يُعتبر تصميم الأزياء تجسيداً للفن الطليعيّ، وشكلاً من أشكال الفنون التي تتطوّر بفضل المخيلة. أفكار تعزّز الجرأة المتمثّلة بتكرار الرموز مع البحث عن كسر القواعد، حيث يبدو تصميم الأزياء في يومنا هذا عملاً تصوّرياً قبل كلّ شيء.

نجد أحياناً أنّ الأقمشة هي التي ترشد المشروع، ويتمّ تصنيعها في مشاغل قديمة لا يمكنها إنتاج سوى بضعة أمتار في الوقت نفسه، وقد يُطلب منها إدخال عنصر غير اعتياديّ أو اعتماد مهارة حرفيّة جديدة، كلّ مادة قادرة على الخضوع لتغييرات تعزّز تأثيراتها بشكلٍ غير متوقّع. في بعض الأحيان، تأتي الفكرة الأولية من الرغبة في إعادة ابتكار الأمور الاعتياديّة وأسلوب الأزياء تبعاً للمناسبات التي تفرض إيقاعها على حياتنا. التصاميم المترفة “أوت كوتور” هي القدرة على التمتّع بجودة فريدة، وجعل التحفة الفنية المثاليّة تتكيّف مع جسمنا. تتجسد الرؤية الإبداعية لـ”ماريا غراتسيا كيوري” في سلسلة من الأشكال والألوان والمواقف. وتعود المصمّمة هنا إلى المبادئ الأساسيّة، وتتصوّر بذلات نسائيّة تتحوّل فيها أكمام سترة “بار” إلى أجنحة الخفافيش. ويأتي تخطّي الأعراف الحقيقيّ من خلال الرجوع إلى قواعد الاستخدام وتغيير سياقها وإحداث انقلاب فيها.
في نظرة إلى مجموعة ديور تسحرنا فساتين السهرة من خلال الأقمشة المختلفة المكسّرة، أو من خلال التركيبات، وهي تتباين مع الصدارات البسيطة التي تقدّم تنافراً مفاجئاً. مجموعة من الإبداعات الفخمة والحميمة، المحافِظة والجريئة على حدّ سواء.