ملك خليفة متى: لا أترك الحب يكتبني بل أنا أكتبه

إسماعيل فقيه (بيروت) 29 يوليو 2018

فنانة تشكيلية وإعلامية من مواليد القاهرة وتعيش في لبنان منذ زمنٍ طويل. ترسم وتكتب وتسعى الى فعل اللون والكلمة في الحياة وفي وجدانها الصافي. إنها السيدة ملك خليفة متى، ابنة محمد باشا خليفة (ثورة 1919). تتحدث الى «لها» وتكشف النقاب عن سيرتها الإبداعية بين مصر ولبنان، فماذا تقول؟

- عرّفينا عن نفسك وأفكارك؟

اسمي ملك خليفة متى، إعلامية وفنانة تشكيلية من مواليد القاهرة، ابنة المناضل والثوري محمد باشا خليفة إبان ثورة 1919، ثورة سعد باشا زغلول. وله تاريخ في النضال الوطني، وقد كتب عنه الصحافي والكاتب الكبير مصطفى أمين في كتابه الممنوع تحت اسم أسباب فشل ثورة 1919، وكان ينشر في جريدة الأخبار الأسبوعية. تعلمت لغة الصحافة من الكبير مصطفى أمين الذي حبّبني فيها بحديثه مع والدي في تلك الحقبة رغم صغر سني عملت في الإذاعة وكذلك في مجلة حواء المصرية وآخر ساعة وغيرها... وبعد انتقالي الى بيروت، كتبت في مجلة الحوادث والحسناء وتوقفت بسبب حرب لبنان ثم عاودت نشاطي الصحافي في مجلات لبنانية عدة وما زلت حتى الآن.
أما بالنسبة الى الفن التشكيلي، فكانت المرحلة الأولى في معهد ليوناردو دافينشي بالقاهرة، حيث مارست الرسم الكلاسيكي والفنون الحرفية، ثم أكملت في بيروت أنواع الرسم على القماش والفخار والرسم على المرايا والزجاج وصناعة الزهور من السراميك والقماش وشرانق الحرير.

- ماذا تعني لك الكتابة؟

الكتابة عبارة عن أفكار تتوارد في خواطر الكاتب سواء كانت أحداثاً جرت، سياسية أو عاطفية... وبناء عليه، يحاول الكاتب تطبيق هذه الأفكار، كما أن الكاتب هو غير الإعلامي والصحافي. وهذا مفهوم عند بعض الأشخاص.

- ما هي المواضيع الأكثر حيوية والتي تشدّك الى الكتابة؟

تلك التي تتحدث عن الإنسانية والثقافة والفلسفة والتاريخ. لأننا فقدنا الكثير من الوعي الثقافي وتاريخنا الذي أصبح في خبر كان.

- كيف تستحضرين ذاكرتك في وطنك الأول، وما هي التقاطعات بين وطنك الأول والثاني؟

أولاً، أنا أنتمي الى أرض وطني الأول مصر، حيث ولدت وترعرعت، ولا أنساه أبداً بما يحمل لي كل اعتزاز وفخر بأنني ابنة مصر الخالدة. أما موطني الثاني، فمن حسن حظي أن يكون لي وطن ثان مثل لبنان العز والجمال، وكلاهما في نفسي بمعزة خاصة. لقد اكتسبت ثقافة وحضارة بلد عريق كلبنان.

- هل تعتبرين أنك في غربة؟ وما هي معالمها؟

أكيد، الغربة صعبة جداً لفراق أعز الناس والوطن. لكن وجودي الى جانب أولادي يسهّل علي هذا الشعور.

- متى تكتبين، وهل الكتابة طقس يومي في حياتك؟

أكتب حينما تتوارد أفكار عدة في ذاكرتي، وأقارن بين هذا الزمن الذي فرض تفاهته علينا وبين زمن أبائنا وأجدادنا. أكتب عن الفلسفة الوجودية والكونية وعن العلم والأبحاث عند العلماء القدامى، وأميز بين هذا العلم وتلك القيم وذاك التقدم، ونحن ما زلنا نبحث ونضيّع وقتنا في أشياء ليست لها أي قيمة أو ثقافة مع احترامي للبعض.

- كيف تقرئين في إبداع المرأة العربية اليوم؟

المرأة العربية لديها إبداعات هائلة منذ عصور، وذلك لما لديها من ذكاء وقدرة وطاقة لتتحمّل كل المسؤوليات، وهي قادرة على أن تكون قائدة وليست منقادة.

- برأيك، أما زالت المرأة تحت هيمنة الذكورية، وتحديداً في المجالات الإبداعية؟

بعض النساء ما زلن تحت هيمنة الذكورية. لكن الأكثرية خرجت من هذه الهيمنة، والدليل وجود بعض النساء في وظائف مهمة ومراكز عالية، وينقصها فقط المركز السياسي. وقد أثبتت المرأة أنها قديرة وكفوءة في عملها.

- الحب تكتبينه وربما يكتبك. ماذا عن الحب في حياتك وما لون هذا الحب؟

لا أترك الحب يكتبني، بل أنا أكتبه، وهذا ليس غروراً بل ثقة بالنفس. أما الحب في حياتي، فإنني أرى أن الإنسان من دون حب كجسد من دون روح، والحب أنواعه كثيرة، الحب هو الوفاء والصدق والإخلاص والأمان، لكنه مفقود وغير موجود، أما عشق الروح فهو أبقى من الحب العاطفي.

- لماذا الرسم في حياتك؟ وهل من تأثيرات معيّنة؟

الرسم هو كل حياتي وملاذي الذي ألجأ إليه لفضّ مشاعري وأحاسيسي الفنية، وأستخدم الإلهام والطبيعة التي خلقها الله سبحانه وتعالى، خلق لنا جنة لكي نستمتع بألوانها الخلابة، وأنا أستمتع برسم هذه الجنة.

- ما هي ألوانك في اللوحة، وماذا تقولين في اللون؟

أحب ألوان الغروب وأرسمه، خصوصاً غروب الخريف والشتاء. فألوانهما في منتهى الروعة. أعشق اللون عندما أكونه حسبما أريد، كمزاج مفتوح على الحركة والنشاط.

- ما هي مواضيع لوحتك؟

المواضيع كثيرة وتكاد تكون شاملة، تشمل تفاصيل الزمن وتفاصيل المكان، وما يفعله ويشعره الإنسان في مساحة حياته، بحلوها ومرّها.

- وإلامَ تسعين في اللوحة؟

بما أنني تعلمت الرسم الكلاسيكي في معهد ليوناردو دافينشي في القاهرة، فمعظم لوحاتي كلاسيكية، سواء كانت مناظر الطبيعة أو بورتريه أو مواضيع عن التراث الشرقي.
أسعى جاهدة كي تكون لوحتي ناطقة بجمال الإنسان والحياة، فالفن هو مرآة الجمال، واللوحة أو اللون وخطوطه هي المرآة الضرورية لانعكاس جوهر الروح والحياة والعالم، على نطاق واسع.