تجاذبات وسفريات بين عين المتلقّي وعين اللوحة

مهرجان الدار البيضاء, يوم المرأة العالمي, لوحة / لوحات فنية, معرض أبو ظبي للكتاب, حميد بوحيوي, وزارة الثقافة اللبنانية

28 ديسمبر 2010

تشكل المرأة بكل تجلياتها محور العوالم التشكيلية للوحات الفنان حميد بوحيوي الذي يعرض أعماله في رواق باب الكبير في الرباط. ويعكس هذا المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة، وجوه نساء تسبح بحركيتها في اللوحات «كأنها الحياة»، كما يقول بوحيوي. فالمرأة بالنسبة الى هذا الفنان، «هي الحياة و كل ما يحيط بها لا يعدو أن يكون مجرد تكملة لدورة الحياة». ويشتمل معرضه على لوحات لوجوه نساء شابات، «مبتسمات، منشرحات، منقبضات، في حالة حلم، وما يوحد بينهن هي حركية الحياة». كما تتضمن اللوحات كتابات باللغتين العربية والإنكليزية كلها عن المرأة. ويؤكد الفنان هذا التوجه في ورقة تعريفية للمعرض «خلال ممارستي الفنية، كانت المرأة مركز اهتمامي، فالمرأة تهمني لأنها تشكل القوة والفعالية، الهيمنة والاستسلام، والطاعة والرفض».
وتتميز لوحات بوحيوي بطغيان الألوان الفاقعة، كالأحمر والأزرق والبرتقالي والأصفر. ويقول الفنان المقيم في كندا ان هذه الألوان تذكره ببلاده المغرب وشمسها. في «بورتريهات» بوحيوي المعروضة ثمة أشياء تغري بالمتعة والسفر، متعة العين والسفر بين متون اللوحة واللون.
هي «ضربات معلم» ورؤى فنان تشرّب أنوار باريس وتدثّر بطقوس الكشف والانطلاق في مونتريال، وعشق ريح المغرب وألوان أفريقيا، حيث الطفولة والمنشأ والبدايات الأولى على عتبة الفن التشكيلي... تقول عن تجربته الناقدة الفنية الكندية مانو رانفيل: «الرسم عند حميد بوحيوي ضرورة، ومبهرة حد السلاسة التي يتحاور من خلالها ويبسط عبرها أفكاره ومشاعره».
أما الناقدة يفيت مبوغو فتقول: «لوحاته الضاربة الألوان ترحل بالمتلقي إلى عمق القارة  الإفريقية، وتغرسه في الحرارة الإنسانية من أخمص قدميه». في حين يتحدث الفنان عن معرضه قائلاً: «ليس لدي انتماء فني الى مدرسة محددة، أو تقنية بعينها، وحده إحساس داخلي يجذبني نحو عمل فني أعتبره هو الأهم»، قبل أن يعضد كلامه بمقولة لخليل جبران: «الفنان مثل الشجرة المثمرة، ثمارها للاستهلاك والانتفاع، وغير هذا يعرضها للضرر».
وقد وقع هذا الفنان خلال افتتاح هذا المعرض كتابه الذي يحمل عنوان «آراء حول الفن وقضايا أخرى»، وقد اعتبر «أنه لا يرغب في وضع حواجز بينه وبين أشكال تعبيرية معينة، مضيفاً: «هناك وجوه متعددة لشخص واحد، وأشكال تعبيرية تختلف باختلاف تلك الوجوه، وللشخص أن يعبّر بها متى شاء». ويضم الكتاب الذي يقع في 100 صفحة من القطع المتوسط، 83 مقالا فضلا عن تقديم المؤلف، وهو يشتمل على مقاربات عدة تتعلق بعدد من القضايا الفنية وغيرها التي تم تناولها بذكاء خاص وقدرة على النفاذ إلى العمق.
ولد بوحيوي في الدار البيضاء عام 1963، قبل أن ينتقل إلى فرنسا حيث حصل على الدكتوراه في الصوتيات (الأكوستيك)، وانتقل لاحقاً الى مونتريال. شارك في عدد كبير من المعارض الفردية والجماعية في مونتريال والرباط والدار البيضاء والصويرة وفانكوفر وفاس ومراكش وليفربول ولندن. يشار إلى أنه صدر للفنان كتاب آخر حول الفن باللغة الفرنسية يحمل عنوان «آراء في الفن ووقائع أخرى»، وهو عبارة عن مقالات سبق له نشرها.