ميرال الطحاوي فازت بجائزة نجيب محفوظ

سلمى المصري, كتابة الأرقام, رواية / قصة, جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي, الترجمة العربية, ميرال الطحاوي

28 ديسمبر 2010

نشرت الروائية المصرية ميرال الطحاوي روايتها الأولى «الخباء» عام 1996، وهو العام نفسه الذي انطلقت في نهايته جائزة نجيب محفوظ للأدب الروائي بواسطة قسم النشر في الجامعة الأميركية في القاهرة، الذي سعى فوراً إلى التعاقد معها على ترجمة تلك الرواية إلى اللغة الإنكليزية ولغات أوروبية أخرى، وفعل الشيء نفسه مع روايتيها التاليتين «الباذنجانة الزرقاء» و«نقرات الظباء».
أما روايتها الرابعة «بروكلين هايتس»، فكانت على موعد مع تقدير أعلى، يبدو أن ميرال الطحاوي انتظرته طويلاً وتمثّل في فوزها أخيراً بجائزة نجيب محفوظ، الذي قرن اسم الطحاوي التي تعتبر إحدى أبرز كاتبات جيل التسعينات في مصر، باسم عميد الرواية العربية في شكل لا يحتمل أي لبس. وجاء إعلان فوز ميرال الطحاوي بتلك الجائزة ليواكب الاحتفال بمرور 99 عاماً على ميلاد نجيب محفوظ وعشية انطلاق «عام نجيب محفوظ» في مصر، والذي سيمتد حتى أواخر العام 2011 احتفالاً بمئوية صاحب «أولاد حارتنا»، كما واكب اختيار «بروكلين هايتس» ضمن القائمة الطويلة ثم القصيرة لجائزة «البوكر» للرواية العربية في دورتها الرابعة. وبعد فوز «بروكلين هايتس»، ستتولّى الجامعة الأميركية إصدارها مترجمة في القاهرة ولندن ونيويورك خلال العام 2011.
على أي حال، فإن أعمال ميرال الطحاوي الروائية تتميز بجاذبيتها بالنسبة إلى الترجمة حتى أنه يمكن القول إن الطحاوي هي الأكثر جذبا للمترجمين بين أبناء جيلها، ربما بسبب تعبيرها عن عالم شديد الخصوصية هو عالم البدو في مصر، حتى أن جريدة «واشنطن بوست» وصفتها بأنها «أول روائية تقدم الحياة البدوية المصرية بصورة غير نمطية، وتصوّر المرأة البدوية وحاجتها إلى التحرر». ولأن سعي المترجمين إليها بدأ بمجرّد صدور روايتها الأولى قبل نحو 15 عاماً، فإن الترجمة في مخيلتها «ظلت مرادفاً لصباح شتوي يقف فيه رجل لا أعرفه أمام بيت لا يعرفه، ويحاول بصبر أن يجد من يردّ عليه. الترجمة هي أن يركب أجنبي ركوبته ويرحل إلى أماكن أبعد من حدود الدلتا والأرض المزروعة ويكتشف عوالم ليست مأهولة لأحد يسمونها صحراء وأُسمّيها تلال فرعون»، كما جاء في كلمتها عقب تسلّمها جائزة نجيب محفوظ.
وتقول الطحاوي المولودة في دلتا مصر لأسرة بدوية من قبيلة الهنادي «تلك البلاد التي خلقتها وخلقتني هي عوالم كتابتي من حكايا النساء نسجت خباء وسكنت فيه وحدي، انا ابنة الأغاني والمواجد والحكايات والتلصص على عالم الرجال، آمنت أن الكتابة الحقيقية هي القدرة على بناء عوالم تخصّني وحدي وتختصر وجودي، آمنت أن الحكي أنثى والكتابة رحم».
وتضيف:«تحت مظلّة نجيب محفوظ ولدت ككاتبة ونشرت أعمالي المترجمة.
كان نجيب محفوظ بالنسبة لي، وسيظل، المثال والنموذج الأكثر إخلاصاً للكتابة، التجربة الأكثر امتداداً من جيل إلى آخر. نجيب محفوظ الأب الذي يجسد الدأب والتواضع والاحتواء. نتمرّد على كتابته لكننا كل مرة نعود بقوة أكبر إلى الإعجاب به، الأبوة الحقيقية تترك علاماتها وتعقيداتها من المحبة إلى الاحتجاج». لم تقابل ميرال الطحاوي، التي تقيم حالياً في الولايات المتحدة الأميركية حيث تعمل في إحدى جامعاتها، نجيب محفوظ (1911 -2006) «لكنني مثل كل كتَّاب جيلي كنا نعرفه وننتمي إليه، مثل كل الأبناء نتذكره حين نبحث عن هوية وشكل لتجاربنا المتعددة في الكتابة. نعرفه حين نذكر كلمة رواية. نتدثر بعباءته الروائية محكمة النسيج، والتي تتسع لكل الباحثين عن موقع للكتابة».