الثقافة المصرية ضيف الشرف...

ثقافة, حضارة, نجيب محفوظ, معرض أبو ظبي للكتاب, مؤتمر, محمد التركي

29 نوفمبر 2011

حلّت الثقافة المصرية ضيف شرف على الدورة الثلاثين لمعرض تركيا الدولي للكتاب من 12 إلى 20 تشرين الثاني/نوفمبر.
وشهد افتتاح الجناح المصري في المعرض حضوراً إعلامياً لافتاً، ونجحت «فرقة النيل للآلات الشعبية»، بقيادة المخرج عبد الرحمن الشافعي، في سرقة الأضواء بفقراتها المميزة.

قال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إن مشاركة مصر كضيف شرف في معرض إسطنبول الدولي للكتاب تعدّ حدثاً مهماً في تاريخ العلاقات بين البلدين.
وأضاف خلال ندوة في إطار المعرض، أن هذه الخطوة كان يجب أن تتم قبل ذلك بكثير، ورأى أنه لابد من تنشيط حركة الترجمة بين البلدين، على أن يكون ذلك من خلال اللغة الأم، العربية أو التركية، وليس من خلال لغة أوروبية وسيطة، كما حدث مثلاً مع أعمال نجيب محفوظ.
وقال أوغلو، التركي الذي تلقّى تعليمه الجامعي في مصر، إن الروابط بين مصر وتركيا ليس لها مثيل في أي حضارة أخرى، مشيراً إلى أن السينما المصرية كانت أكثر تطوراً من نظيرتها التركية، وكان المشاهد التركي يتابع الأفلام المصرية في النصف الأول من القرن الماضي، وأنتج بعض نجومها، مثل فريد شوقي، أفلاماً تركية مصرية.
والآن يتابع كثير من المصريين المسلسلات التلفزيونية التركية بشغف. ولاحظ أن الكلمات المشتركة بين اللغتين العربية والتركية أكثر من أن تُحصى، إضافة الى التشابه والتقارب في الفن المعماري، وفي أسلوب الحياة وطبيعة الأكل، وهو ما يترجم عملياً قوة العلاقة بين الشعبين.

وجدان مشترك
ومن جانبه قال الكاتب المصري جمال الغيطاني، خلال الندوة نفسها، إن تركيا لعبت دوراً كبيراً في نشر الحضارة الإسلامية، كما أن قوة العلاقة بين الشعبين يمكن أن تكتشفها عندما ترى التطابق في تفاصيل الحياة اليومية.
وقال إنه يمكن الحديث عن وجدان مشترك للشعبين تراه فى كل شيء حتى في تطابق المطبخين المصري والتركي. وطالب بتأسيس مشروع للترجمة لنشر التراث المشترك بين البلدين، مشيراً الى أن كلا البلدين يحتفظ بأرشيف فريد، لابد من إتاحته للباحثين والمهتمين.
وأكد وزير الثقافة المصري الدكتور عماد أبو غازي، خلال افتتاح الجناح المصري في المعرض، ضرورة إعطاء دفعة لنشاط الترجمة بين اللغتين العربية والتركية من أجل فهم أفضل بين الشعبين اللذين ينتميان الى ثقافتين بينهما الكثير من القواسم المشتركة.
ومن جانبه رحب وزير الثقافة التركي أرتوغرول جوناي بقرار إدارة المعرض أن تكون مصر هي ضيف شرفه في دورته الثلاثين، مشيراً الى أن ذلك سيساهم في إكساب المعرض صفته الدولية للمرة الأولى.
وشارك في المعرض وفد ثقافي مصري، يضم كلا من الغيطاني والكاتبين إبراهيم أصلان ومحمد سلماوي والشاعر أحمد الشهاوي والروائية مي خالد وأستاذ التاريخ محمد عفيفي ومدير المركز القومي للترجمة فيصل يونس ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أحمد مجاهد.
وتحدث الروائي إبراهيم أصلان عن رحلته مع عالم الإبداع والكتابة، وتناول بالشرح العلاقة بين فيلم «الكيت كات» الذي يعد علامة فارقة فى تاريخ السينما المصرية، وبين النص المكتوب في الرواية التي أبدعها تحت عنوان «مالك الحزين».
وقال إنه مهموم بمتابعة تفاصيل الحياة اليومية للمصريين، لأنه يغزل منها مشاهد أعماله الأدبية. وعُرض على هامش المشاركة المصرية فيلم «الكيت كات»، وهو من إخراج داوود عبد السيد وبطولة محمود عبد العزيز، مترجماً الى اللغة التركية.
وتحدثت الروائية مي خالد عن تجربتها مع الكتابة، وكيف كانت حادثة كسر رقبة دميتها نقطة فاصلة فى حياتها، عندما لم تستطع أن تعرف منها من فعل ذلك بها، فقررت أن تغزل الحكايات وتصنع الشخصيات التي لا تموت.
وقالت إنها تؤمن بما علّمته لها جدتها عن أن السينما هي مفهومها الأول للرواية، مشيرة الى أن «لذة التدوين تتحوّل أحيانا الى لعنة، إضافة الى لعنة تراود بعض الأدباء، تسمى هوس العري النفسي، بخلع كل سواتر الروح وتحرير النفس من الأغطية السميكة، وأسميها نداهة الحكي، ويسميها البعض الآخر الراوي».
وتضمنت المشاركة المصرية معرض صور تحت عنوان «سجل يا زمان»، يضم 350 صورة تسجل أحداث ثورة «25 يناير»، وفي ذروتها تنحي الرئيس السابق حسني مبارك يوم 11 شباط/فبراير الماضي.