كارولين ماهر أصغر نائب في البرلمان المصري: أسعى لنشر الوعي بين السيدات لمكافحة التحرّش

نيرمين طارق (القاهرة) 04 أغسطس 2018

كارولين ماهر أو «القطة الشرسة» كما لقّبتها الصحافة العالمية، هي أول مصرية يتم تكريمها في قاعة المشاهير في الولايات المتحدة الأميركية، نظراً لما حصدته من ميداليات دولية في رياضة التايكوندو، وبعد اعتزال اللعبة أصبحت أصغر نائب في البرلمان المصري؛ لتدافع بروح الشباب عن حقوق ذوي الإعاقة والأيتام، إضافة الى ممارسة عملها في لجنة المرأة في الاتحاد الدولي للتايكوندو. «لها» التقت كارولين للتعرف على ما تسعى الى تقديمه للنساء في مصر في الفترة المقبلة.

- ما هي المشاريع التي تنوين مناقشتها تحت قبّة البرلمان في الفترة المقبلة؟

تقدمت بطلب الى رئيس البرلمان الدكتور علي عبدالعال لتعميم السياسة الداخلية لمكافحة التحرش، والتي أقرّتها وزارة الشباب والرياضة؛ من خلال وضع صناديق في النوادي ومراكز الشباب لتلقّي شكاوى ضحايا التحرش. فعند تعرض الفتاة للتحرش الجنسي داخل النادي، تتم معاقبة الجاني بوقف عضويته، أو وقفه عن العمل إذا كان من العاملين، ثم تتواصل إدارة النادي مع قسم الشرطة لملاحقة المتحرش قانونياً، وإذا تم تطبيق السياسة نفسها في كل الوزارات؛ ستكون هناك على سبيل المثال صناديق داخل المستشفيات؛ حتى إذا تعرضت المريضة أو الممرضة للتحرش فستتيح لها الصناديق الفرصة للحصول على حقها، لأن الخوف من دخول أقسام الشرطة للإبلاغ عن وقائع التحرش لا يزال يعتري عدداً كبيراً من الفتيات المصريات، كما أسعى لنشر الوعي بين السيدات؛ فلا بد من معرفة الفارق بين التحرّش والاغتصاب وهتك العرض.

- ماذا قدّم البرلمان الحالي للمرأة المصرية؟

البرلمان الحالي أقرّ قانوناً يساعد المرأة في الحصول على حقها في الميراث، من خلال معاقبة الشخص الذي يمنع شقيقته أو أي بنت في عائلته من حقوقها المادية، لكن ما زلنا نفتقر الى الوعي، فالفتاة التي لا تحصل على حقها لا تتقدّم بشكوى، لأن الثقافة في الصعيد والريف المصري تشوّه سمعة السيدة التي تلاحق عائلتها قانونياً وقضائياً، كما نعمل حالياً على إدخال المرأة سلك القضاء، وأتوقع أن نرى المرأة المصرية قريباً في المحكمة.

- هل تؤيّدين أم تعارضين اقتراح أحد النواب تأسيس مجلس قومي للرجل؟

الرجل المصري حاصل على حقوقه كاملة، لكن إذا تم تأسيس هذا المجلس فيجب ألا يكلّف الدولة أي ميزانية، لأن النساء أحق.

- كيف ترين وضع المرأة المصرية خلال السنوات القليلة المقبلة؟

المرأة المصرية قد تصل إلى منصب رئيس الوزراء، خاصة بعد زيادة عدد الوزيرات في الحكومة الحالية، فهناك 6 سيدات على رأس وزارات مهمة، لذا فإن منصب رئيس الوزراء ليس بعيداً من المرأة المصرية.

- هل تحلم كارولين ماهر بمنصب رئيس الاتحاد المصري للتايكوندو؟

فكّرت في الترشح في الانتخابات الأخيرة، لكنني تراجعت وأجّلت الفكرة؛ لأنه سيصبح من الصعب التوفيق بين عملي في البرلمان المصري وعملي في الاتحاد الإفريقي، هذا إضافة الى عملي مديراً للموارد البشرية في إحدى شركات السيارات الكبرى، وبين الاتحاد المصري للتايكوندو.

- ماذا ترغبين في تقديمه للألعاب الفردية في مصر من خلال قبّة البرلمان؟

أسعى حالياً لتقديم قانون يضمن حقوق اللاعبين والمدربين من الناحية المادية، فبطل اللعبة الفردية يكرّس حياته للرياضة؛ وبعد الاعتزال يجد صعوبة في الحصول على مهنة مناسبة، كما أن غالبية المدربين يعملون في الأندية من دون تأمين صحي أو اجتماعي، لذا لا بد من قانون لحماية الحقوق المادية لكل من يحترف الرياضة.

- ما الخطوات التي تصدّرت أولوياتك من خلال عملك عضواً في الاتحاد الإفريقي للتايكوندو؟

عندما تم تعييني في الاتحاد الإفريقي للتايكوندو؛ وضعت الأشخاص من ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة على رأس أولوياتي؛ حتى يتمكنوا من ممارسة اللعبة، وحالياً لدينا فريق باراليمبي يمارس اللعبة، لكن أعضاءه لم يشاركوا رسمياً في أي بطولة دولية، لأنهم لا يزالون في مرحلة الإعداد، وفي الفترة المقبلة سأحرص على أن يمارس اللاجئون التايكوندو، لأن الرياضة ستساعدهم على الاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها.

- ما سر اهتمامك بالأطفال في دور الرعاية؟

دور الرعاية في مصر تهتم بالطفل حتى يبلغ سن الـ 18، وبعد بلوغه هذه السن قد ينحرف إذا لم يجد مكاناً آمناً يعيش فيه، وهناك بعض رجال الأعمال يقدمون شققاً سكنية كتبرعات للأطفال الموجودين في دور الأيتام، لكن التبرعات لا تتناسب مع عدد الأطفال، لذلك تقدّمت بمشروع قانون يضمن لخرّيجي دور الرعاية الحق في الحصول على شقق من وزارة الإسكان، لكن من دون السماح لهم ببيعها، لأنهم في سن لا يدركون فيها أهمية المال أو أهمية الوحدة السكنية؛ كما ينص القانون على حصول الخرّيج على الوحدة السكنية بشرط أن يسدّد ثمنها بالتقسيط على سنوات، فليس من العدل أن يحصل على شقة مجاناً في وقت يعمل الشباب الآخرون بجد ويحلمون بالفرصة نفسها.

- ما رأيك في رفض المجتمع المصري ممارسة الفتيات للألعاب القتالية مثل التايكوندو والملاكمة؟

كل فكرة جديدة تخص المرأة تُرفض في البداية، فعلى سبيل المثال عمل المرأة كان مرفوضاً من قبل، لكن حالياً 33 في المئة من البيوت المصرية تعيلها نساء، وبعد الإنجازات الرياضية التي تم تحقيقها، مثل حصول هداية ملاك على الميدالية البرونزية في الأولمبياد، تغيرت الفكرة وأصبح إقبال البنات على التايكوندو ملحوظاً، وإذا رفضت الأسر أن تمارس فتياتها الألعاب القتالية أو السفر للمشاركة في البطولات الدولية؛ فيكون هذا الرفض بدافع الخوف، لكن لا بد من منح الفتاة الثقة على غرار أسرتي التي كانت تشجّعني على الدوام.

- ما أصعب موقف واجهك في مسيرتك الرياضية والمهنية؟

هناك العديد من المواقف الصعبة؛ كالظلم التحكيمي أثناء المباريات، لكن ليس هناك أصعب من المشكلة التي تعرضت لها؛ بحيث تم تبديل عيّنتي الخاصة بعينة أخرى، واتُّهمت بتعاطي المنشطات، لكن لجأت الى المحكمة الرياضية الدولية وحصلت على أكبر تعويض مادي على مستوى العالم.

- كيف يمكنك التوفيق بين عملك ونشاطك الاجتماعي وبين حياتك الشخصية؟

خطيبي متفهّم لطبيعة عملي في البرلمان؛ ولم يطلب مني التوقف عن العمل، وأنصح أي فتاة بأن تدرك أن العلاقة السويّة لا تشترط التنازل عن الأهداف والأحلام. ورغم شعوري بالإرهاق نظراً لنومي ساعات قليلة بسبب كثرة المسؤوليات، لكن ما زال لديَّ الكثير لتحقيقه.