إنجي المقدم: الفن يحرمني من ابنيَّ أحياناً وأحاول تعويضهما عن غيابي

نور محمد (القاهرة) 08 يوليو 2018

عبّرت الفنانة إنجي المقدم عن سعادتها الكبيرة، بمشاركتها في رمضان هذا العام بمسلسل «ليالي أوجيني»، والذي حقق نجاحاً كبيراً فور عرضه. وتتحدث معنا في حوار خاص، عن الصعوبات والتحديات التي واجهتها مع شخصية «صوفيا»، وإجبارها على تعلّم اللغة الإيطالية لمتطلّبات المسلسل، والفارق من وجهة نظرها بين مصر في الأربعينات التي قدّمها المسلسل، والوقت الحالي. كما تتحدث عن الأعمال التي شاهدتها في رمضان، وسبب غيابها عن السينما، واللحظات الصعبة التي عاشتها العام الماضي. 


- ما الذي دفعك الى الموافقة على بطولة مسلسل «ليالي أوجيني»؟ 

في البداية، تحدّث معي أحمد الشرقاوي، المشرف العام على فريق كتابة المسلسل، بحماسة شديدة عن دوري في العمل، ثم المخرج هاني خليفة، وتقابلنا. وبعد قيامه بسرد تفاصيل دوري والعمل، تحمّست للمشاركة فيه، لكن في الوقت نفسه أصابتني حالة من الرعب والخوف الشديد.

- لماذاشعرت بهذا الخوف؟

تخوّفت في البداية بسبب شخصية «صوفيا»، التي أؤديها في العمل، فهي إيطالية تتحدث في غالبية المشاهد بلغتها الأم، وفي الحقيقة لم تكن لديَّ فكرة من قريب أو بعيد عن هذه اللغة، لذلك كان الدور تحدياً كبيراً بالنسبة إلي.

- وكيف تعاملت معها وتحدثت بهذه الطريقة المتقنة في العمل؟

تدرّبت عليها على مدار شهرين كاملين مع أحد المتخصصين، والذي كان يتواجد معي طوال تصويري للمشاهد خوفاً من الوقوع في أي خطأ، بخاصة أن حديثها لم يقتصر على مشهد أو مشهدين، بل تتحدث هذه اللغة في جمل طويلة ومشاهد كثيرة، إضافة إلى ضرورة إيصال مشاعرها للجمهور، وكذلك الموسيقى الإيطالية التي تلجأ إليها طوال الوقت، إذ يجب أن أكون على تفاعل معها دوماً، من دون أي خطأ، لا سيما في ظل وجود السوشيال ميديا وتركيز الجميع على أي خطأ حتى لو كان بسيطاً.

- العمل مأخوذ من فورمات لمسلسل إسباني، ودائماً ما تتعرض هذه النوعية من الأعمال لهجوم شديد، فما رأيك؟

طالما يقدَّم العمل في شكل صحيح، ويتم اقتباسه بطريقة تناسبنا وتناسب مجتمعنا، فليس من عائق إذا كان الفورمات مأخوذاً من عمل آخر أم لا، فالجمهور يرغب في عمل جيد ينجذب إليه ويكون مناسباً لعقليّته ليس أكثر.

- كيف كانت أجواء التصوير في فترة الأربعينات التي تدور فيها الأحداث؟

شعرت كأنني أعيش عالماً آخر، وفور دخولي إلى الديكور الأساسي الخاص بي شعرت كأنني في آلة الزمن، وذهبت إلى مكان آخر بكل تفاصيله، من ديكورات وملابس بقية الشخصيات، والأجانب الموجودين معنا، فرغبت بقوة في أن أكون بالفعل في هذه الفترة.

- ما الذي ميّز هذه الفترة في مصر من وجهة نظرك؟

طبيعة الناس التي تختلف عنا في الوقت الحالي، كانوا يتحدثون بهدوء شديد، وكان تعاملهم راقياً، حتى أننا نلاحظ ذلك في الأفلام القديمة، وهو ما تطلّب منا ضرورة عدم السرعة في الحديث، لذا تحدثنا مثلهم بهدوء وبطء يتناسبان مع مشاهدها، علماً أن طبيعة هذا العمل تحديداً لا تحتمل التجويد، فكنا نقول السيناريو كما هو، وهو ما يحتاج الى تركيز كبير في الحفظ.

- إلى أي مدى أرهقتك شخصية «صوفيا»؟

«صوفيا» شخصية ثرية للغاية، وهي لأب وأم إيطاليين، لكنها عاشت وتربت في مصر، وهي ابنة بلد واجهها الكثير من المشاكل، بخاصة في وجود قصة حب قديمة تسبّب لها المتاعب، الأمر الذي أرهقني للغاية لوجود الكثير من التفاصيل، التي يجب أن نستحضرها في ذهننا طوال الوقت كالشخصيات، وطبيعتها في هذه الفترة؛ إضافة- كما قُلت- الى الحديث باللغة الإيطالية.

- ما هو أصعب مشهد واجهك في هذا الدور؟

أكثر من مشهد، ومن بينها المشهد الافتتاحي الخاص بالشخصية، والذي تتشاجر فيه باللغة الإيطالية والمصرية في الوقت ذاته، وأغلبها كان صعباً للغاية بالنسبة إلي، وكنت مرتعبة طوال الوقت خوفاً من أي خطأ.

- ما سبب ظهورك في عمل واحد فقط في رمضان هذا العام؟

شخصية «صوفيا» في «ليالي أوجيني» أخذت مني وقتاً كبيراً في التحضير، ومجهوداً في التصوير، لذلك كانت هناك استحالة في الموافقة على أي عمل آخر، وكنت رافضة تماماً لفكرة عملين في وقت واحد، لأنني فضّلت عدم تشتيت ذهني.

- لكن، هل عُرض عليك عمل آخر وشعرت بالندم بعد رفضه؟

بالفعل عرض عليَّ أكثر من عمل في رمضان، وندمت على رفض عمل واحد فقط، لعدم استطاعتي الموافقة عليه، لكن لحسن حظي توقف هذا العمل ولم يتم تصويره، فشعرت بسعادة كبيرة، لأن دوري كان مميزاً للغاية فيه، أما بقية الأعمال فلم أتحمّس لها الى درجة التضحية بمجهودي وبصحتي لأجلها.

- كيف وجدت المنافسة مع بقية النجوم هذا العام؟

هناك تنوع كبير في المسلسلات، الرومانسية، الصعيدية والكوميدية والاجتماعية والأكشن، كلها في هذا العام الثري للغاية في أعماله المعروضة للجمهور.

- قدمت العام الماضي أكثر من عمل درامي ناجح، هل تعتبرينه العام الأفضل بالنسبة إليك؟

بالفعل، على المستوى المهني كان من أفضل الأعوام التي عملت فيها، وحققت نجاحاً كبيراً، إذ قدمت «اختيار إجباري»، و«لا تطفئ الشمس»، و«30 يوم»، و«حكايات بنات»، فكانت نقلة نوعية بأدوار مختلفة ومتنوعة وجديدة في مشواري الفني، وحققت مشاهدة جيدة أيضاً.

- لكن، لماذا تردّدين دائماً أنه العام الأسوأ لك على المستوى الشخصي؟

والدتي توفيت العام الماضي، وأفتقدها للغاية في الوقت الحالي.

- هل أنت راضية عما حققته الأجزاء الجديدة من مسلسل «حكايات بنات»؟

راضية تماماً، فهذه الأجزاء حققت نجاحاً كبيراً فور عرضها، وفي بداية ظهوري في هذا العمل تحديداً كنت قلقة للغاية، بخاصة مع تغيير أبطال العمل، وأنا دائماً بطبيعتي أحب أن أقارن بين الجزء الأول في أي عمل وبقية الأجزاء التي تتم بعد ذلك، ودائماً ما تكون النتيجة في مصلحة الجزء الأول، لأن الجمهور يرتبط ويعتاد على شخصيات بعينها، وبصراحة كنت سأرفض مسلسل «حكايات بنات» لو عرض عليَّ أداء شخصية كانت موجودة بالفعل، لأني كنت سأخسر وأتعرض للمقارنة، لكن لكونها شخصية جديدة شجّعني الأمر ودفعني الى الموافقة، خصوصاً لحبي الشديد لنوعية المسلسل من حكايات البنات وحديثهن وطريقتهن.

- تردد أنه سيتم إنتاج جزء جديد منه، هل هذا صحيح؟

لا أعلم، لكن حتى الآن يطالبني الجمهور في الشارع بتقديم جزء رابع، نظراً الى حبهم الشديد للشخصيات وحكاياتها ومشاكلها التي لا تنتهي.

{على رغم أعمالك الدرامية الكثيرة إلا أنك ما زلت بعيدة تماماً عن السينما، لماذا؟

لا يعرض ما يدفعني للموافقة عليه، فطموحي في السينما مختلف، وهو أمر يزعجني ويضايقني بالتأكيد لرغبتي في تقديم أعمال قوية.

- هل هناك عمل ندمت على تقديمه بعد عرضه؟

لا يمكن أن أقول إنني لا أندم على بعض الأعمال التي قدمتها، لكنه ليس ندماً بالشكل المتعارف عليه، بل هو تعلّم من أخطائي السابقة، وهذا أمر جيد لنتعلم يومياً مما يحدث لنا.

- ما الأعمال التي لفتت انتباهك في رمضان هذا العام؟

هناك أكثر من عمل، وهي: «بالحجم العائلي» ليحيى الفخراني، «طايع» لعمرو يوسف، «اختفاء» لنيللي كريم، و«عوالم خفية» لعادل إمام.

- ما أبرز الطقوس التي تقومين بها في رمضان؟

التواجد في المطبخ بالتأكيد طوال الوقت، وبصحبة عائلتي بعد الإفطار، ومشاهدة المسلسلات معهم، إضافة الى ممارسة الرياضة التي لم أتوقف عن ممارستها.

- هل هناك فنان تتمنين العمل معه خلال الفترة المقبلة؟

هناك أكثر من فنان كنت أتمنى العمل معهم، لكنهم رحلوا عن عالمنا، فكم كنت أتمنى الوقوف أمام الفنان الكبير أحمد زكي، وكانت لديَّ رغبة شديدة أيضاً في الوقوف أمام الفنان الكبير عمر الشريف.

- ما الشخصية التي تتمنين تقديمها خلال أعمالك المقبلة؟

دائماً ما تلفت انتباهي الأدوار المعقدة والصعبة، فلا أحب قصة الاستسهال وقبول أي دور يعرض عليَّ، بل أفضل دائماً تقديم أدوار صعبة، لتظهر بها قدراتي في التمثيل، وما زال أمامي الكثير لأقدمه خلال الفترة المقبلة.

- كيف يمر يومك بعيداً عن ضغوط العمل؟

إذا لم أكن مرتبطة بأي عمل، أمضي يومي بأكمله مع ابني وابنتي، لأنني أغيب عنهما فترات طويلة بسبب عملي والتواجد لساعات طويلة في التصوير، فأحاول تعويضهما بالخروج معهما أو قضاء اليوم بأكمله في المنزل إذا كانت لديهما دراسة.

- هل يتابعان أعمالك في شكل مستمر؟

ابنتي تتابع كل ما أقدمه في شكل كبير، وأصبحت تحرص على الحديث معي حول ملاحظتها عن هذه الأعمال، وأستمع لرأيها ولرأي ابني إذا كانت لهما ملاحظات.

- ما الذي تحرصين على تعليمه لهما؟

أحاول أن يعتمدا على نفسيهما من دون الحاجة الى أي شخص، وأقوم بتربيتهما دائماً على الصراحة والصدق، فأنا أعتبر نفسي صديقتهما، وأستمع الى كل ما يقولانه بحرص واهتمام شديدين، كما أحاول أن أعوّدهما في الوقت الحالي على ضرورة الاهتمام بالقراءة، بخاصة الكتب والقصص التي تتناسب مع سنّهما.

- من هو فنانك المفضّّل؟

أحب الاستماع الى أغنيات شيرين عبدالوهاب، فصوتها عذب ومميز، كما أحب كل أغنية جديدة تعجبني وليس ألبوماً كاملاً، فضلاً عن نجوم غناء الزمن الجميل، كشادية ومحمد عبدالوهاب.

- ماذا عن الرياضة في يومياتك؟

أحب ممارسة الرياضة في شكل مستمر، وأشجع ابنيَّ على ذلك، فابني يلعب كرة القدم، وابنتي التنس.

- كيف تصفين علاقتك بمواقع التواصل الاجتماعي؟

من خلال حسابي الخاص على «فايسبوك»، وحسابي الرسمي على «إنستغرام»، أتواصل دائماً مع الجمهور لمعرفة رأيهم في أي عمل جديد أقدمه، وآخذ ملاحظاتهم في الاعتبار، ولا يزعجني ذلك.