خاص لها- أولاد الفنانين يكشفون تفاصيل حياة آبائهم

دمشق - «لها» 14 يوليو 2018

هم نجوم في عالم التلفزيون والسينما، نراهم من خلال أعمالهم والشخصيات التي يجسّدونها... وللتقرب أكثر منهم، التقينا عدداً من أبناء هؤلاء النجوم، الذين ينتمون الى الوسط الفني أيضاً ويعملون فيه... ليحدّثونا عن حياة آبائهم الشخصية في المنزل، علاقاتهم بأسرهم، عاداتهم اليومية، ما يحبون ويكرهون، وكيف هم في الحقيقة، وأمور أخرى نرغب في معرفتها... 


الكاتبة لوتس غسان مسعود: الشمع روتين أبي اليومي... والكتاب رفيقه 

- كيف أثّر اسم غسان مسعود في حياتك بدءاً من الطفولة؟ 

في الطفولة، كانت أمي هي التي ترافقنا إلى المدرسة وليس أبي، ذلك كي لا نحظى بمعاملة خاصة، فكنتُ كباقي الطلبة أُعاقب إذا أخطأت، وكثر من زملائي بقوا يجهلون حقيقة أبي إلى أن زاروني في المنزل، وفي ما بعد حرصت على أن يتعامل الجميع معي بصفتي «لوتس»، وليس ابنة الفنان غسان مسعود، ولولا دعم والدي لي في المجال الفني لما عُرفت بموهبتي في الكتابة، ولما طوّرتها أبداً.

- فيلم «المخاض» الذي عُرض أخيراً من كتابتك وإخراج سدير مسعود شقيقك، وبطولة والدك غسان مسعود، هل شكّلت مشاركة والدك هذه دعماً لكما؟

والدي أحب النص والفكرة التي تتناول الأزمة في سورية، لكن بشكل غير مباشر، ومشاركته في الفيلم كانت نوعاً من الدعم الفني لي ولأخي، لكنه قال لنا إنه ليس مستعداً للمخاطرة بمسيرته الفنية كي يساعدنا، وإذا لم يكن مقتنعاً وواثقاً مما ننجزه، لا يشارك في العمل.

- بعيداً من العمل الفني، كيف هو غسان مسعود الأب؟

كل فتاة بأبيها معجبة، وأقول الآن ما لا أستطيع قوله أمامه: إنني أحبّه، والحب كأي شيء كبير، إن توضّح يصبح سخيفاً، فأنا أشعر بحالة مرضية تجاه والدي تخيفني أحياناً، ولا يمكن أن أخفي عنه أي تفصيل، صغيراً كان أو كبيراً، فهو مستعد لمناقشتي بأي مسألة حتى لو كانت تخالف قناعاته، ويؤكد لنا دائماً أن النقاش مفتوح. ورغم أن أبسط الأمور من الممكن أن تزعجه، فهو بعيداً من حياته المهنية شخص هادئ جداً، قنوع، ويؤمن بأن في مقدور الإنسان أن يصنع من تجربة صغيرة إنجازاً كبيراً، لذا فإن خياراته الفنية مدروسة وتتناسب مع قناعاته.

- في مرحلة الطفولة، هل كان مقرّباً منكما كما هي الحال عليه اليوم بعد أن كبرتما؟

والدي من أكثر الأشخاص المحبين للأطفال، يتحدث معهم ويناقشهم، فخياله صافٍ جداً وفكره نظيف، ولا أعتقد أن هناك رجلاً يعامل أطفاله كما كان يعاملنا، إذ كان يهتم بأدق تفاصيل حياتنا، ويطيل النظر إلى أيدينا، ويلعب معنا رغم عمله الشاق والطويل، وقبل سفره كان يوقظنا لمدة نصف ساعة ليرانا، خوفاً من أن يطول غيابه عنا. وبالنسبة الى العقاب، كان قلبه لا يطاوعه في أن يقسو عليّ، فكان يوكل تلك المهمة الى أمي، إذ كنتُ الفتاة الوحيدة في العائلة، لكنه في المقابل كان حازماً مع أخي ليستطيع تحمّل المسؤولية في المستقبل.

- هل هو من النوع «البيتوتي»، وما الصفات التي أخذتها عنه؟

نحن نشبه بعضنا كثيراً، فأنا «بيتوتية» مثل أبي تماماً، أمضي معظم وقتي في المنزل، فيحاول أحياناً أن يحضّني على الخروج من المنزل. أشبهه أيضاً بالهدوء، فأنا لم أتكلم حتى عمر السنتين حتى ظنوا أنني خرساء، وفي صغري كنت أحب رفقة والدي وحديثه مع أصدقائه، فاستفدتُ من آرائهم واكتسبتُ من تجاربهم.

- ما الصفة التي يتمنى ألا تأخذيها عنه؟

الكمال الذي يبحث عنه في كل عمل يقوم به، وهذا سبب في نحول جسمه على ما أعتقد، فهو إذا بدأ عملاً أنجزه بشكل تام، وإذا لم يستطع إكماله يُصاب بإحباط شديد، وهذا ما يتعبه في حياته، لذلك يقول لي دائماً: «لا تكوني مثلي وتقبّلي عدم الكمال في حياتك».

- ما أكثر ما يسعده؟

أكثر مرة رأيته فيها سعيداً، حين تخرجتُ وأخي في الجامعة، إذ قال لنا آنذاك: «الآن اطمأننتُ إليكما، فإن لم تكونا في الإخراج أو الكتابة، فقد حصلتما على شهادة جامعية تخوّلكما العمل بها».

- ما هو روتينه اليومي؟

الشمع، فهو يحب الشمع الملوّن ذا الرائحة النفّاذة، وأعتقد أن السبب هو كره أمي لرائحة الدخان، لذلك عندما يبالغ أبي في تدخين السجائر في المنزل، تضيء أمي الشموع لكي تمتصّ الرائحة، كما أن الشمع يُشعره براحة نفسية، ففي المساء يضيء أبي عدداً كبيراً من الشموع، وهذا ما بتنا نقوم به نحن أيضاً.

- ما هو الشيء الذي لا يتخلّى عنه؟

الكتاب، ففي كل مرة يوضّب فيها حقيبة سفره، يأخذ معه كتاباً أو كتابين. وحتى عندما ينقطع التيار الكهربائي، يفتح كتاباً ويقرأ، وفي بيتنا مكتبة كبيرة سبق وقرأ كل ما فيها من كتب، فهو مهووس بالقراءة.

- ما هي طموحاتك الشخصية والفنية؟

تراودني فكرة أن أجمع النصوص المسرحية التي أعمل بها وأطرحها في كتاب يشارك في معرض الكتاب في بيروت، ويكون التوقيع في دمشق. وبالنسبة الى الطموحات المستقبلية، أحلم بأن يكون هناك فيلم باسم لوتس مسعود، يُرشّح لجائزة الأوسكار ويكون من كتابتي وإخراجي، فليس هناك ما يحدّ من طموح الإنسان طالما أنه مستمر في اجتهاده.

- هل يمكن أن يؤثر رأي والدك في قرار ارتباطك وزواجك مستقبلاً؟

رأي عائلتي حاسم في ما يخص حياتي الشخصية، فأبي يخاف عليّ ويمكن أن يمنعني من اتخاذ قرار لا يكون هو مقتنعاً به، فقد أنشأ بالتعاون مع أمي مؤسسة قوية ومتماسكة، هي العائلة، ويرفضان أن أتزوج وأعود ثانية إلى منزلهما. وسأكشف للمرة الأولى أنه سبق ومنعني والداي من الارتباط بشخص كنت أكنّ له العواطف وظننت أنه نصفي الآخر، لأنهما يخافان عليّ ولن يدعاني أندم على خياري الخاطئ، وبصراحة رضيت بتدخّلهما، واليوم بعد أن انتهت القصة، اكتشفت أنهما كانا على حق، فرغم أنه كان شخصاً جيداً، لكننا لسنا مناسبين كزوجين، وأنا اليوم حذرة جداً من الانسياق وراء مشاعري والارتباط بشخص لا يستحقني... 


نورا أيمن زيدان: اسم أبي يقوّيني وأستمد منه الطاقة الإيجابية

- هل تشعرين بأنك تتبعين اسم أيمن زيدان في حياتك العملية؟

بالنسبة إليّ، لا أرغب في أن أشعر بالتبعية نحو أحد، لذلك أحب أن يكون اسمي نورا زيدان فقط. لكن في أوقات الضعف، أفضّل أن أكون نورا أيمن زيدان، لأن هذا الاسم يقوّيني ويمدّني بالطاقة الإيجابية، وأي إنجاز أحققه في المستقبل سيُنسب الى والدي، فلولا دعمه لي لما أصبحت على ما أنا عليه اليوم، وبالطبع أحب أن أُنسب الى هذه القامة الفنية الكبيرة، أيمن زيدان.

- صفي لنا روتين الحياة في بيت فني؟

لم أختلط في صغري بالوسط الفني، والسبب أنني لم أعش مع أبي إلا بعد أن بلغت سنّ الثالثة عشرة، إذ تربّيت في بيت جدّي. وفي تلك الأثناء، كان أبي يغيب كثيراً عن المنزل بسبب انشغالاته الفنية، أما اليوم فقد تغيرت الأمور، وطال وجوده معنا، مما أثّر فيّ كثيراً. فحين أرافق والدي، أشعر وكأن الأرض تعجز عن حملي لشدّة إعجابي به، خصوصاً في الأماكن العامة، فهو قامة فنية كبيرة تقف إلى جانبي. وخارج المنزل، أناديه الأستاذ أيمن زيدان وليس أبي، فهو أُستاذي في الحياة. وفي أثناء دراستي في المعهد العالي للفنون المسرحية، كنت أسأله عن بعض الأمور، لكنه كان يرفض الإجابة، طالباً مني أن أبحث في مكتبة المعهد، مستنداً في ذلك إلى مبدأ أن العمل الناجح لا بد من أن يرافقه تعب وجهد. وهذا السؤال طرحته على نفسي في ما بعد، إذ كيف أصبح أبي مخرجاً وممثلاً ومنتجاً، وكاتب قصص قصيرة، وفي ما بعد كاتب سيناريو أفلام، وكيف استطاع أن يلمّ بكل تلك النواحي الفنية؟ كنت أفكر أنه لا ينقصه إلا الغناء، لذلك أصبحت أكثر حرصاً على جعل أبي يرفع رأسه بي بين الناس.

- تتولّين مهمة تكذيب شائعات وفاة والدك، هل سبب إطلاقها يعود الى تغيّر شكل الفنان أيمن زيدان؟

بدأت أسمع بهذه الشائعات حين كنت وأصدقائي خارج المنزل، إذ تلقت صديقتي مكالمة هاتفية جعلتها مربكة، وعندما ألححت عليها لمعرفة فحوى المكالمة، قالت إن الناس يتصلون بها لتتأكد من خبر وفاة أيمن زيدان. وفي تلك الأثناء، كان والدي يُخرج مسلسله «أيام لا تُنسى»، فبدأت أصرخ بقوة، إلى أن اتصل بنا الأستاذ عروة العربي وأخبرنا أن والدي بخير، وأن كل ما تم تداوله مجرد شائعات لا أساس لها من الصحة. وبعد الحادثة، أصبحت تلك الشائعات تزعجني كثيراً، لذلك قررتُ الرد على الأقاويل بنفسي، لأن والدي لم يكن يرد على أحد، ومتأكدة من أنه كان مرتاحاً نفسياً لأنني أنا من توليت الرد على مطلقيها.

وبالنسبة الى تغيّر شكل والدي ونحافته الظاهرة، فقد خضع لجراحة تصغير المعدة، وهو بصحة جيدة ولا يعاني أي مرض من الأمراض التي أُشيعت عنه. أما ذقنه الطويلة فمرتبطة بالشخصية التي كان يجسدها في فيلم «مسافرو الحرب»، وعقب تصوير هذا العمل حلق ذقنه فوراً.

- هل يمكننا القول إن وفاة أخيك «نوار» ما زالت تؤثر في نفسية أيمن زيدان؟

بالطبع، وفاة «نوار» أثرت كثيراً في والدي وفينا جميعاً، ومشروعي في الحياة أن أنجز عملاً أهديه لروح أخي، فقد كان شعلة من الطاقة الإيجابية والطموح وحب العمل، لدرجة أننا كنا نشعر بأنه يود أن يأكل الدنيا، فقد كان موهوباً ويذكّر أبي بشبابه، ودفعه طموحه للتفكير بنيل الأوسكار، وهذا الطموح جعله يتغلب على مرضه لسنوات، ورحيله كسر ظهر والدي.

- تزوج الفنان أيمن زيدان مراراً، هل سبق لكِ أن عارضت إحدى زيجاته؟

تزوج أبي أربع مرات، وقد واجه مشاكل عدة في زيجاته، وغالبيتها كانت بسببنا نحن أولاده. كان حريصاً على لمّ شمل العائلة، لذلك لم يشعر بالاستقرار العاطفي. تزوج أولاً من أمي، ثم من نورمان أسعد، ومن ثم ارتبط بفتاة من حمص، وأخيراً بالكاتبة نشوى زايد. ومن عاداتنا أننا لا نتدخل في قرارات أبي، فيمكن أن نتناقش في الأمور العائلية، لكنه في النهاية يعمل ما يقتنع به، وهو أمر منطقي.

- ما هو روتينه اليومي في المنزل؟

هو يواظب على شرب القهوة صباحاً، لكنه عموماً لا يحب الروتين في حياته، حتى أنه يقول من باب المُزاح: «إذا عرضوا عليّ منصب وزير أو سفير، سأرفض لأنني لا أحب الروتين، فيوماً يستيقظ باكراً، ويوماً متأخراً، وأحياناً يخرج من المنزل، وأحياناً أخرى يغيب طوال النهار، وأياماً يسافر، وأخرى لا». دائماً ينتظره شيء جديد في حياته، وهو اليوم يعمل في السينما، وفي ما بعد سيعود إلى الدراما، لأنه لا يحب التوقف عن العمل، وإذا توقف لبعض الوقت عن عمله يُصاب بالاكتئاب. وقد سبق له أن رفض بطولات عدد من الأعمال الدرامية، منها: «الندم»، «فوضى»، «أحمر»، «دومينو»، «أزمة عائلية»، وسبب رفضه لمسلسل «أزمة عائلية»، أنه كان يمر بحالة نفسية سيئة، ولم يرد أن يقدم عملاً كوميدياً ولا يخرج من قلبه.

- وأكثر ما يغضبه؟

أبي من النوع العصبي، وهو إنسان بعيد من الكوميديا في حياته الشخصية، ومن أكثر المرات التي غضب فيها حين رسبتُ في سنتي الأولى في المعهد المسرحي. لم يقل لي شيئاً، لكنه بقي لثلاثة أيام يعاملني كنكرة وفاشلة، وبعدها ناداني وضمّني وقبّلني، وقال لي: «لنفتح صفحة جديدة، لكنك ستعدينني وتقولين بصوت عالٍ: لا للفشل بعد اليوم»، ومن يومها أصبح لديّ هاجس أن أحقق شيئاً كي لا أخيّب ظن أبي.

- وما هي أسعد لحظة في حياته؟

عندما رأى حفيده للمرة الأولى، ابن أخي «حازم»، واسمه «أيمن». كانت أسعد لحظة يعيشها منذ وفاة أخي «نوار».

- كيف هي علاقتك بإخوتك؟

الكل يعلم أنني وأخي «حازم»، الممثل والمخرج، قريبان من بعضنا البعض، وكذلك أخي «غالب»، وهو يعمل محاسباً في مصرف في السويد ومتزوج وله طفل، وقد ربّانا أبي على مبدأ أن العائلة هي الأهم في الحياة، ولي أخت تُدعى «يمنى» من الأم «نشوى»، وهي تُقيم في الكويت وتزورنا في الصيف، وعمرها 17 عاماً، لكنها تبدو في الحقيقة أكبر من عمرها بكثير. تقرأ الكثير من الكتب، وحلمها أن تصبح دكتورة، وفكرة أن لي أختاً تصغرني في السنّ ممتعة جداً لأنها تشعرني بأنني أمها. أما أختي «جودي»، ابنة الفنانة نورمان أسعد، فلم أقابلها أبداً، ولا تواصل بيننا، وما أعرفه أنها تعيش متنقلةً ما بين الأردن وأميركا.

- هل يتدخل والدك في خياراتك الشخصية والعاطفية؟

سبق وناقشت هذا الأمر مع أبي، وقال لي إن القرار الوحيد الذي يمكن أن تأخذيه في حياتك هو الزواج. لكن إذا لم يكن أبي مقتنعاً بشخص ما، فمن المستحيل أن أفكر به. وعموماً أنا لست من النوع العاطفي، فعائلتي استحوذت على مشاعري، لكنني كأي فتاة يمكن أن أحب، إلا أنني حالياً أعجز عن إعطاء رجل حقه من العواطف، لأنني مكتفية بأبي وهو الأهم في حياتي اليوم.

- بعيداً من الأضواء، من هو أيمن زيدان؟ 

هو إنسان يفيض بالحنان، لدرجة أن حنانه يخجلني، ولا أعلم ما إذا كان يحق لي ذكر هذه القصة، فحين شارك في برنامج «من سيربح المليون»، تبرع بالمال لبناء عدد من الشقق السكنية لأبناء قريته الذين لا منازل لهم، وهو دائماً يوصينا بالعطاء، خاصة العطاء ضمن العائلة، وتحديداً جدّتي التي تشكل بالنسبة إليه خطاً أحمر، فهي الأوكسجين الذي يتنفّسه، حتى أنني أحياناً أغار من أبي، فرغم انكساراته المتعددة في الحياة، لم يخسر أسهمه فنياً، وبقي مثالاً في عائلته، وهذا مهم بالنسبة إليّ، خاصة بعد ما عانيته من تفكك أسري، فالعائلة بالنسبة إليّ اليوم هي الأهم.

- ماذا تقولين لأيمن زيدان؟

سأقول كلاماً لم يسبق لي أن قلته من قبل: أنا أرفع رأسي بك يا والدي، فكنت لي الداعم، والمعلّم، وكلمة أحبك لا تفيك حقك ولا تعبّر عما في داخلي، وأريد أن أعتذر عن كل خيبات الأمل التي سببتها لك سابقاً، وأعدك بأنني سأعمل ما في وسعي لأكون عند حسن ظنك، ولأثبت للناس الذين يقولون إن الفن هو بالفطرة أو بالوراثة، أنني لم أحصل على أي مساعدة منك، بل كنت تدعمني نفسياً ومعنوياً، واستمددت منك الطاقة، حتى أن أخي «حازم»، ورغم أنه ممثل، لم يظهر منذ خمس سنوات في أي عمل درامي، وعندما أحقق طموحاتي سيكون ذلك نتيجة لتعبي وجهدي.


الفنان راكان حسام تحسين بك: بعض الناس استغلّ طيبة أبي وكرمه الزائدين

- هل بدأت العمل الفني بصفتك ابن حسام تحسين بك؟

لم أعمل في الوسط الفني لأنني ابن حسام تحسين بك، حتى أن أبي لم يكن له علم بذلك حتى أخبره الفنان اللبناني أحمد الزين بحقيقة الأمر. ولطالما رفضت أدواراً لأنها كانت تأتيني من طريق والدي. واليوم أكتب نصاً درامياً ولا يعرف عنه والدي شيئاً، رغم أننا نعيش في منزل واحد.

- هل تلقيت معاملة خاصة بسبب والدك؟

لم تهمني الشهرة يوماً، حتى أنني كنت أكره الذهاب مع والدي إلى موقع التصوير، فذلك لم يكن يهمّني، وفي المدرسة لم يكن أحد يعرف أنني ابن الفنان حسام تحسين بك. وعندما شاركت في أول أعمالي مع المخرج فادي غازي بعنوان «ما في شي»، شعرت بالخجل لمعرفة الناس بحقيقتي. حتى وإن تأخرت في الوصول الى هدفي لكن سيكون لي ذلك من دون محسوبيات.

- درست العزف على البيانو والغيتار في صغرك، لو لم تكن ممثلاً هل كنت ستصبح عازفاً؟

درست العزف على البيانو حتى أصبحتُ بمستوى جيد، وفي سنّ العشرين درست العزف على الغيتار، ومن ثم عملتُ ماكييراً. لكن لو لم أكن ممثلاً، كنت سأصبح إما لاعباً رياضياً، خاصة التايكوندو والكاراتيه، أو تاجر قطع سيارات، فسبق وشاركت في بطولة دمشق للتايكوندو، ولعبت في نادي الجلاء لكرة القدم، وكرة السلة أيضاً، إذ كنت مهووساً بالرياضة، وأعشق سباق السيارات، لكن بعد أن رزقني الله بابني «حسام» صرتُ أكثر حذراً وخوفاً، ولم أعد أشارك في السباقات.

- هل اجتمعت مع والدك في عمل واحد؟

نعم، شاركنا سوياً في مسلسل البيئة الشامية «الأميمي».

- أختك الفنانة نادين تحسين بك استطاعت أن تسبقك فنياً، ما السبب؟

أنا وأختي نادين سار كلٌ منا في طريقه الخاص، إذ لكل منا تركيبته المختلفة عن الآخر، فأنا بطبعي أميل الى الأعمال الكوميدية، أما هي فتُحب الدراما الجدية.

- كيف تصف لنا حسام تحسين بك الأب، هل كان صارماً في تربيتكما أم العكس؟

هو الإنسان قبل كل شيء، فرغم كل تعبه في العمل، كان يلعب معنا وكأنه في مثل سنّنا، وعند الجد كان يصرخ صوتاً واحداً و»يجمّدنا» في مكاننا.

- هل كان يهتم بمواهبك؟

كان يهتم بكل ما يخصني وما أحبه، فبمجرد أن رآني في منزل جدّي أعزف على البيانو، تعلّمت العزف. وحين وجدني أحب الرياضة وجّهني في هذا المسار، وهو حقاً لم يقصر معي بشيء على الإطلاق.

- ما الذي يرفض أن تأخذاه عنه؟

الطيبة، ومشكلتنا أننا أخذنا تلك الطيبة عنه، فعندما نتعرض لمشكلة يقول لنا لماذا كل هذه الطيبة! فنقول له: هذا ما أخذناه عنك. فلدى أبي مشكلتان في حياته، الطيبة الزائدة والكرم الزائد، وهناك أناس كثر استغلوا كرمه وطيبته.

- ما هو الروتين الذي لا يتخلّى عنه؟

هو يتفقدنا بشكل دائم للاطمئنان علينا، لكنه لا يشعرنا بذلك.

- أكثر ما يزعجه في الحياة؟

الكذب يزعجه، وكذلك يزعجه عدم الدقة في المواعيد، فهو إنسان ملتزم في حياته، وفي العمل يكون أول الحاضرين الى موقع التصوير، وقد أخذتُ هذه الصفة عنه.

- ما أسعد لحظات حياته؟

هو في العادة لا يُظهر سعادته، لكن حين رأى حفيده «حسام» للمرة الأولى، ارتسمت السعادة على ملامح وجهه.

- أطرف موقف جمعكما؟

المواقف بيننا لا تُعد ولا تُحصى، لكنْ هناك موقف لا أنساه، حيث كنتُ وإياه لوحدنا في المنزل، نجلس بالقرب من بعضنا البعض ونتابع فيلماً، ولكثرة ما شدّه الفيلم نسي من معه في الغرفة، فرأيته يقف ويتجه نحو الحمام، وكنت قد نسيت أن أطفئ النور في الحمام، فدقّ الباب وسألني: هل ستبقى طويلاً؟ فرددتُ عليه من موقعي في الغرفة: لا ليس كثيراً... فعاد وجلس في مكانه، وفجأة نظر إليّ وقال: «يقطع عمرك شو غليظ»، ومن ثم دخل إلى الحمام، فمن كثرة اندماجه لم ينتبه الى وجودي بجانبه.

- ما هو حلمك؟

حلمي غريب بعض الشيء، وهو أن أعيش في منطقة نائية بعيداً من كل الناس فلا أرى أحداً ولا أحد يراني، أقتات مما أزرعه حولي، لأن الناس متعبون أكثر مما يفيدون.

- متى ستصل الى نجومية والدك؟

لا أحب أن أتبع طريقة والدي، بل لي طريقتي الخاصة التي تُشعرني بالارتياح...