'يغلق الباب على ضجر' لباسمة العنزي

دار الفراشة, كاتبة, دار الفارابي, جائزة الشيخ زايد للكتاب, باسمة العنزي

04 يناير 2011

الكتاب: «يغلق الباب على ضجر»

الكاتب: باسمة العنزي

الناشر: دار الفراشة

وقعت الكاتبة باسمة العنزي في الكويت مجموعتها القصصية الجديدة «يغلق الباب على ضجر» الصادرة عن دار الفراشة بالتعاون مع دار الفارابي.
يضم الكتاب 13 قصة هي: «البيوت الدامعة تطوي تاريخها، حصة النائية، مربط الصقور، وإشارة خلاص واحدة، يذبل التين ،ألعاب نارية، الغرفة 37، سبعة أغصان، مر من هنا، مفتاح صدئ، لعنة نثاج، شيخة السراب، خلي البال».
يذكر أن «يغلق الباب على ضجر» هو الإصدار الثالث للقاصة والكاتبة العنزي، وتأتي بعد ثلاث سنوات من مجموعتها القصصية «حياة صغيرة خالية من الأحداث» التي حصلت بها على جائزة الدولة التشجيعية في الآداب عام 2007.
تقدم باسمة قصة في قصيدة لاعتنائها الشديد بتكثيف اللغة الشعرية قدر اعتنائها بحبكة الحكاية فنياً. وكل امرأة في نصوصها هي جرح مفتوح، وكل رجل هو هوّة عميقة. وعلى عكس عنوان المجموعة فأننا اثناء القراءة لم نصب بالضجر ولم يغلق الضجر بابه على القارئ لأننا أمام قصص مشوقة، وشخوصها ليست كاراكترات نمطية اعتدنا تكرارها في الأعمال الأدبية بل قدمت لشخصيات واقعية لصيقة بيومنا  تنغص مزاجنا، وان لم تخلُ شخصيات أخرى من ملمح الفانتازيا  مثل «جنية فرح»، وأخرى أشبه باللقطة المكثفة المغزولة بالشعر مثل الشاهين في مربطه».
وتحترف الكاتبة الحبكة في «إشارة واحدة للخلاص» حتى تترك الخلاص بابا موارباً لنهاية يكتبها خيالنا. وتملك عنصر المفاجأة حين تعكس التوقعات في «ويذبل التين». وتشرح واقعاً مهنياً في «عيد معتوق» قد يتكرر في تفاصيل مختلفة ووجوه عدة الا انها في نهاية القصة السعيدة تنحاز الى المهنية التي لا تجد مضطرة  بابا للولوج سوى الواسطة أحياناً. وفي «رايحين مشوار» نرسم صورة للسجن أثناء القراءة لنجد انفسنا في غرفة مستشفى الطب النفسي في مباغتة راهنت عليها الكاتبة حين استفزتنا في المقدمة ودونت للقارئ: «بيدي طويت ورقة صغيرة مجعدة لما أنوي إخبارك به، وعلى الجهة الأخرى من الورقة دونت أيضاً ما لا أنوي إخبارك به بلغة صعبة لن تلتقطها فراستك بسهولة». اذن هل سقطت حسابات فراساتنا في بحر مفاجآت باسمة العنزي، وفي «لعنة نثاج» حين يصطدم الحلم بقشر فارغ مثل اسماء لم نخترها.
وفي مجموعتها يبدو المكان بطلاً أساسياً لكل القصص في عالم شخوصها المهملة وسط الزوايا المنسية في منازل تتابع أرقامها كجيران في حي واحد (فريج )، لا تربطهم إلا خيوط رفيعة لا يكاد يتلمسها القارئ، ذلك أن الكاتبة تعمّدت هذا الرابط الواهي لأنهم موجودون في بقعة واحدة وفي الوقت نفسه  يعيش كل بيت في عزلة عن الآخر. لكن أقدارهم شاءت أن يتشابهوا بؤسا ووحشة بعيداً عن مدن الرفاهية والمجتمعات المخملية.
فنياً، بذلت باسمة العنزي مجهوداً كبيراً في صياغة قصصها وصناعة تركيباتها البنائية بدقة عالية، ومزجت عوالم وحكايات بلغة مدهشة ونهايات تحمل عنصر المفاجأة واحتراف سطوة القص الذي تمسك العنزي بأدواته بكل اقتدار متفردة بخصوصيتها الإبداعية  على السائد من نصوص  تقليدية.