مهرجان قطر البحري في نسخته الثانية

قطر السكر, ثمار البحر, لوحة / لوحات فنية, عرض ازياء تراثية, لوحات تجريديّة , معرض أبو ظبي للكتاب, مهرجان قطر البحري, تلفزيون قطر, التراث العربي, معرض فنون آسيا الوسطى

04 أبريل 2011

البحر هنا لفظ كلّ ما في بطنه... لفظ لآلئه كلّها أمام زوّاره... لفظ أحجاره وأسماكه، وأسراره أيضاً. هكذا اختارت اللجنة المنظمة لمهرجان قطر البحري أن تسرد تاريخ أرضها من عمق بحارها لما يحمله التراث البحري من قيمة بالنسبة إلى دولة قطر. ولهذه المناسبة، افتُتح المهرجان بعرض فني راقص يروي عبر فصوله المتعدّدة قصة التحولات التي عرفتها قطر وصولاً إلى ازدهارها الحالي وخططها الجادّة للمستقبل تحت عنوان «أسرار البحر».


استُهلّ مهرجان قطر البحري الذي أُقيم في نسخته الثانية تحت رعاية الشيخة موزا بنت ناصر، على الشاطئ الشرقي من مؤسسة الحي الثقافي (كتارا) في العاصم الدوحة بكلمة ألقاها المدير العام للجنة المنظمة المهندس حمد التميمي أكدّ فيها أنّ اللجنة لديها الثقة الكاملة بأهمية ونجاح هذا المهرجان الذي يهدف من خلال أركانه الترفيهية والتعليمية والتثقيفية والرياضية والبيئية إلى تعريف الجمهور والعالم على تراث قطر الغني والقيّم. وأشار التميمي في كلمته إلى أنّه تمّ تخصيص المهرجان للمشاة خصوصاً أنّ الطقس الربيعي في الدوحة يُناسب الزوّار ويساهم في استمتاعهم بالفعاليات التي اشتملت على عناصر ترفيهية ورياضية وتثقيفية منها عرض جميل للفقمات السيبيرية وافتتاح أوّل ملعب غولف صغير.

بعدها قدّم أكثر من 300 راقص وراقصة وممثل وممثلة من مختلف الفئات العمرية أوبريت «أسرار البحر»، وهو من إنتاج قطري- ايطالي مشترك، أخرجه الإيطالي الشهير غينو لاندي خصيصاً للدورة الثانية من المهرجان ونفذّه المؤلف الموسيقي الإيطالي المعروف ريناتو سيريو والموسيقار القطري فيصل التميمي.
احتوى الأوبريت أيضاً على قطعة موسيقية أصلية سجلتها اوركسترا مؤلفة من 100 عازف. أمّا اللوحات الإستعراضية التي تضمنها الأوبريت فكانت مبهرة إلى حدّ أثار دهشة الجمهور الذي شاهد داخل دولة خليجية عملاً فنياً يرقى إلى أعلى مستويات الفنّ الغنائي الراقص في العالم.

وبدا جليّاً لكلّ من تابع هذا العمل احترافية المؤلفين والعاملين فيه من غينو لاندي وفيصل التميمي وريناتو سيريو ووضحة السليطي وغيرهم من الذين ساهموا في إحياء تراث دولة قطر بدءاً من الغوص في البحار لاستخراج اللؤلؤ والتجارة به وصولاً إلى الاكتشافات العلمية المتقدمة، مروراً بتصدير الغاز والنفط. وكان هذا الأوبريت الذي استغرق 15 ألف ساعة عمل مفاجأة مهرجان قطر البحري لعام 2011، إذ استطاع عبر لوحاته الفنية المتنوعة إحياء ذكريات الأجداد الجميلة من جهة وتعريف الأحفاد على ماضيهم وتراثهم وثقافتهم من جهة أخرى.
واللافت أنّ الموسيقى التي استخدمت في «أسرار البحر» ساهمت في ترسيخ التفاعل بين الجمهور والعمل، كما أنّ عرضه بمحاذاة الشاطئ  في الهواء الطلق ولّد لدى المشاهد إحساساً بصدقية هذه اللوحات التي تأخذه نحو عوالم أخرى وصوب تاريخ قطر وتراثها البحري. أمّا التداخل بين الواقعية والفانتازيا في المشاهد الراقصة فقد ساهمت في إثراء العمل وإمتاع الجمهور في الوقت عينه.

والجدير ذكره أنّ مهرجان قطر البحري هو حدث سنوي يهدف بالدرجة الأولى إلى إبراز التراث القطري والاحتفال به، وكذلك إلى نشر الوعي بين المقيمين والزوّار إزاء التراث البحري الغني الذي تتمتع به دولة قطر. وقد اتخذّ هذا العام من جملة «نغوص في الماضي لنُبحر في المستقبل» شعاراً له، وهذا يدلّ على تمسكّ قطر بتراثها البحري القديم من أجل استكمال رحلة نهوضها وازدهارها وتطورها.
ولم يقتصر المهرجان على هذا العمل الفني الضخم، بل الكثير من العروض والأنشطة الجاذبة التي امتدّت على أيام متتالية منها:

- معرض بحارنا: ضمّ العديد من أحواض السمك المصمّمة بطريقة إبداعية والبرك التي تعرض تشكيلة مختلفة من الكائنات البحرية.

- قرية الفريج التقليدية: ضمّت مناطق تحوي عدداً من الأنشطة التقليدية مثل الحرف والفرقة الموسيقية التقليدية والمقهى التقليدي وغيرها...

-ندوة الفنون البصرية: شملت مسابقة للرسم يشارك فيها 12 من الفنانين العرب، بالإضافة إلى معرض لفناني الخليج المعروفين. فضلاً عن ورش الفنون البصرية للأطفال من رسم وفسيفساء ونقش على المعادن وأعمال  السيراميك.

- مملكة الرمال: شارك في هذا المهرجان تحت مظلة النشاط الفني «مملكة الرمال» عشرة من نحاتي الرمال المعروفين على مستوى العالم لعرض مهاراتهم من خلال منحوتات رملية كبيرة مباشرة أمام الجمهور والزوّار.

- القوارب الشراعية: تمّ تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع الإتحاد القطري للشراع والتجذيف، وقدّم فيه بعض مدربي الشراع المحترفين عروضاً مميزة في الشراع والتجديف.