تصاميم جديدة لديكور منزل عصري

نور قطان (بيروت) 30 يونيو 2018

قد يطغى الروتين أحياناً على ديكور المنزل، فيلجأ مالكوه إلى بعض التغييرات لبثّ الحياة في أرجائه. وهو ما حدث فعلاً مع أصحاب هذا المنزل حين استعانوا بالمهندس إدغار رنو ليعيد تصميم ديكوره الداخلي بخطوط وألوان تعكس العيش الرغيد.


يدعو المهندس إدغار رنو الى إعادة هندسة الديكور بعد مرور فترة زمنية طويلة في أي منزل، لأنه يرى أن التغيير مطلوب دائما حتى ولو في ركن من أركانه، كما يحبذ إضفاء لمسة تغيير على بعض الأماكن لتبقى في تجدد دائم. وفي هذا المنزل الذي تولّى هندسته للمرة الثانية، اعتمد رنو النمط العصري للديكور فبدا أكثر تمييزاً وتجدداً.

حرص المهندس رنو على أن تكون أعمال الديكور متناسقة، فجعل لكل ركن لوناً مميزاً، ذلك أن الانسجام بين الألوان يُمتّع النظر ويُشعر مالكي المنزل بالهدوء والراحة النفسية.

استبعد المهندس رنو الجدران في المنزل فبدت المساحات في غاية الرحابة. لدى الدخول من الباب الرئيس، أول ما يلفتك عمود خشبي ضخم تجاوره آنية فضية عند أولى درجات السلَّم اللولبي الذي يقود إلى الطبقة العلوية حيث قسم المنامة، مما يعكس الأسلوب العصري الذي يهيمن على ديكور المنزل.

يتألف المنزل من أربعة صالونات اكتست جدرانها بورق الجدران الأنيق، واستُخدمت فيها الألوان الترابية الهادئة والنارية النابضة بالحياة. بالقرب من مساحات الاستقبال، ثمة ركن مخصص لتناول الطعام، تتوسطه طاولة خشب كبيرة تتدلّى فوقها ثريا من الكريستال العصري، تنبثق منها أربع قطع ذات أشكال هندسية بدت كأنها تجمع أطراف الطاولة الأربعة. حول الطاولة تلتفّ مجموعة من المقاعد المنجّدة بأجود أنواع الأقمشة وأجمل الألوان.
أحد جدران هذه الغرفة مغطّى بالخشب الفاخر وثُبّتت فوقه المرايا على شكل درسوار ينتهي عند نافذة كبيرة، رسم الضوء المتسلل من الخارج على زجاجها لوحة طبيعية زاهية الألوان.

يجاور غرفة الطعام صالون غلب على بعض قطع أثاثه الجلد باللون البني الفاتح، فيما طغى القماش الرمادي اللون في قسم مكمّل له، وتفصل بين الركنين طاولة مربّعة الشكل سطحها من الزجاج الشفاف، تحملها أعمدة خشبية وتزدان بأكسسوارات عصرية. وفي إحدى الزوايا يبرز شمعدان عصري كبير، يقابله حوض ترعرت فيه نبتة خضراء تنشر التفاؤل في الأجواء،  فتحلو الجلسات الهادئة قبل تناول الغداء أو بعده.

في قسم الصالونات الارتفاعات مزدوجة، وتتوسطها مدفأة داخونها مغطّى بالخشب فبدا كأنه قطعة فنية تجمع الصالونات من حولها. وكي يكون المشهد أكثر جاذبيةً، زوّد المهندس رنو هذه البقعة من المنزل بكرسيين من الجلد باللون الأحمر القاني، مما يساهم في بثّ الدفء في ليالي الشتاء الباردة. 

في أحد الصالونات، وإلى جانب المدفأة، تتوزع كنبات تختلط فيها تدرّجات الألوان الترابية بانسجام واضح، وفي الوسط تستلقي طاولة كبيرة من الخشب الموشّى باللونين البني الفاتح والبيج، مما يؤكد تناغمها مع باقي ألوان الأثاث من حولها.

صوفا ضخمة منخفضة الظهر تتقاسم مناصفةً هذا الصالون مع آخر ميّزه اللون الأبيض، وتتقدّمها طاولة ازدان سطحها بشمعدان تتفرع منه سبع شموع بيضاء.

غياب الألوان في أقمشة أثاث الصالونات، عوّضه المهندس رنو في قطع السجاد الزاهية الألوان والغنية رسوماتها بالرموز الفنية، واللوحات التي تناثرت على الجدران متحررةً من إطاراتها، بشكل لافت يعكس أهمية الأفكار التي تضمّنها كلٌ منها.

خلف العمود الخشب، والذي يشكل داخون المدفأة، صالون تتبعه شرفة خارجية ويتميّز بجلسات عصرية تتوزع عليها أرائك أقمشتها منقوشة بالأبيض والأسود، فيبدو المشهد كأنه جزء من الطبيعة!

قطع الأكسسوار لافتة ومميزة، وكلٌ منها يحمل معنى فريداً،  وإضافة إلى أنها تشكّل عنصر جذب وإبهار، فرضت حضورها وتضافرت مع باقي التصاميم لتعزّز جمال ديكور المنزل وتزيده روعةً وفخامةً.

في الطابق العلوي حيث غرف النوم، يسود الهدوء والسكينة، فاللون الأبيض يفرض هيبته ووقاره أينما جلت بنظرك، تلمحه في أغطية الأسرّة، في الوسائد، في الستائر... وتكسر نصاعته خطوط من ألوان البيج المتناغمة مع الباركيه الذي يغطي الأرضية، وخزائن الخشب التي تتوارى الجدران خلف ضخامتها.

حمام الضيوف أنيق بديكوره، ففيه المرايا المصقولة والإضاءة الباهرة تكشف قيمة الأعمال رغم بساطتها، وقطع المعدن تلفت الأنظار بغرابتها... ويكتمل المشهد مع مطبخ عصري، فرغم صغر مساحته يبدو قادراً على تلبية حاجات مالكي المنزل واستضافتهم حول «جزيرة» صُمّمت في وسطه كعنصر جمالي متكامل مع تجهيزاته الحديثة التي تتميز بالعملية وسهولة الاستخدام.