عناية عز الدين: العقلية الذكورية مسيطرة على أصحاب القرار السياسي والحزبي في لبنان

كارولين بزي 22 يوليو 2018

بهدوئها ورقيها تمثل المرأة القوية التي تدرك تماماً مسؤولياتها. استطاعت أن تنجح في عملها الوزاري وأثبتت أنها قادرة على الوصول إلى الندوة البرلمانية، بعد أن منحها المواطنون والمواطنات، ولا سيما أبناء بيئتها الجنوبية الثقة لتمثيلهم في المجلس النيابي. لا تنكر أن العقلية الذكورية موجودة ومسيطرة، ولكن تثق بأن القوانين تستطيع أن تغيّرها. تعتبر النائب في البرلمان اللبناني عناية عز الدين أن الاختلاف الثقافي يؤثر سلباً في الزواج، وأن إعطاء المرأة اللبنانية الجنسية لأولادها تتم مقاربته من زاوية طائفية. النائب عناية عز الدين في حوار...

- أيّ النساء ستمثّلين في المجلس النيابي؟

سأمثّل كل اللبنانيين واللبنانيات من دون أي تمييز. أنا مقتنعة بأن النساء في البرلمانات لا يمثلن النساء فقط بل هن نائبات عن كل الأمة. 

- ما هي مشاريعك للمرأة اللبنانية المهضومة الحقوق؟

كما ورد في برنامجي الانتخابي، سأعمل على إقرار التشريعات التي تضمن القضاء على كل أشكال التمييز السلبي ضد النساء، وترفع كل غبن تتعرض له اللبنانيات في مختلف المجالات.

- هل هناك مشروع نسائي ستتبنّينه شخصياً في المجلس؟

أفضّل العمل على التعديل والتغيير في مستوى السياسات العامة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً بما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية، وهذا ما سينعكس تلقائياً على كل الفئات التي تعاني تهميشاً وإقصاءً مثل النساء والشباب. التجربة أثبتت أن العمل على مشاريع فئوية يؤدي الى معالجات ناقصة وقاصرة.

- ترشّحت إلى الانتخابات ١١١ امرأة ووصلت منهن ستة نساء فقط، أي بنسبة تقلّ عن ٣% تقريباً، لماذا برأيك لا ترشّح الأحزاب الكبرى نسبة أكبر من النساء وتدعمها لتصل إلى المجلس؟ هل السبب العقلية الذكورية المسيطرة على الناخب اللبناني؟

يبدو أن العقلية الذكورية وللأسف مسيطرة ليس فقط على الناخب، بل على أصحاب القرار الرسمي والحزبي. لا أعرف لماذا لا ترشّح الأحزاب اللبنانية النساء. هذا الواقع يتطلب من النساء في الأحزاب خوض نضال داخل تنظيماتهن الحزبية وصولاً الى فرض كوتا في مواقع القرار الحزبي. أعتقد أن هذا الأمر اذا تحقق سيشكل خطوة جدية في طريق وصول اللبنانيات الى مواقع القرار الوزاري والبرلماني.

- هل تتقبّل البيئة الجنوبية المحافِظة أن تمثّلها امرأة؟

بكل تأكيد. للمرأة الجنوبية حضور قوي ومؤثر في البنية العائلية والاجتماعية. كان لها دور فاعل في أصعب الظروف التاريخية والوطنية، وساهمت في مقاومة الاحتلال والإقطاع. يجب ألاّ ننسى أن الشاعرة والكاتبة زينب فواز هي مثلاً من النساء الرائدات في لبنان وتميّزت بدورها الأدبي في بدايات القرن الماضي. والجنوب يزخر بالسيدات الرائدات والمبدعات على مختلف المستويات. لذا، من الطبيعي أن تتمثّل البيئة الجنوبية بامرأة، ومن خلال تجربتي الشخصية لمست ترحيباً ودعماً وتأييداً من كل هذه البيئة رجالاً ونساءً.

- أنت من الداعمات لمشروع الكوتا النسائية، هل ستواصلين الضغط من أجل إقرارها؟

سأواصل الضغط مع كل المؤيدين للكوتا من أجل إقرارها، لأنها إجراء ضروري مرحلياً لإرساء ثقافة ترشّح النساء وانتخابهن في لبنان. أنا مؤمنة بأن القوانين تغيّر سلوك الناس، وهذا ما أتوقعه عند إقرار الكوتا.

- هل تستطيعين التوفيق بين العائلة والمهام الموكلة إليك؟

ابنتاي أصبحتا في عمر لم تعودا فيه بحاجة الى المتابعة اليومية والمباشرة التي يمكن أن تشكل عبئاً عليّ.

- أي مستقبل تخطّطين لابنتيك؟

لقد قمت بواجبي تجاههما، وأعتقد أنني زوّدتهما بالأدوات والأسلحة التي تمكّنهما من التخطيط لمستقبلهما واتخاذ القرارت المناسبة في حياتهما.

- هل من خطط لمشاريع نسائية في الجنوب؟

هناك خطط لمشاريع تنموية. ولا يمكن أن تتحقق تنمية مستدامة من دون يكون هناك دور أساسي للنساء فيها، وبعيداً من مشاركتهن في القرارات أو في مراقبة تنفيذها.

- هل توافقين على ارتباط ابنتك بأجنبي؟

أرى أن الزواج يحتاج الى تكافؤ اجتماعي وعلمي وثقافي وعلى كل المستويات. ومن خلال التجربة، تبين أن الاختلاف الثقافي يؤثر سلباً في الزواج. أنا أقدّم النصيحة لابنتيّ، أما قرار  الزواج فأتركه لهما.

- هل ستضغطين لإقرار حق المرأة اللبنانية المتزوجة بأجنبي بإعطاء الجنسية لأولادها؟

لهذه القضية الأولوية في برنامجي الانتخابي، مع قناعتي بعدم سهولتها، لأنها في لبنان وللأسف تتم مقاربتها من زاوية مذهبية وطائفية. ولكن علينا الاستمرار بالضغط وتكرار المحاولة.