كي تتغلب على الشعور بالقلق.. حدّد مصادره أولاً

19 يوليو 2018

جهاد عويص

قد يكون المحيط من حولنا حافزاً لإفراز الشعور بالقلق. وحتى وإن تفاوتت درجاته ومسبباته لدى كثيرين، فالأمر لا يخلو من النتيجة نفسها والتي تعترضنا في مراحل مختلفة من العمر والحياة. لكن السؤال هنا: هل يمكن حصر مصادر القلق؟

الإجابة عن السؤال أعلاه عرضتها مجلة "سايكولوجي توداي" في أربع حقائق تدور حول حدوث القلق، وجاءت كالآتي:

القلق يكون حول المستقبل

قد يشعر العديد من الناس بالشكوك وعدم اليقين حول مستقبلهم، وتبقى أمورهم معلقةً بالتوقعات، وهي ما تؤدي في دواخلهم إلى حدوث التوتر المرتبط بالقلق. وربما يعتبر البعض أن القلق حول المستقبل قد يكون بمثابة إجراء وقائي لما قد يحدث، فربما يجعلهم ذلك قادرين على السيطرة على الأمور في حال ساءت، لان القلق بشانها كان قد جعلها  متوقعة، أو ربما يُوهم البعض أنفسهم بمشاعر سلبية أو مخيفة، وهي التي قد تقودهم إلى الجنون، كما تقول المجلة.

الماضي يدخل دائرة الاتهام أيضا

ربما ذاكرة الإنسان تحتفظ بالكثير من الحوادث القديمة والتي تُصنف ضمن الماضي، ويبقى التفكير فيها أمرا لا مفر منه في بعض الأحيان، وهي التي تجعل الشخص يشعر بالتوتر والقلق في كل فرصة يتذكر فيها ما قد حدث في الماضي. كما أن ما يمر به في الحاضر ربما يعيد إليه مشاعر سلبية عما عاشه في الماضي، حتى يزداد قلقه، وبالتالي فإن ما توصل إليه الخبراء، في أن القلق الحاضر قد يكون انعكاساً عن أحداث الماضي، فكرة واردة.

الصوت الداخلي مذنبٌ كذلك

تقول المجلة الأميركية هنا، إن الأفكار التي تدور في أذهان الإنسان ما بين ماضٍ وحاضر، قد تكون نابعة من صوته الداخلي، وقد تؤثر على قراراته ومشاعره، مستندةً إلى رسائل مدمّرة، سببها ذلك الصوت الذي يُشعل فتيل القلق لدى الشخص.

التكنولوجيا مصدرٌ أساسي

يعتبر التقرير أيضاً، أن الإنسان ربما عاش حياةً بعيدة عن القلق أو التوتر قبل ظهور التكنولوجيا وما تبعها من شبكات التواصل الاجتماعي، حيث أن تتبع الإنسان لأخبار كثيرين حول العالم واختلاطه بالعديد منهم وانخراطه في ما ينقلونه عبر صفحاتهم الشخصية، ربما أصبح عاملاً في توليد القلق لديه.

وفي العام 2017، أجرت الرابطة الأميركية للطب النفسي دراسة استقصائية، حول مصادر القلق لدى سكان أميركا، توصلت إلى أن 63 في المئة من عينة الدراسة، لديهم خوف من المستقبل، وجاء الوضع المالي كمصدر ثانٍ، أما العمل فهو في المرتبة الثالثة، ثم تبعها الوضع الاجتماعي في البلاد، فيما كان الغريب في الدراسة أن الوضع الصحي كان مصدرا أخيرا للقلق، وفقاً لما نقله موقع "روسيا اليوم".

ولا يمكن اعتبار كل من يُصاب بشعور القلق في لحظة ما، أنه يعاني من تلك المشكلة، إذ يعتمد تشخيص الإصابة بالقلق على مجموعة من المعايير، منها: شعور حاد بالقلق الشديد يومياً وصعوبة مواجهته، والشعور بنوبة من القلق مصحوبة بأعراض عصبية وتوتر وضعف التركيز، والشعور بالقلق غير المرتبط بحالاتٍ أو مشكلات طبية، وفقاً لموقع WebTeb.

ويمكن التغلب على الحقائق المتعلقة بشعور القلق، من خلال عدم وضع سيناريو مستقبلي مخيف، أو العيش على ما حدث في الماضي، عدا عن محاولة السيطرة على الصوت الداخلي الذي قد يولد بعض الأفكار السلبية أو المخيفة عن أشياء في الحاضر أو المستقبل، بحسب ما ذكرته مجلة "سايكولوجي توداي". 

      

نقلاً عن شبكة الحياة الاجتماعية