الجيران المزعجون وراء الإصابة بهذه الأمراض

25 يوليو 2018

هدى أمين


لطالما حثت العادات والتقاليد على احترام الجار وعدم مسه بالأذى. لكن ذلك لم يحل دون فقدان حسن الجوار تلك الحرمة التي كانت له في الماضي، وأصبح الناس لا يخجلون، بل حتى لا يتوانون عن إيذاء جيرانهم، سواء بالتصرفات غير الأخلاقية، كرمي النفايات بجوار جيران آخرين، أو من خلال رفع صوت الموسيقى والتلفاز.

وأصبح العديد من الناس يشتكون من الجار، لأنهم لم يعملوا بالمثل القائل "الجار قبل الدار"، أي أن المهم ليس أن يكون البيت مريحا وجميلا، بقدر ما هو مهم أن تجد جارا بأخلاق حسنة، يقدر حرمة الجوار، لأنه لو لم يكن كذلك، فستدفعك تصرفاته إلى الانتقال من جديد، أو تعريض صحتك لمخاطر عضوية ونفسية.

هذا ما أثبته دراسة حديثة، أجريت في جامعة جنوب الدنمارك في كوبنهاغن، حيث أكدت أن الأشخاص الذين يجاورون أشخاصا مزعجين وصاخبين، يصابون بالاكتئاب أكثر بمعدل مرتين ونصف المرة من الأشخاص الذين يقطنون بجانب جيران محترمين، إضافة إلى الارتفاع الدائم في نسبة القلق والتوتر لديهم، واحتمال إصابتهم بالإجهاد الحاد بنسبة ثلاثة أضعاف عن الناس المرتاحين في منازلهم.

وأجريت الدراسة على نحو 7 آلاف ساكن، لمدة ثلاث سنوات، وخلصت إلى أن الحفلات الموسيقية الصاخبة التي تستمر حتى الساعات الأولى من الصباح، هي الأكثر إزعاجاً لباقي السكان، يضاف إليه أعمال البناء والإصلاح في الشقق المجاورة. كما أوضحت الدراسة أن 40 في المئة من الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة، عانوا من الإجهاد الشديد بسبب النزاعات لناتجة عن جيران مزعجين يسببون الضوضاء، وأن نزاعا من كل عشرة نزاعات ينتهي باللجوء إلى العنف بين الجيران.

كما جاء في الدراسة التي نشرت على صفحات المجلة الأوروبية للصحة العامة، أن تعرّض الأشخاص للضوضاء والإزعاج الدائم، كفيل بأن يرهق الصحة العقلية، ويسمح بإصابتها بعدد من التشنجات، بسبب المستويات العالية من التوتر والإجهاد النفسي الذي تسببه المشاكل الدائمة مع الجيران.

ولم تتوقف المخاطر التي من الممكن أن تصيب الإنسان بسبب مشاكله مع جيرانه، عند أمراض نفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر، أو أمراض خاصة بالصحة العقلية، بل تجاوزتها إلى أمراض عضوية، وعلى رأسها أمراض القلب، بسبب الإجهاد الدائم وارتفاع ضغط الدم.

وحثت الدراسة على ضرورة تفادي مشاعر الغضب التي تساهم في مضاعفات عديدة واحتمال بالإصابة بعدد من الأمراض التي تم ذكرها، وتعويض ذلك بإخبار الجيران عن مدى الازعاج الذي يسببونه، أو اللجوء إلى حلول قانونية للتخلص من ذلك الإزعاج، وبالتالي تفادي كبت مشاعر الغضب التي تتسبب في ارتفاع نسب التعرض للأمراض النفسية والعضوية. 



نقلاً عن شبكة الحياة الاجتماعبة