العنصري الذي يتعرّض له المسلمون والعرب عموماً في أوروبا، إضافة إلى أزمة التباس الهوية التي يعانيها الكثيرون هناك، والكشف عن عصابات الإتجار بالأطفال، والتي انتشرت بقوة خلال الفترة الماضية.

- تقدم في «فوق السحاب» عملاً جماعياً رغم تصدّرك الأفيش، ألم يزعجك ذلك؟
في رأيي، ظهور البطل في أي عمل درامي يجب أن يرتبط بحدث معين ويكون له ما يبرره، فهذا يُثري الأحداث، لذا كنت أسعى دائماً لرسم خطوط وإضافة شخصيات تكوّن علاقات في المسلسل وتُبعد الملل عن المُشاهد. ويمكن أن تسأل المخرج والمؤلف في هذا الخصوص، لتتأكد من صحة كلامي، فأنا أحرص على ظهور كل من يعملون معي، وإن كانوا من الوجوه الصاعدة، في أفضل صورة، وبما يتيح لهم فرصاً حقيقية للتعبير عن ذواتهم، وأعتقد أن هذا ما يميّز مسلسلاً عن آخر، ويشجّع على مشاهدته باستمرار.

- كيف استعددت للشخصية، خصوصاً أنك تجسد دور شاب يجيد عدداً من اللغات؟
معظم السكان في «نزلة السمان» يعملون في مجال السياحة، ومن الطبيعي أن يجيد معظمهم عدداً من اللغات لاحتكاكهم بالزوّار الوافدين من مختلف البلدان، فتجد الواحد منهم يتكلم بعضاً من الروسية أو الإيطالية أو الفرنسية وغيرها من اللغات، كما أنه شاب عمل مع المافيا الروسية، ومن الطبيعي أن يكون قد تحدّث لغتهم، خصوصاً أن الأحداث تبدأ وهو داخل سجن روسي، أي أمضى وقتاً طويلاً هناك، لذا عملت على رسم الشخصية بهذا الشكل، فهو شاب همّه الأول جمع المال من أجل رفع عائلته «فوق السحاب».

- هل استعنت بدوبلير في مشاهد الأكشن في المسلسل؟
أي ممثل يقول إنه لم يستعن بدوبلير في مشاهد الأكشن يكون مبالِغاً في حديثه، حيث إن المشاهد الخطِرة تستلزم الحفاظ على بطل العمل لاستكمال باقي المشاهد، لكنني كنت قادراً على تنفيذ كل مشاهدي في العمل، وحتى لو عجزت عن ذلك، أملك الجرأة لمصارحة الجمهور في هذا الخصوص.

- وما تعليقك على انتقاد البعض لمشاهد الأكشن في الحلقة الأولى؟
الحديث عن المبالغات في تنفيذ الأكشن في الدراما والسينما المصرية أصبح لا يمثل أي واقعية في ظل تعاطينا مع مشاهد الأكشن الأجنبية بشكل أقل حدةً، رغم أنها أكثر مبالغةً، فالبعض تحدث عن هروبي من سجن في روسيا، ومدى صعوبة ذلك، وهم محقّون في ذلك، لكن ما رأيك في توم كروز في فيلم «مهمة مستحيلة»، عندما يدخل مبنى الكرملين في روسيا ويفجّره ومن ثم يخرج منه سالماً! أليس في ذلك مبالغة أيضاً؟ أعتقد أننا قدّمنا مجموعة محسوبة من مشاهد الحركة في المسلسل؛ وتم تنفيذها بالكثير من الحرص، والدراما فن يتحمل مقداراً من الخيال.

- عرض صورة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر ضمن أحداث الحلقة الأولى صاحَبه الكثير من الجدل، فهل كنت تتوقع ذلك؟
في سياق أحداث الحلقة الأولى، وأثناء هرب «ماندو» المستمر، يجد نفسه داخل مطعم يعمل فيه شخص سوري يحتفظ بصورة للزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وجميعنا يعلم كم كان ناصر عزيزاً على قلوب الشعوب العربية، والأثر البالغ الذي تركه رحيله في نفوسهم، وهي رؤية المؤلف والمخرج، وقد تفاعل معها المشاهدون، وأثارت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي.

- هل تدخلت في اختيار الفنانة اللبنانية ستيفاني صليبا لتشاركك البطولة؟
اختيار ستيفاني صليبا لتشارك في الدراما المصرية كان من قبل المخرج، والذي يسعى عبر أعماله للمغامرة ببعض الأسماء التي تظهر في الدراما المصرية للمرة الأولى. تحدّثنا عنها في البداية ورأيتها ملائمة تماماً للدور، فشاهدنا بعض الأعمال التي شاركت فيها، وأعتقد أنها اختيار موفق وتستحق فرصتها لدخول مصر.

- لم يظهر المسلسل على جدول العرض في رمضان إلا قبل أيام قليلة من بدء الموسم، فهل أقلقك ذلك؟
كنت أتابع المستجدات لحظة بلحظة، لكن كل ما كان يشغلني كممثل هو تقديم عمل جيد يتفاعل معه الجمهور بوعي. أما توزيعه فيعود الى جهة الإنتاج ولا علاقة لنا به، وتعاوني مع شركة «سينرجي» للمنتج تامر مرسي بدّد خوفي على مصير المسلسل، فهي من أضخم شركات الإنتاج في مصر. ولا أنكر أنني توتّرت قليلاً مع اقتراب شهر رمضان، ولكن هذا التوتر زال لإيماني العميق بأن الله هو الذي يختار التوقيت المناسب.

- هل تحرص على وضع الخطوط الحمراء في ما يخص المعايير الأخلاقية؟ وما رأيك في التصنيف العمري للدراما؟
المعايير الأخلاقية يجب أن تراعى بشكل أو بآخر في الدراما، حيث تصل هذه المسلسلات إلى أقاصي الصعيد والنجوع التي تتقيّد بالعادات والتقاليد.
أما في السينما فالوضع مختلف نسبياً، وأنا مع التصنيف العمري للمسلسلات بشكل كامل، حيث يتوجّب على الأسرة أن تؤدي دورها تجاه ما يشاهده الأبناء، كل وفق سنّه.

- من اختار صوت الشيخ الطبلاوي في الإعلان الترويجي للمسلسل؟
المخرج رؤوف عبدالعزيز، وهي رؤيته الخاصة التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأحداث، فصوت الطبلاوي رائع في تجويد القرآن الكريم، أما استخدامه في العمل فله أكثر من مغزى، منها التأمل في الآية نفسها والتي لها علاقة بباقي الأحداث.

- قيل الكثير عن التكاليف الباهظة للتصوير الخارجي في عدد من البلدان الأوروبية، هل ميزانية المسلسل هي الأكبر في رمضان؟
المدهش أنه رغم التنقل بين عدد من المدن الأوروبية بفريق عمل وممثلين ومعدّات تصوير، وما يستتبع ذلك من تذاكر سفر وإقامة وخلافه... رغم ذلك كله لم تُنفق على مسلسل «فوق السحاب» أموال طائلة كباقي الأعمال التي تعرض على الشاشات في رمضان وتم تصويرها في مصر بالكامل، وهذا يدل على أن إدارة الإنتاج تحرص على تقسيم الميزانية بطريقة صحيحة، فقد كان للسفر مبرر درامي كما رأينا في الحلقات الأولى، ومع أن الجميع يؤكد أن المسلسل هو صاحب الميزانية الأضخم في رمضان، لكن الحقيقة عكس ذلك.

- هل أنت مستعد لخفض أجرك مقابل المزيد من الإنفاق على الدراما؟
إذا تطلب أي عمل استقطاع جزء من أجري نظير الإنفاق الجيد على العمل، ووجدت ضرورة لذلك فسأفعل، خصوصاً أن لي تجربة سابقة في ذلك.

- هل شاهدت بعض المسلسلات التي عُرضت في رمضان؟
أشاهد بعض الحلقات نظراً لضيق الوقت، وأعتقد أن «أبو عمر المصري» لأحمد عز، و«رحيم» لياسر جلال، و«كلبش» لأمير كرارة، من المسلسلات الأكثر متابعةً وحصداً لردود الفعل في الشارع، وأتمنى التوفيق للجميع، حيث يبدو العمل في موسم قوي، سواء في الدراما أو السينما، أكثر جذباً من المواسم الأخرى.

- ماذا عن مشروعك السينمائي المؤجّل؟
في جعبتي مشروع سينمائي مؤجّل من العام الماضي مع المخرج رؤوف عبدالعزيز، كان من المنتظر أن نبدأ تصويره عقب انتهاء رمضان الماضي بفترة، لكن بسبب انهماكنا بالتحضير لمسلسل «فوق السحاب» وظروف السفر، قررنا التركيز على تصوير هذا المسلسل.

- لماذا تُبعد دائماً حياتك الشخصية والأسرية عن الأضواء؟
لا أحب التحدّث في الأمور الشخصية أو الأسرية، فحياتي الخاصة ملكي أنا وحدي، ولا يحق لأحد التدخّل فيها، وما يهم الجمهور هو فني فقط، لذا أطلعه على تفاصيل أعمالي الفنية.

- ما هي هوايات هاني سلامة بعيداً من ؤ؟
أحب ممارسة الرياضة، والقراءة في أوقات الفراغ.

- ما أقرب الأماكن إلى قلبك؟
مكة والمدينة المنوّرة.