وداعاً سلطان الخير

المملكة العربية السعودية, الأمير سلطان بن عبد العزيز, الملك عبدالله بن عبد العزيز, رحيل, الحزن

02 نوفمبر 2011

وسط مشاعر الحزن والأسى ودعت المملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي والدولي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي غيبه الموت عن عمر يناهز 80 عاماً، ونعاه بيان للديوان الملكي السعودي وجاء فيه بحسب وكالة الأنباء السعودية: «ببالغ الأسى والحزن ينعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى فجر يوم السبت الموافق 24/11/1432هـ خارج المملكة إثر مرض عانى منه - يرحمه الله.

وإذ يعلن الديوان الملكي ذلك ليعزي الشعب السعودي في الفقيد، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجزيه خير الجزاء لما قدمه لدينه ووطنه. إنا لله وإنا إليه راجعون». وبفقده فقدت الأمة والعالم واحدا من أبرز القادة، وقد جند نفسه رحمه الله لخدمة دينه ووطنه وأمته والإنسانية جمعاء. عن وقفاته الإنسانية وأعماله الخيرة التي قدمها للعديد من أبناء شعبه والمجتمع العالمي تحدث العديد من الشخصيات من مختلف المجالات، كونه بحراً من العطاء وشمس حب لا تغيب. عن الراحل الكبير كان لنا هذا التحقيق ...


بدأ تشييع الأمير سلطان بن عبدالعزيز من مسجد الإمام تركي بن عبدالله في وسط العاصمة الرياض (الديرة) بعد الصلاة عليه عصر يوم الثلاثاء ، ودفن في أشهر وأقدم مقبرة في مدينة الرياض العاصمة الإدارية للسعودية، «العود» التي دفن فيها إخوانه الملوك سعود ( ١٣٨٨ هـ)، والملك فيصل ( ١٣٩٥ هـ)، والملك خالد(1402) والملك فهد ( 1425)،  إضافة إلى العديد من الأمراء من أنجال الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وغيرهم من المواطنين.

نشأ ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز منذ صغره ذكياً فذاً، عرف بحضور ديناميكي فاعل وكاريزما لافتة، وهو إلى جانب شخصيته الجريئة يتمتع بفعالية روحية تليق بدور السعودية البارز في العالم.

شغل منصب أمير منطقة الرياض، تم تولى وزارة المواصلات، وأشرف حينذاك على إنشاء شبكة سكك الحديد في بلاده، وحين كان وزيراً للزراعة في وقت لاحق باشر مشروع «حرض» الذي صمم لإعادة توطين كثير من قبائل البدو الرحل. وفي عام 1962 عين وزيراً للدفاع والطيران والمفتشية العامة، إضافة إلى رئاسته مجالس عدد من الوزارات والمصالح والهيئات. وكانت مساندته وآراؤه القيمة بالغة الأثر في مساعدة ملوك السعودية على تحقيق أهدافهم في مجالات التقدم والتصنيع والتربية.

شهدت القوات المسلحة بكامل فروعها البرية والجوية والبحرية وقوات الدفاع الجوي تطورات واسعة، إلى جانب ذلك أشرف الأمير سلطان بن عبد العزيز على تطوير الطيران المدني وترأس مجلس إدارة الخطوط السعودية، وفي 13 حزيران/يونيو 1982 صدر أمر ملكي بتعيين الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.

ومن الصعب حصر كل أعمال الأمير سلطان ومساهماته وحضوره اللافت والمميز وكل ذلك يحتاج إلى صفحات، فحياته حافلة بالعطاء. فقد اشتهر عنه منذ صغره وحتى غيابه ابتسامته الدائمة وقلبه الكبير الذي حمل حباً للناس الذين بادلوه المشاعر نفسها، ليكون «سلطان الخير» صفة أطلقت عليه وهي إحدى خصاله.


مواقفه
الحازمة والشجاعة لردع العدوان عن المملكة والدول العربية

اشتهر ولي العهد السعودي الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمواقفه الحازمة والحادة في ردع العدوان على المملكة والدول العربية، إذ وقعت أحداث خطيرة كان له دور بارز ومباشر فيها. وفي عام 1967، عندما نشبت الحرب بين إسرائيل والدول العربية المجاورة لها، سارعت القوات المسلحة السعودية إلى إعلان التعبئة العامة وتحركت القوات البرية بأسلحتها للمساندة الكاملة واحتلت المواقع الأمامية على طول ساحل خليج العقبة واتخذت مراكزها العسكرية المقررة لمساندة أشقائها العرب.

وعند اندلاع حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973 صدر أمر التعبئة للقوات المسلحة السعودية، وتحركت القوات السعودية في اليوم التالي 7 تشرين الأول/أكتوبر 1973 إلى الجبهة السورية واستمر تدفقها على الجبهة بضعة أيام بلياليها، واتخذت مواقعها في الجبهة واشتبكت مع العدو فور وصولها، وصدت هجوماً كان العدو قد شنه في القطاع الذي تمركزت القوات السعودية فيه ظناً منه أنه خال من القوات العربية. وعندما وقع العدوان الصدامي على الكويت في 2 آب/أغسطس 1990، سارعت القوات السعودية لإعلان الطوارئ وطلبت المملكة المساندة من الدول الشقيقة والصديقة تجاه العدوان العراقي، وتم تشكيل قيادة للقوات المشتركة ومسرح العمليات، وتضم هذه القوات قوات من المملكة العربية السعودية والدول الشقيقة والصديقة وتم التنسيق بينها وبين القوات الأميركية والأوروبية حتى تم تحرير الكويت. وتولى القيادة الفريق الركن الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز.


المناصب
التي تقلدها

تقلد الأمير سلطان بن عبدالعزيز عدداً من المناصب منذ عهد والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وهي:

  • أمير الرياض في 1 ربيع الثاني 1366هـ الموافق 22 شباط/فبراير 1947م.
  • وزير الزراعة في 18 ربيع الثاني 1373هـ الموافق 24 كانون الأول/ديسمبر 1953م.
  • وزير المواصلات في 20 ربيع الأول 1375هـ الموافق 5 تشرين الثاني/نوفمبر 1955م.
  • وزير الدفاع والطيران في 3 جمادى الآخرة 1382هـ الموافق 21 تشرين الأول/ أكتوبر 1962م.
  • النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء في 21 شعبان 1402هـ الموافق 13 حزيران/يونيو 1982م، إضافة إلى مسؤولياته وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام.
  • ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء في 26 جمادى الثانية 1426هـ الموافق 1 آب/أغسطس 2005م، إضافة إلى مسؤولياته وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام.


أعمال
الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخيرية

للأمير سلطان بن عبدالعزيز سجل حافل بأعمال الخير في الداخل والخارج. وتم تحويلها إلى عمل مؤسسي تشرف عليه جهات خيرية متخصصة، تنظيماً لأعمالها وضماناً لاستمرارها. ومن أبرز تلك الجهات، مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية وهي مؤسسة غير ربحية ينفق عليها الأمير ولها أهداف إنسانية واجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، ودعم الأبحاث في مجال الخدمات الإنسانية والطبية والعلوم التقنية ويأتي تحتها عدد من المشاريع والمؤسسات المختلفة منها مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية.

أما لجنة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الخاصة للإغاثة فتهدف إلى تقديم خدمات إنسانية وإغاثية طارئة. بدأت في دولة النيجر عام 1998 بتوجيه من الأمير سلطان بن عبدالعزيز باسم اللجنة الخاصة للإغاثة في النيجر، ثم ضمت إليها مالي عام 1419هـ (1999) وامتد عملها عام 1421هـ (2000) إلى تشاد وأثيوبيا وملاوي وجيبوتي ودول أخرى، وكانت اللجنة تسيّر القوافل الإغاثية والطبية العامة لمكافحة الأمراض الشائعة، مثل الملاريا والعمى، كما أقامت عدداَ من المشاريع التنموية والاجتماعية والصحية، منها حفر الآبار، وبناء المدارس والمكتبات العامة والمساجد والمستشفيات ومراكز غسل الكلى.


أبرزالكراسي والبرامج العلمية

دعم الأمير سلطان بن عبدالعزيز ورعى عدداً من الكراسي والبرامج والجوائز العلمية منها:

  • كرسي الأمير سلطان للتوعية الصحية وتدريب المعلمين في اليونسكو، وتأسس في آذار/مارس 2001.
  • كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز في هندسة البيئة بقسم الهندسة المدنية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وهو أول الكراسي والبرامج والجوائز العلمية في الجامعة.
  • كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لتقنية الاتصالات والمعلومات في جامعة الملك سعود.
  • كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للبيئة والحياة الفطرية في جامعة الملك سعود.
  • كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية المعاصرة في جامعة الملك سعود.
  • كرسي جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في جامعة الملك سعود.
  • كرسي مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية لذوي الحاجات الخاصة في جامعة الملك سعود.
  • الكرسي العلمي للأقليات الإسلامية في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة.
  • كرسي الأستاذية لأبحاث الطاقة والمياه في جامعة الأمير محمد بن فهد في المنطقة الشرقية.
  • برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للدراسات العربية والإسلامية في جامعة بركلي بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية، ويهدف إلى تعليم اللغة العربية والشريعة الإسلامية، ودعم الباحثين الزائرين والخريجين وطلاب الدراسات العليا والمهتمين بدراسة المواضيع التي تهم العالمين العربي والإسلامي، بما في ذلك اللغة والتاريخ وعلم الاجتماع وعلم الجنس البشري وغير ذلك من العلوم. كما يهدف البرنامج إلى التعريف بمبادئ الإسلام السمحة لتقريب وجهات النظر بين الشرق والغرب.
  • برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتعاون الأكاديمي والثقافي مع جامعة أكسفورد لتقديم المنح الدراسية للطلبة السعودية لدراسة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في مجال العلوم الإنسانية.
  • برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز لدعم اللغة العربية في منظمة اليونسكو.
  • برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز للتربية الخاصة في جامعة الخليج العربي في البحرين لإعداد المتخصصين في مجال التربية الخاصة وتأهيلهم.
  • مركز الأمير سلطان للنطق والسمع في مملكة البحرين ويهدف إلى تأهيل ذوي الإعاقات السمعية.
  • مركز الملك عبدالعزيز لدراسات العلوم الإسلامية في جامعة بولونيا في إيطاليا، ويعنى بدرس العلوم الإسلامية والتاريخ والفلسفة واللغة العربية واللغات الشرقية.
  • مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء في جامعة الملك سعود.
  • جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه في جامعة الملك سعود.


دعمه لحفظ القرآن الكريم

أولى الأمير سلطان بن عبدالعزيز اهتماماً عظيماً بخدمة كتاب الله الكريم والتشجيع على حفظه وتجويده وتدبر معانيه من مختلف أقطار العالم وذلك من خلال دعمه للمسابقات الخاصة بحفظ القرآن الكريم ومنها:

  • جائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم.
  • جائزة الأمير سلطان الدولية لحفظ القرآن الكريم للعسكريين.


دعم المشاريع العلمية والبحثية

امتداداً لإيمان الأمير سلطان بن عبدالعزيز بأهمية البحث العلمي ودوره في خدمة الإنسانية، دعم الأمير سلطان العديد من المشاريع العلمية والبحثية في الداخل والخارج منها:

  • دعم جامعة الأمير سلطان الأهلية في الرياض.
  • دعم كلية دار الحكمة للبنات في جدة.
  • دعم مشاريع أبحاث الإعاقة ومراكز المعاقين.
  • دعم مراكز أبحاث وعلاج أمراض القلب.
  • دعم أبحاث الشيخوخة والخرف في جامعة الملك سعود بالرياض.
  • دعم صندوق الحياة الفطرية.
  • دعم مشروع إعداد أطلس الصور الفضائية للمملكة العربية السعودية.
  • تأسيس مركز الأمير سلطان الحضاري في حائل.
  • رعاية مشروع الأمير سلطان بن عبدالعزيز للمحافظة على الصقور.
  • إنشاء مدارس روضة الأجيال في فلسطين.
  • دعم مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة بمبلغ 10 ملايين ريال سنوياً.
  • دعم جامعة الأمير فهد بن سلطان بمنطقة تبوك.
  • دعم جامعة الملك سعود بمبلغ 10 ملايين ريال سنوياً.
  • دعم المدرسة السعودية للأيتام في باكستان.
  • دعم المشروع الطبي (بكشجري) في باكستان.
  • دعم مركز معالجة الأمراض السرطانية في المغرب.
  • دعم جامعة الأزهر في مصر.
  • دعم مآوٍ للبنات في الفيليبين.
  • دعم المركز الإسلامي في اليابان.
  • دعم المجلس الأعلى للمساجد في ألمانيا.
  • دعم المؤسسة الثقافية في جنيف.
  • دعم الهيئة العربية العليا في فلسطين.
  • دعم مشروع الموسوعة عن القضية في فلسطين.
  • دعم مركز سلطان لجراحة المناظير في كوسوفو.
  • دعم وتمويل برنامج الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمي للمنح البحثية والمتميزة في جامعة الملك سعود.
  • تمويل ودعم الجمعية السعودية للاقتصاد والجمعية السعودية للإعلام والاتصال بجامعة الملك سعود.
  • دعم الكراسي العلمية في جامعة الملك سعود بمبلغ 50 مليون ريال سعودي.
  • دعم عدد من الجمعيات والفعاليات العلمية في جامعات السعودية.