تغيير أسلوب الحياة ينقذ من ضعف الخصوبة

03 يوليو 2018

"البدانة" كلمة أحرفها قليلة، لكن أضرارها لا تُعد ولا تُحصى. لذلك فإن الحالة الصحية وأسلوب الحياة لدى السيدات يؤثران بشكل مباشر على فرص الحمل والإنجاب، بحسب عدد من الدراسات والخبراء، الذين أكدوا أن خسارة الوزن وممارسة الرياضة يزيدان من فرص الحمل والإنجاب لدى من تعاني من "البدانة" التي تؤثر سلباً على الخصوبة. 

الأبحاث والدراسات تشير إلى أن نسبة الحمل تنخفض لدى السيدة البدينة بلا شك. ووفقاً لدليل كتلة الجسم "بي إم آي" فإذا كانت نسبة الزيادة تقع ما بين 25 إلى 29.9، يكون وزن المرأة زائداً، بينما إذا كانت النسبة أكثر من 30 فهي بدينة.

الدراسات تشير في الوقت نفسه إلى أن البدانة تزيد من خطر العقم، إلى جانب أنها تتسبب في حدوث دورات حيضية شاذة ونادرة وتزيد كذلك من خطر الإجهاض. وبالنسبة للنساء البدينات، بمجرد خفض خمسة إلى 10 في المئة من الوزن، فإن ذلك يؤدى إلى تحسن مستويات الإنجاب.

وأظهرت مراجعة بحثية حديثة نُشرت في دورية الجمعية الطبية الكندية، أن خسارة الوزن عبر الحمية الغذائية والتمرينات الرياضية تزيد من فرص الحمل لدى من تعانين من البدانة، فضلاً عن أن الأنظمة التي تعتمد على تغيير أسلوب الحياة لخسارة الوزن الزائد بدلاً من الخضوع لجراحة أو تناول الأدوية هي المفضلة، ويمكن أن تزيد من فرص الحمل بشكل طبيعي.

وقال الباحثون في الدراسة، إن العقم الذي يُعرَّف بأنه عدم القدرة على الحمل بعد 12 شهراً من المحاولة، يؤثر على 15 في المئة من الأزواج في كندا، كما تبلغ نسبة المصابات بالعقم في الولايات المتحدة 12 في المئة، بحسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، بل إن 25 في المئة من الكنديات في سن الخصوبة تعانين الوزن الزائد، فيما تبلغ نسبة البدينات منهن 19 في بالمئة.

قائد فريق الدراسة، الدكتور جان باتريك بايلارغون، من جامعة شيربروك في كندا، ورئيس الجمعية الكندية للغدد الصماء والأيض، قال: "تظهر الدلائل أيضاً أن بدانة الأم أثناء الحمل تزيد من احتمالات البدانة والإصابة بالسكري لدى الأبناء"، منوهاً إلى أنه قام وزملاؤه بمراجعة أبحاث نشرت في السنوات الـ10 الماضية بشأن العلاقة بين البدانة والخصوبة وتعديل أسلوب الحياة. وركز الباحثون على تحليل بيانات 20 مقالاً وورقة بحثية كانت الأوثق صلة بموضوع الدراسة، حيث خلصت تلك الأبحاث إلى أن احتمالات العقم تزيد بنسبة 27 في المئة لدى زائدات الوزن، فيما تزيد بنسبة 78 في المئة لدى البدينات، مؤكداً أن عدة منظمات صحية توصي بضرورة خفض وزن من يرغبن في حمل طبيعي.

وفي سلسلة محاضرات سابقة ناقشت كيفية تحسين مستويات الخصوبة للأسرة في الوطن العربي، قال الخبير في الاقتصاد السياسي وفي علم السكان نيكولاس أبرشتاد، إن نتائج الإحصاءات حول الخصوبة عالمياً أظهرت أن أربع دول عربية من أصل 10 دول في العالم سجّلت أكبر نسبة انخفاض في مستوى الخصوبة بين الأسر خلال الـ20 عاماً الماضية، وهذه الدول هي الكويت وسلطنة عمان وليبيا والجزائر.

وكشفت المسوحات التي أجرتها الجمعية الدولية لدراسة السمنة أن معدلات السمنة بين الإناث في المنطقة أعلى بكثير منها لدى الذكور. ففي الكويت تعاني 47.9 في المئة من النساء من السمنة المفرطة، مقارنة بـ34.6 في المئة من الذكور، وفي قطر والمملكة العربية السعودية تعاني قرابة الـ45.3 في المئة من النساء من السمنة المفرطة، ما يقرب من ضعف معدلها لدى الرجال هناك، وذلك بحسب ما نشره "nature middle east".

وبما أن لكل داء دواء، فإن أطباء الصحة الجنسية وأمراض النساء أكدوا أن هناك أسباباً وراء ضعف الخصوبة لدى السيدات، في مقدمتها البدانة وتكيسات المبايض الناتجة عن بويضة لم تنفجر في موعدها المحدد من الشهر، إلى جانب مشاكل انسداد الأنابيب أو حدوث التصاقات بها، وعدم وجود توازن في عمل غدد الجسم أو الالتهابات الشديدة في عنق الرحم.

من هنا اتجهت معظم البلدان العربية إلى وضع حلول جذرية لخفض معدلات انعدام الخصوبة، بحسب التقرير العالمي الذي نشرته "نيويورك تايمز" في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، والذي لفت إلى أن طرق تعامل المنطقة مع تراجع الخصوبة بصورة جيدة، ساهم في حل مثالي للأزمة، مشيراً إلى أن مصر ولبنان باتتا من الدول الرائدة حول العالم في مجال التخصيب عن طريق الحقن المجهري.

بقلم خالد محمد من "شبكة الحياة الاجتماعية"