فؤاد عبدالواحد: نجوم الخليج ساعدوني وغنائي لحناً لمحمد عبده علامة في مشواري

محمود الرفاعي (القاهرة) 05 أغسطس 2018

يستعدّ الفنان اليمني فؤاد عبدالواحد، لتسجيل أغنيات ألبومه الغنائي الثاني الذي يقدمه مع شركة روتانا، بعد أن قدما معاً عام 2016 أول ألبوماته الغنائية، لكنه وعد جمهوره بأن الألبوم الذي يحضر له سيكون مفاجأة كبرى. يتحدث فؤاد لـ«لها»، عن أسباب نجاح أغنيته الجديدة «العز»، وعلاقته بشركة روتانا، ورفضه الاتجاه الى التمثيل مثلما فعل نجوم جيله في غالبيتهم، ورأيه المثير حول برامج المواهب الغنائية التي تخرج فيها، كما يكشف علاقته بأبناء جيله، وحقيقة ارتباطه العاطفي.

- هل كنت تتوقع أن تحقق أغنيتك الجديدة «العز» هذا النجاح كله؟

لم أكن أتوقع أن تحقق الأغنية هذا النجاح كله خلال الفترة التي طرحت فيها، هي واحدة من أفضل الأغنيات التي قدمتها عبر مسيرتي، لكن النجاح الذي حققته لم أكن أتوقعه، وهنا لا بد أن أشكر الشاعرة الرقيقة أصايل التي قدمت لي تلك الأغنية، وفي السابق عدداً كبيراً من الأغنيات الناجحة والهادفة، مثل «تعلم» و«شنطة غلا» و«محتار أنا» و«عيوني وانت فيها» و«قدر»، «يا راسم البسمة» و«لحظة». كذلك، أشكر الملحن المتميز البحر على الجمل اللحنية التي وضعها للأغنية، والتي كانت سبباً رئيسياً في نجاحها وانتشارها في منطقة الخليج والوطن العربي.

- لماذا فضلت أن تقدم أغنيتك السينغل في إطار إنساني مجتمعي وليس رومانسياً؟

الفنان بشكل عام، عليه أن يقدم أعمالاً وأغنيات تناقش الوضع الإنساني والمجتمعي الذي يعيش فيه، فنحن لا نعيش فقط من أجل الحب والزواج والارتباط والفراق، لكن هناك مشاكل اجتماعية مهمة في حياتنا لا بد أن نغني لها، ونظهر ما هو جيد فيها وما هو سلبي، لذلك أحببت في أغنية «العز» أن أتطرق إلى مشاكل الحياة، وأن العز والغنى اللذين يعيش فيهما الإنسان لا يتمثلان فقط بالمال والذهب، بل إن العز الحقيقي هو أن يكون مرتبطاً بشكل جيد مع أسرته وأصدقائه، وأن تكون لديه علاقات وصداقات قوية، وأشكر أخي ومدير أعمالي ناصر الجهوري على أنه كان سبباً في اختياري تلك الأغنية.

- لماذا أنت مقلّ في أعمالك الغنائية رغم أنك ظهرت على الساحة الفنية العربية والخليجية منذ سبع سنوات؟

لست مقلاً بدرجة كبيرة، لكنني أتأنى كثيراً في اختياراتي الفنية والغنائية، وأحب أن تكون كل أغنية لي هادفة وتترك بصمة واضحة لدى الجمهور، فأنا بقيتُ ست سنوات منذ انطلاقي في عالم الغناء، كي أطرح الألبوم الأول، والحمد لله، حينما طرح العام الماضي وتضمن وقتها ما يقرب من 20 أغنية، حققت كل واحدة منها فيه استحساناً كبيراً لدى الجماهير، وفضلت أن أختار عدداً من تلك الأغنيات وأصوّرها على طريقة الفيديو كليب. كما أنني بعد طرح الألبوم، صوّرت طيلة الفترة الماضية عدداً من الأغنيات السينغل بطريقة الفيديو كليب، ومنها أغنية «يا حب يا مسكين».

- هل بدأت التجهيز لألبومك الغنائي الثاني؟

فور وصولي الى مصر خلال زيارتي الأخيرة لها، بدأت فعلياً في وضع تصوّر لشكل الأغنيات والأعمال التي سأقدمها في ألبومي، لكي أبدأ في تسجيلها ووضع صوتي عليها خلال وجودي في القاهرة، وأعد جمهوري بأن الألبوم هذا سيكون نقلة في مسيرتي الفنية، كونه سيستمع إلى أعمال وأغنيات جديدة لم أقدمها من قبل، لكن يصعب عليَّ في الوقت الحاضر أن أكشف عن تفاصيلها، أو عمن سأتعاون معهم، كون كل اسم فيهم سيكون مفاجأة كبرى.

- لماذا أنت مبتعد عن تقديم الأغنية المصرية رغم شعبيتك الجيدة في القاهرة؟

أي فنان عربي يتمنى أن يقدم الأغنية المصرية، لأنها دائماً ما تكون كلمة السر والنجاح في حياة أي فنان أو مطرب، كما أنني أجد نفسي دائماً في الأغنية المصرية، لكن ما زلت أشعر بأن الوضع الذي أنا فيه الآن لا يسمح لي بغناء أي لهجة غير الخليجية، فأنا مازلتُ أخطو في إثبات مكانتي وقدراتي الغنائية في أداء الأغنية الخليجية، ربما بعد سنوات أفكر في تقديم الأغنية المصرية وأي لهجة أخرى، وللعلم أنا في حفلاتي دائماً ما أغني للأصوات المصرية القديمة، مثل أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وسيد مكاوي.

- مَن مِن الأصوات المصرية تحب الاستماع إليها؟

كل صوت جميل أحب الاستماع إليه، فأنا لست عاشقاً لصوت بعينه، أو لديَّ مطرب مفضل، لكن أي مطرب لديه أغنية جميلة وإحساس مرهف أحب الاستماع إليه، وهذا الأمر ليس متعلقاً بمصر فقط، إنما بأي فنان في الوطن العربي، وأرى أن الجماهير كافة عليها أن تفعل هذا الأمر، أي ألا تحب فناناً واحداً وتدعمه هو فقط، إنما تحب الأصوات الجميلة كافة وتدعمها، حتى يصير في وطننا العربي عدد كبير وهائل من الفنانين، فأنا مثلاً أحب كل الفنانين الخليجيين. وللأمانة، ساعدني عدد كبير منهم ووقفوا إلى جانبي طيلة فترة تخرّجي في برنامج «نجم الخليج»، وساندوني إلى الآن.

- ما تقييمك لدور شركة روتانا معك في إنتاج أعمالك الغنائية؟

أنا سعيد للغاية بتعاملي مع شركة كبيرة وعريقة مثل روتانا، وأتمنى أن أكون واحداً من أبنائها البارين بها. وللأمانة، الشركة توفر لي كل ما أحتاجه، ولا يوجد شيء طلبته منها لم توفّره لي، فهي لم تقصر معي أبداً، حتى أن علاقتي بالأستاذ سالم الهندي، رئيس الشركة، علاقة طيبة للغاية، ودائماً ما نكون على تواصل، وأتمنى أن يكون النجاح حليفاً لنا في الأعمال الجديدة التي نحضر لها خلال الفترة المقبلة، من ضمنها الألبوم الجديد، مثلما كان النجاح حليفاً لنا في الألبوم الأول الذي طرح العام الماضي.

- تضم شركة روتانا عشرات النجوم الكبار في سماء الأغنية العربية، فهل يمكن أن تتعاون مع أي اسم منهم؟

خلال خطتي المستقبلية التي أحضر لها، سأقوم بهذا الأمر، فأنا أتمنى أن أتعاون مع الأسماء الكبيرة كافة في الشركة، وأعتقد أن الأمر يحتاج إلى دراسة حتى يتم توافق الأصوات مع بعضها البعض، لكن ما يهمني قبل تعاوني مع الكبار، أن أكون كبيراً مثلهم، حينها سأفعل كل ما يحلو لي، علماً أنني خلال الفترة الماضية قدمت أعمالاً عديدة مع أسماء كبيرة، مثل أغنية «خصام الوقت» التي غنيتها من ألحان فنان العرب محمد عبده، والتي تعد علامة مهمة في مشواري الفني.

- هل يمكن أن تغني بغير العربية؟

أنا من محبي الأغنيات الهندية والتركية، ودائماً ما أرغب في الاستماع الى تلك الأغنيات وحفظ كلماتها، وترديدها بلساني، لكنني أغني فقط الأغنيات المشهورة التي حفظت كلماتها، إذ ليست لديَّ القدرة على تقديم أغنيات بلغات مثل التركية أو الهندية.

- ما تقييمك لبرنامج المواهب الغنائية المنتشرة حالياً على الساحة الفنية، بما أنك تخرجت في واحدة منها عام 2010؟

ربما يكون رأيي صادماً لجمهور تلك البرامج رغم أنني كنت واحداً من الفائزين فيها، فأنا أرى أن تلك البرامج أصبحت تفقد بريقها، كما أنها تترك المتسابق عقب انتهائها ولا تدعمه، فهي تتناسى كل من فاز فيها مع بداية كل موسم جديد، كما أن هناك ظلماً كبيراً يقع على عدد من المتسابقين خلال فترة البرنامج، وهو أن المتسابق دائماً ما يغني أغنيات لديها نجاحات في الشارع العربي، لذلك يأخذ دعماً من الجمهور على الأغنية وليس على موهبته، لذلك يظلم كثيراً حينما يخرج الى النور في ما بعد، ويقدم أغنيات خاصة، لذلك رسالتي التي أقدمها لكل المتسابقين في تلك البرامج هي أنه لا بد أن يشتغلوا على أنفسهم قبل انتهاء البرنامج الذي يشاركون فيه وبعده، كي لا يتوهوا في دوامة الحياة الفنية.

- ما الدروس التي تعلمتها من تجربة برنامج «نجم الخليج» واستفدت منها في مشوارك الفني؟

لا أنكر أن هناك دروساً تعلمتها من تجربة «نجم الخليج»، ربما أبرزها كيفية الوقوف على المسرح والغناء أمام جمهور كبير، وأيضاً فكرة التعامل مع الفرق الموسيقية وقدرتك على الإمساك بالميكروفون والغناء فيه من دون رهبة أو خوف، ربما يعتقد البعض أن هذه الأمور سهلة لكنها في الحقيقة صعبة للغاية.

- ألا تفكر في التمثيل؟

هناك مثل عربي قديم يقول «صاحب بالين كداب وصاحب ثلاثة منافق»، ولا أعني هنا أن الفنانين الذين يغنون ويمثلون كاذبون، لكنني أعرف مكانتي الفنية وأخطط لها، ورحم الله امرأً علم قدر نفسه، فأنا لا أفكر حالياً إلا في الغناء، وتثبيت قدميَّ بقوة في بلدان الخليج كافة، ثم الوطن العربي، وأحبذ أن أظل قادراً على إثبات نفسي في مكانتي الغنائية، وحالياً لا أشغل بالي بالتمثيل، ربما أقدمه فقط في أغنياتي المصورة، علماً أن جمهوري دائماً ما يشيد بأدائي فيها، لكن أفضل أن أظل أمثل فيها.

- هل تتواصل مع جمهورك عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

في الحقيقة، أنا مقل للغاية في التواصل الدائم مع جمهوري، ويعود ذلك الى انشغالي الدائم بعملي وهدفي لتقديم أفضل الأعمال وأجملها، فرغم أن لديَّ حسابات خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، إلا أن اهتماماتي تأتي أولاً لموقع تويتر ثم إنستغرام ثم سناب شات، وأكثر الأوقات التي أتفاعل فيها مع جمهوري عبر تلك المواقع عندما تكون لديَّ حفلة غنائية، أو سهرة فنية، فعندها أقوم بتشغيل الهاتف الخاص بي، وأقوم بتصوير نفسي أو تصوير الكواليس من حولي، لكي أجعل جمهوري المتابع لي يشاهد كل أعمالي الفنية في وقتها.

- متى سيعلن فؤاد عبدالواحد ارتباطه العاطفي؟

لا يوجد حب في حياتي، فأنا مرتبط حالياً بالفن، وهو كل حياتي وأنا أعشقه عشق جنون، بسببه أرتبط بجمهوري وبكل من يحبني، لذلك لا أفكر حالياً إلا في الفن، وكلما شعرت بأن الفن يجعلني متعلقاً أكثر بجمهوري، سأنشغل أكثر بتقديم كل ما هو جديد وجميل بالغناء، فلا يوجد أفضل من أن يكون لديك جمهور كبير ينتظر أعمالك وأغنياتك.