بعد كونديرا من يخلّد في'لابليياد'?

كاتبة, كتب, رواية / قصة, قصص, ميلان كونديرا

17 مايو 2011

بعد عدد قليل من الكتّاب العالميين أمثال أندريه جيد وجوليان غرين وأندريه مالرو ومارتان دو جار وبول كلوديل وهنري دو مونتيرلان ومارغريت يورسونار وجوليان غراك ورينيه شار وسان جان بيرس وأوجين ايونيسكو ونتالي سارّوت،
يدخل اليوم الكاتب التشيكي الأصل ميلان كونديرا سلسلة «لابليياد» التي تُقيمها «دار غاليمار» الشهيرة بهدف تخليد الكتّاب عبر حفظ أعمالهم في مجلّدات قيّمة في شكلها ومضمونها.

كونديرا ليس بكاتب عادي وبالطبع هو يُدرك ذلك، وإنما أن تُجاور أعماله المطبوعة في مجلّدين ضخمين أمهات الفكر والأدب الفرنسي والغربي في حياته هو شرف استثنائي لم يتوقعّه يوماً ربما. فدخول «لابليياد» في حياة الأديب يعني الوصول إلى القمّة، والكاتب التشكيلي بلغ أخيراً هذه القمّة وهو في الثانية والثمانين من عمره.
وبذلك يكون قد تجاوز كلّ الأوسمة والتقديرات والجوائز ليُصبح اسمه مُكرّساّ في أهم موسوعة أدبية إلى جانب قامات أدبية تُشكّل من خلال أعمالها الكاملة ركيزة الأدب العالمي مثل موليير ودوستويفسكي وغوته وفيكتور هوغو وبروست وغيرهم.
ويُحكى أنّ «لابليياد»- كونديرا هي المثلى بالمقارنة مع تلك التي رُتبّت لكلّ من سبقه لكونها تعرض سيرة مهمّة كتبها أحد أبرز العارفين بأدب كونديرا وأهم دارسي كتاباته فرنسوا ريكار، الذي تطرّق في مقدّمته إلى أسلوب كونديرا الإبداعي وأعماله وحيثيات إصداراته وكيفية تلقيها. كما أنّ قصص كونديرا القصيرة ورواياته لم تُرفق بملاحظات مفرطة كما جرت العادة، بل عُرضت كما جاءت في نصّها النهائي، مع إشارة إلى الترجمات من اللغة الأصلية إلى الفرنسية. ولأنّ كونديرا من الأشخاص الغيورين جداً على خصوصية حياتهم الشخصية نرى أنّ غاليمار احترمت فعلاً الشقّ الخاصّ بحياته ولم تأتِ على ذكر مُفصّل لها.

ويُعتبر صاحب «المزحة» من أكثر الروائيين هدماً بعبثيته ل«تابوات» الحياة، وهو المعروف بصراحته ومباشرته التي لم تظهر وتتضخّم إلاّ بعد نفيه من تشيكسلوفاكيا إلى فرنسا التي أعطته جنسيتها عام 1981 وقرّر فيما بعد أن يجعل من لغتها وسيلته للتعبير عن فلسفته الخاصة لهذه الحياة.
وارتأى كونديرا المطرود من الحزب الشيوعي والمُفرَغ من كلّ حقوقه السياسية والمدنية أن يبتعد عن السياسة في كتاباته ويُركّز على نظرته إلى ماهية الحياة بأسلوب فلسفي ظهر جليّاً في رائعته «خفّة الكائن التي لا تُحتمل»، إذ قارب فيها معنى العود الأبدي الذي طرحها قبله نيتشه في كتاباته.
وبعد كونديرا يعود السؤال ليُكرّر نفسه عن الإسم الذي ستختاره غاليمار لتمنحه الشرف الأدبي المرموق، والترشيحات تذهب اليوم صوب كاتب مازال ككونديرا حيّاً يُرزق هو الحائز نوبل لعام 2008 جان غوستاف لوكليزيو.