مسرح ‘بابل’ يحتفي بالمرأة العربية

معارض, محمد المنصور, مهرجان الموسيقى العريقة, بهارات الخليج, لوحة / لوحات فنية, المرأة العربية / نساء عربيات, مسرح بابل, الإبداع المسرحي , مسرحية, معرض فنون آسيا الوسطى

07 مارس 2011

معارض صور... لوحات... طاولات حوار... جلسات نقاش... مسرحيات... فنون جمعها المخرج العراقي جواد الأسدي من كلّ حدب وصوب وأطلقها من على مسرحه البيروتي 'بابل' للإحتفاء بالمرأة العربية من المحيط إلى الخليج.

هذه النشاطات المتنوعة التي عمل على إنجازها مسرح بابل بالتعاون مع السفارة النروجية في لبنان، جاءت تحت عنوان سخيّ 'نساء في مجتمعات مهدّدة'. ويُشير المهرجان من خلال عنوانه إلى أنّه يهدف بالدرجة الأولى إلى تكريس دور المرأة داخل المجتمعات التي تُهدّد حضورها لما تُعانيه من فقر وحرب وخوف وقمع وتهميش...
وافتُتح المهرجان بمسرحية 'نساء في الحرب' لجواد الأسدي، وسبق العرض افتتاح المعرض التشكيلي الذي وُجد خصيصاً لهذه المناسبة. أمّا الأعمال التي عُرضت، فتعود لأربعة فنانين اشتغلوا على لوحاتهم لتناسب ثيمة المعرض الأثيرة 'المرأة' هم: ريم يسّوف ورياض نعمة وحسن عبدالله وعشتروت عوّاد.
وكذلك قام مسرح بابل بإنتاج عرض راقص متميّز للفنانة السورية حور ملص بعنوان 'مذكرّات امرأة'. كما تمّ عرض مجموعة من الأفلام السينمائية خلال المهرجان الذي امتدّ على مدار أسبوع كامل. ومن الأفلام التي عُرضت نذكر: 'وجهات نظر جريئة' الفيلم الإسباني الحائز جائزة أفضل فيلم وثائقي في برشلونة والذي يقدّم وجهات نظر سيدات مسلمات تحدّثن بجرأة عن قصصهن وواقعهن.

'نساء في الحرب'... إبداع مسرحي يتجدّد
في افتتاح 'نساء في مجتمعات مهدّدة'، أعاد المخرج المسكون بالمرأة كما بالعراق جواد الأسدي تقديم مسرحيته 'نساء في الحرب' لما تحمله من تناغم وانسجام مع موضوع المهرجان الرئيسي، مجرياً تعديلات على نصّه الأساسي بما يُعزّز فكرة الإحتلال في شكل أكبر. 
وتحكي المسرحية قصّة ثلاث نساء عراقيات هجرن وطنهن لما يُعانين فيه من خوف وذلّ وظلم واستبداد قاصدات ألمانيا للحصول على اللجوء طمعاً في إيجاد وطن- بديل آمن. فتضطر النساء الثلاث للمثول أمام المحقٌّق الذي يُشبعهن بأسئلته المهمة والسخيفة على مدى أكثر من سنة على أمل الموافقة على طلبهن في اللجوء، وخلال هذه المدّة تجد السيدات الثلاث أنفسهن داخل غرفة أو بالأحرى ملجأ واحد بالرغم من التباينات الكثيرة في شخصياتهن وأساليب حيواتهن.
فمريم (ندى حمصي) هي المرأة المحجبة والمتدينة إلى حدّ التعصب، وريحانة (ريتا دكّاش) هي المرأة المتحرّرة جسدياً واجتماعياً إلى حدّ الانفلات، أمّا أمينة (ميراي معلوف)، فهي الممثلة العراقية التي دفعتها ظروف بلدها القابع تحت أُمرة المحتلّ للبحث عن ملاذ آمن تلملم فيه بقايا أنوثتها وإنسانيتها وكرامتها.

وقد تكون عودة الممثلة القديرة ميراي معلوف، التي جسدت أدوار البطولة على المسارح العالمية وتحت إدارة كبار المخرجين أمثال بيتر بروك، إلى الخشبة هي بحدّ ذاتها مفاجئة قدّمها مسرح بابل إلى الجمهور اللبناني الذي صفّق مندهشاً ليلة الافتتاح لهذا العمل، ولهذه المرأة التي منحت العمل بصوتها وأدائها وبراعتها الكثير من الجمالية والإبداع.
'نساء في الحرب' عمل مسرحي كبير يستحقّ المشاهدة والإشادة به لما يحمله من قوّة في النص وإبداع في الأداء وتأثير في السينوغرافيا... بيروت تفخر بأن تُعيد تقديمه خلال الموسم المقبل، ومنها إلى الكثير من العواصم العربية والعالمية.