عفيفة العويني: الفن أخذني من الحياة العاطفية وهذه شروطي في شريك حياتي

القاهرة - مؤمن سعد 22 يوليو 2018

تدافع الفنانة التونسية عفيفة العويني عن شيرين عبدالوهاب رغم اعترافها بأنها أخطأت، وتتمنى الوقوف أمام نجوم بلدها، هند صبري وظافر العابدين ودرّة، تتحدث عن مشاريعها الغنائية، والداعمين لها في مشوارها الفني، وشكل علاقتها النجوم لطفي بوشناق ولطيفة وزياد غرسة وعلي بلعيد ومحمد الجبالي، وتبدي رأيها في «الزعيم» عادل إمام وأحمد حلمي ومحمد سعد والتونسي لطفي العبدلي. كما تكشف عن أسباب عدم ارتباطها بعد، ومواصفات شريك حياتها، وسر علاقتها بالرسم وعشقها كتب الجغرافيا والسفر.

- كيف استقبلت ردود الفعل على أغنيتك الجديدة «ضربة معلم»؟ 

الأغنية من كلمات خالد البوعنين وألحان بدر الحبيش وتوزيع مصطفى عبد النبي، وقد تحمّست لها بمجرد سماع كلماتها، فهي لون جديد ومختلف عن نوعية الأغنيات التي قدمتها من قبل، خصوصاً الأغنيات الخليجية، إضافة إلى أنها لامست أحاسيسي ومشاعري، لذلك استطعت أن أغنّيها بصدق.

وبمجرد طرح الأغنية قوبلت باستحسان من الجمهور والنقاد، ومعظم ردود الفعل كانت إيجابية ومفرحة. لقد دفعتني هذه الأغنية خطوة جديدة الى الأمام في مشواري الفني، وشجّعتني على البحث عن كل ما هو مختلف ومتنوع.

- تميزت في تقديم العديد من الأغاني باللهجة الخليجية، من دعمك في هذه الخطوات؟

حرصت على الغناء باللهجة الخليجية لحبي وإتقاني للفنان الحقيقي من أن يملك القدرة على الغناء بلهجات عدة، فالفرصة جاءتني بدعوة من الشاعر السعودي عبدالله الزيمور، ومن بعدها وجدت ترحاباً ودعماً كبيرين من عدد من الشعراء والملحنين السعوديين للتعاون معهم، وكان في مقدّمهم الملحن الكبير سامي الخليف، والشاعر راشد بن غيثا، وصالح المزروعي.

وفي العام الأخير، قدمت ست أغنيات متنوعة حققت نجاحاً كبيراً لدى الجمهور العربي، وسعدت للغاية بهذه الخطوات، لأنها حققت لي ما كنت أتمناه من جماهيرية في الخليج العربي، إضافة إلى جمهوري في تونس. وخلال الفترة المقبلة، سأحاول استثمار هذا النجاح من طريق تقديم عدد من الأغنيات الفردية الخليجية الجديدة.

- كيف تقيّمين مشاركتك في مونديال القاهرة للفن والإعلام؟

كنت سعيدة جداً باختياري ضيفةَ شرفٍ وأُمثّل فناني بلدي تونس في المونديال، وهو ملتقى يضم مجموعة كبيرة من الفنانين والإعلاميين من كل أنحاء الوطن العربي، وقدمت من خلاله أغنية «يا قدسنا» في الليلة الفلسطينية ضمن فعاليات المونديال، ووجدت ترحيباً كبيراً من الجمهور المصري المتذوق للفن والإبداع، مما حمّسني للقيام بالزيارة مرة أخرى، خصوصاً أنني أحضّر لمشاريع غنائية مع عدد من الملحنين والشعراء في مصر، وأخطّط للغناء باللهجة المصرية في القريب العاجل.

- ألا ترين أن خطوة تقديمك أغنيات باللهجة المصرية قد تأخرت قليلاً؟

أعترف بذلك، لكن الفرصة ما زالت أمامي لتعويض ما تأخّر، وربما يكون الوقت مناسباً حالياً بعد نجاحي في الغناء في بلدي تونس، والانتشار الذي حققته في الخليج بتقديم عدد من الأغنيات الخليجية. ومن أسباب تأخر تلك الخطوة أيضاً، أنني مكثت نحو أربعة أعوام مع أسرتي في سلطنة عمان، ابتعدت خلالها عن الغناء حتى عدت إلى تونس مرة أخرى، وكان لا بد من أن أركّز خطواتي الأولى هناك، ومن ثم أبدأ بخطواتي التالية.

- ما سبب ابتعادك عن تقديم الألبومات الغنائية والتركيز على الأغاني المنفردة؟

أشعر بأن الأغنيات المنفردة هي الأقرب إليّ، لأنها تحافظ الأغنيات على وجودي الدائم في السوق الغنائية، وتقلّص فترات غيابي الطويلة من أجل التحضير لألبوم كامل، كما أنها أصبحت لغة هذا العصر، والدليل أن كبار المطربين والمطربات يلجأون إليها كبديل للألبومات، أو حتى للتعويض عن غيابهم طوال فترة التحضير لألبوماتهم، وطالما أنني أحقق النجاح بهذه الطريقة، فلا ضرورة للجوء إلى تقديم ألبوم غنائي، على الأقل في الفترة الحالية.

- ماذا عن مشاركتك في الحفلات الغنائية؟

أجدها مهمة وضرورية جداً، لذا أحرص دائماً على إحيائها، ليس في تونس أو الوطن العربي فقط، بل إنني قدمت من قبل حفلات في سويسرا وفرنسا وإيطاليا، ولاقت إعجاباً كبيراً من الحضور، وأستعد لإحياء مجموعة حفلات جديدة في عدد من عواصم العالم، وهذا النشاط يقرّبني من جمهوري، ويجعلني على دراية بما يريدونه وينتظرونه مني، فلا يمكن أي مطرب أن يرفض تقديم حفلات غنائية في أي بقعة من بقاع الأرض، طالما أنه قادر على فعل ذلك، ويجد الجمهور الذي يدعمه ويقف إلى جانبه في أي مكان يذهب إليه.

- ما جديدك في الفترة المقبلة؟

مشروع غنائي من التراث التونسي، وهي المرة الأولى التي أقدم فيها أغنية من التراث، وهذه النوعية من الأعمال قريبة جداً من قلب الجمهور التونسي، بل إنها محفورة في ذاكرته، لذا أعتزّ بهذه الخطوة كثيراً، وأتمنى أن تلقى إعجاب الجمهور، إلى جانب التحضير لعدد من الأغنيات المنفردة باللهجتين الخليجية والمصرية.

- بمن تقتدين في الغناء؟

نجاة الصغيرة وميادة الحناوي من أكثر المطربات القريبات إلى قلبي، بل هما سبب عشقي الغناء، فأول أغنية حفظتها في طفولتي كانت أغنية «عيون القلب» لنجاة الصغيرة، وأيضاً أغنية «أنا بعشقك» لميادة الحناوي، لذلك أحرص على غنائهما في حفلاتي من شدة حبّي لكلماتهما، ولا يقلّل ذلك أبداً من عشقي للمطربة الكبيرة وردة رحمها الله، و»كوكب الشرق» أم كلثوم، وفيروز.

- هل أخذك الفن من حياتك العاطفية؟

أُولي عملي جل اهتمامي، لذا أعترف بأنني حالياً لا أفكر في الحب أو الزواج، أو بمعنى أدق لم ألتقِ نصفي الآخر بعد، ولا أتسرّع في هذه المسألة، ليقيني بأن كل شيء يأتي في موعده المناسب، وعندما أجد شريك حياتي سأزفّ الخبر للجميع.

- هل من مواصفات معينة لشريك حياتك؟

لا بد من أن يسود التفاهم علاقتنا لتكوين أسرة سليمة، فالمسألة ليست سهلة، بل تحتاج إلى الانسجام بين الطرفين كي تستمر العلاقة الزوجية مدى الحياة، وما عدا ذلك فلا شروط أو مواصفات خاصة بالرجل الذي سأتزوجه، خصوصاً أنني مررت ببعض التجارب العاطفية التي سرعان ما انتهت بالفشل لغياب التفاهم في ما بيننا.

- من هو المطرب والمطربة المفضلان عندك؟ 

من الصعب تحديد اسم واحد فقط، لأن هناك الكثير من المطربين المقرّبين إلى قلبي، وأثّروا فيَّ بطريقة غير مباشرة، ولا أنكر أنني تعلمت من أصواتهم وأغنياتهم الكثير، وزادوا إصراري على النجاح في هذا المجال والاستمرار فيه، فمن الخليج أبرزهم المطرب الكبير طلال مداح ومحمد عبده ونوال الكويتية، ومن مصر الرائعة أنغام و»أمير الغناء العربي» هاني شاكر ومحمد ثروت ومدحت صالح، وهم من أبرز المطربين في الوطن العربي، بحيت استطاعوا وضع بصمة وعلامة فارقة في تاريخ الفن العربي، تتعلم منها الأجيال القادمة على مر العصور.

- كيف تصقين علاقتك بالفنانين التوانسة؟

أتشرّف بهم جميعاً، سواء من تجمعني بهم علاقة صداقة، أو من لستُ على معرفة شخصية بهم، فجميعهم يمثلون بفنهم بلدي في الخارج، وتربطني صداقة قوية أعتز بها بالفنانين، لطفي بوشناق وزياد غرسة وعلي بلعيد ومحمد الجبالي والسيدة سلاف صفوة، ونحن على تواصل دائم مع بعضنا بعضاً، وأيضاً المطربة لطيفة التي أعشق أغنياتها، وأكنّ لها كل الحب والاحترام والتقدير، وللأسف لم يحالفني الحظ لمقابلتها بعد، لكنني أتمنى التعرف إليها، لأنني أثق تماماً بأنها إنسانة رائعة مثلما هي مطربة مميزة.

- ما رأيك بالمطربة شيرين عبدالوهاب؟

تمتلك شيرين صوتاً مميزاً ورائعاً، وإحساساً جميلاً، وأحب سماع كل جديد لها، ولديها العديد من الأغنيات القريبة إلى قلبي.

- كيف ترين مطالبات البعض بمنعها من الغناء في تونس بعد دُعابتها عن اسم تونس، والتي اعتبرها البعض سخرية أثناء إحيائها حفلاً في مهرجان قرطاج الدولي؟

أولاً، لا بد من الاعتراف بأنها أخطأت، وهي نفسها خرجت واعتذرت للشعب التونسي عما بدر منها من وصف غير لائق لدولة تونس الحبيبة، لذلك أرفض منعها من الغناء في بلدي، فشيرين مرحّب بها في أي وقت، خصوصاً أنه معروف عنها عفويتها وتلقائيتها، وهذا يجعلها أحياناً تتلفظ بكلمات بقصد الدعابة، لكن تؤخذ عليها، لأن البعض لا يفهم القصد مما تقوله، وعموماً هي إنسانة تتصرف بعفوية، ولا تضع أقنعة من أجل الشهرة، لذا يجب أن نسامحها إذا أخطأت من دون عمد، ونتذكّر دائماً تاريخها الفني الحافل بالنجاحات.

- هل ترين أن برامج اكتشاف المواهب الغنائية مفيدة؟

مفيدة جداً، لأنها تعطي المتسابقين فرصة ذهبية ليظهروا أمام الجمهور، من خلال نافذة تحظى بنسب مشاهدة ضخمة على مستوى الوطن العربي كله، وأنا أشجّع هذه النوعية من البرامج، خصوصاً التي تقدَّم باحتراف، مثل برنامجَي «ذا فويس» و «آراب أيدول»، وأحرص على متابعتهما في كل موسم، لأنهما يقدمان أصواتاً جيدة وتستحق المشاركة، كما أن أعضاء لجنة تحكيم كل برنامج منهما ذوو خبرة في الغناء، وعلى قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم.

- كيف أثّرت أسرتك في خطواتك الفنية؟

أثّرت فيها إيجاباً، فوالدي هو من اكتشف موهبتي منذ الصغر، وحاول أن ينميها فيَّ من خلال التحاقي بالكونسرفتوار، وهو أكثر الأشخاص الداعمين لي في حياتي، أيضاً والدتي تساعدني وتشجعني، فأجدهما دائماً إلى جواري في كل خطوة أخطوها في مشواري الفني، ولولا وقوفهما إلى جانبي لما استطعت الوصول إلى ما أنا عليه اليوم.

في الحقيقة، تعب والداي كثيراً معي، ورغم خوفهما عليَّ إلا أنهما يحرصان دائماً على منحي الثقة، ولهما فضل كبير في نجاحي، وأتمنى أن أبقى عند حسن ظنهما بي، وأحقق مزيداً من النجاحات لأثبت لهما أن كل الجهد الذي بذلوه معي لم يذهب سدىً.

- كيف تعيشين حياتك بعيداً من الأضواء؟

حياتي عادية جداً، مثل أي إنسانة، أحب جوّ الأسرة والجلوس مع أمي وأبي وأشقائي، ووجودي إلى جانبهم يشعرني بالطمأنينة والراحة النفسية، وبعيداً من العمل أمضي معظم وقتي معهم، سواء في المنزل أو خارجه، كذلك أميل إلى البساطة في كل أمور حياتي، سواء في لباسي أو شكلي أو طريقة تعاملي مع الآخرين.

- ما هي هواياتك؟

أحرص في أوقات فراغي على ممارسة هواية الرسم، وحبّي له بدأ منذ الطفولة، وكبر معي لدرجة أنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصيتي، علماً أنني أعشق مشاهدة الأعمال المسرحية أو السينمائية أو التلفزيونية على حد سواء، إلى جانب هوايتي الأولى والرئيسة، ألا وهي الغناء وسماع الموسيقى.

- من هم الفنانون الكوميديون المحبّبون إلى قلبك؟

على رأسهم «الزعيم» عادل إمام على رأس القائمة، فهو يُضحكني بمجرد رؤيته على شاشة التلفزيون، حتى قبل أن ينطق بأي كلمة، كذلك أحب الفنان محمد سعد كثيراً، وأجده يمتلك موهبة فنية جبّارة، وقادراً على إضحاك الجمهور بالعبارات والإفيهات والحركات الجسدية، وأيضاً «البرنس» أحمد حلمي، صاحب الأداء الكوميدي الخاص، أما من تونس فأعشق لطفي العبدلي.

- هل تفكرين في خوض تجربة التمثيل؟

شاركت من قبل في دور صغير في فيلم تونسي بعنوان «يالي عيونك في السماء»، لكنها تجربة لا يمكنني اعتبارها تمثيلية، لأنني جسدت من خلاله شخصية مطربة تغني في عيد ميلاد أحد الرجال البارزين في المجتمع، وأنا على استعداد تام لخوض تجربة التمثيل في الفترة المقبلة، خصوصاً أنها لا تتعارض مع مهنتي الأساسية وهي الغناء، وهناك الكثير من المطربين الذين استطاعوا أن يحققوا نجاحاً باهراً في التمثيل، وعزّزوا جماهيريتهم من خلاله، وإذا وجدت العمل الفني المناسب، والذي تتوافر فيه عناصر النجاح، سأقدّمه على الفور، وعُرضت عليَّ أخيراً المشاركة في أحد الأعمال الفنية الخليجية، لكنني اعتذرت عنه بسبب عدم قدرتي على الإقامة خارج تونس طوال فترة التصوير، لارتباطي آنذاك بعقود لإحياء عدد من الحفلات الغنائية هناك.

- من هم الفنانون الذين تتمنين الوقوف أمامهم؟

ما من أسماء بعينها، كل الفنانين في الوطن العربي مميزون جداً، وهناك ممثلون من تونس حققوا نجاحاً كبيراً، وأصبحت لديهم جماهيرية ضخمة، ويُشرّفني التعاون معهم في عمل فني، ومنهم على سبيل المثال هند صبري وظافر العابدين ودرّة، فدائماً أتابع أعمالهم الفنية، وأجدها تحمل قيمة ورسالة للمشاهد.

- آخر كتاب قرأتِه؟

كان كتاباً عن الجغرافيا، وعموماً أنا مغرمة بهذا النوع من الكتب، وقد أفادني في معرفة الكثير عن الدول وكشف لي مواقعها على خريطة العالم، لذا لا أشعر بغربة عندما أسافر إلى أي مكان.

- هل تحبين السفر؟

لا بل أعشقه، وزرت معظم دول العالم، ومن أكثر الدول التي استمتعت فيها، تايلندا وسويسرا وإيطاليا وفرنسا، ومن الدول العربية مصر والجزائر والمغرب ودبي، وكل دولة تركت فيَّ بصمة خاصة بها، وأكثر ما يميز السفر بالنسبة إليّ أنه يعرّفني على عادات وتقاليد شعوب مختلفة، ما أكسبني المزيد من الخبرة في الحياة.

- حدّثينا عن علاقتك بالموضة والأزياء؟

أتابع كل جديد في عالم الموضة، لكنني لست مهووسة بها، وأحرص على اختيار ما يناسبني منها ويريحني نفسياً، فلا أرتدي إلا الملابس التي أميل إليها، وهي البسيطة في شكلها وألوانها، حتى الماكياج لا أبالغ في وضعه، بل أُفضّله متوازناً ويليق بي، وكل إطلالاتي تؤكد ذلك.