يسرا اللوزي: أفعل المستحيل لأنفّذ وعودي لابنتي

نورهان طلعت (القاهرة) 19 أغسطس 2018

فاجأت النجمة يسرا اللوزي جمهورها بظهورها بشكل مختلف بعيد عنها تماماً، من خلال شخصية «هدى» التي قدمتها في مسلسل «بالحجم العائلي» في رمضان الماضي. وفي حوار خاص مع «لها»، تتحدث يسرا عن سر «اللوك» الجديد الذي ظهرت به في المسلسل، وأدائها المتميز الذي أشاد به الجميع، كما تكشف حقيقة المشاكل التي واجهت نجوم العمل في أثناء تصويره، وتوضح سبب مشاركتها في عمل واحد هذا العام، وكيف ابتعدت عن ابنتها «دليلة» لثلاثة أشهر، والأزمات التي تواجهها مع متابعيها على مواقع التواصل، وتبوح بالكثير من أسرارها الخاصة.

 

- تظهرين للمرة الأولى بشخصية ذات ملامح صارمة في مسلسل «بالحجم العائلي»، ما الذي حمّسك له؟ 

بعد مشاركتي في مسلسل «عائلة الحاج نعمان» الذي عُرض خارج موسم رمضان، أدركت أن الدراما الرمضانية هذا العام ستكون مختلفة كثيراً عنها في السنوات الماضية، بسبب المشاكل في الإنتاج، وتوقف الكثير من الأعمال، فقررت عدم المشاركة، إلا إذا وجدت عملاً جيداً مع مخرج كبير ودور يُخرجني من ملامح الفتاة الطيبة والبريئة، لأنني أرغب في التغيير وبعد أن عُرض عليَّ سيناريو مسلسل «بالحجم العائلي»، وعرفت أن هالة خليل ستقوم بإخراجه، ويحيى الفخراني ببطولته، وتأكدت من أنني سأُقدّم فيه شخصية امرأة ناضجة وكبيرة في السنّ، فما كان مني إلا أن وافقت عليه، رغم القلق الذي انتابتني في تلك اللحظة.

- ولماذا القلق؟

قلقتُ لأنني لم أكن أعرف في البداية الطريقة التي سأُقدّم بها هذه الشخصية، فجلست مع هالة خليل، ورسمنا الخطوط العريضة للدور، وأعدت تصوير الكثير من مشاهدي حتى أجدت تقديم الشخصية، خاصةً أنها شخصية صعبة ومعقّدة ولها أسلوبها في الكلام، وتعامل ابنتها بقسوة شديدة، لكن بعد أن تقدّمنا في مراحل التصوير، أصبحت الشخصية سهلة، وعرفت كل تفاصيلها.

- ما ردود الفعل التي جاءتك فور عرض المسلسل؟

من خلال السوشيال ميديا، وخاصة «فايسبوك»، و«تويتر»، تلقيت ردود فعل إيجابية تشيد بطريقتي في التمثيل، وظهوري بشكل مختلف تماماً، كما شغل اللوك الخاص بـ«هدى» حيزاً كبيراً من اهتمام الجمهور، وإن كنت أفضّل أن يكون التركيز على المجهود المبذول في العمل.

- لكن البعض علّق على ظهورك في هذا العمل أكثر خبرةً وموهبةً، فما الذي أزعجك؟

«هدى» شخصية ليست طيبة ولا سيئة، ويحار المشاهد في ما إذا كان يحبها أو يكرهها، وتتضمن أبعاداً كثيرة، لذلك كنت أفضل أن يولوا اهتماماً لتفاصيل الشخصية بدلاً من مبالغتهم في الحديث عن «اللوك» الجديد.

- لكن قَصّة شعرك الجديدة صدمت جمهورك فبالغوا في الحديث عنها، لماذا لجأت الى هذا اللوك؟

بعد الانتهاء من مسلسل «عائلة الحاج نعمان»، كنت أنوي قصّ شعري بسبب التلف الكبير الذي لحق به نتيجة فرده طوال فترة التصوير، وفي أثناء التحضيرات لشخصية «هدى»، رغبت المخرجة في أن أظهر بشعر طويل مسترسل، واشترينا «باروكة»، لكن أدركنا أن ظهوري بها سيُبقي على ملامح وجهي البريئة، ولن يكون هناك أي اختلاف، وفور قيامي بقصّ شعري في محاولة مني لعلاجه والاعتناء به، أعجبها «اللوك» الجديد، ووافقت على ظهوري به، وبالفعل كان اللوك مناسباً لهذه الشخصية.

- للمرة الأولى تشاركين يحيى الفخراني عملاً كوميدياً، حدّثينا عن تجربتك في هذا العمل؟

ما يميز هذا العمل هو أنه يناقش قضايا بإطار كوميدي بعيداً من الإيفيهات أو المبالغة، وأنا لا أجيد هذه النوعية من الأعمال ولا أفضلها، خاصةً أن عمرها الافتراضي قصير، لكن الجيد في هذا العمل هو المواقف التي تضحك الجمهور وتناقش في الوقت نفسه قضية تهمّ كل شخصية، وهذا العمل يذكّرني دائماً بفيلم «هاتولي راجل»، الذي تخللته مواقف درامية تضحك الجمهور بعيداً من الابتذال.

- ما التحديات التي واجهتك في شخصية «هدى»؟

التحدي بالنسبة إليّ كان في اختلاف الشخصية، وبُعدها عن الأدوار التي قدّمتها من قبل، والتفكير في طريقة تقديم الشخصية هو أكثر يجذبني إليها.

- حدّثينا عن كواليس تصوير المسلسل في مرسى علم؟

لم نكن في رحلة ترفيهية كما يعتقد البعض، بل عانينا صعوبات كثيرة، فمدينة مرسى علم تختلف بطبيعتها عن الغردقة أو شرم الشيخ. صحيح أننا كنا نصوّر في منتجع رائع، لكنه أشبه بالمنفى، بسبب ابتعاده عن أي مرفق حيوي، إضافة إلى غيابنا عن منازلنا لثلاثة أشهر كاملة، وانهماكنا طوال الوقت بتصوير مشاهدنا.

- قيل أنك تعرضت لإصابة خطرة في قدمك في أثناء التصوير...

تعرّضت فعلاً لتمزّق في أربطة القدم في أثناء التصوير، وتم وضعها في جبيرة، وعانيت صعوبة في الحركة، وكان من المفترض أن أخضع لجلسات من العلاج الطبيعي، لكنني للأسف لم أتمكن من ذلك بسبب الالتزام بالتصوير في مرسى علم.

- أكد البعض وجود مشاكل وخلافات كثيرة في هذا المسلسل، فهل هذا صحيح؟

هذا الكلام عارٍ عن الصحة، فلم تكن هناك أي مشكلة بين أبطال العمل، لكن بُعد المسافة بين مرسى علم والقاهرة حال دون تنفيذ بعض الأفكار التي كانت ترغب بها مخرجة العمل، كأن يتطلب أحد المشاهد أغراضاً بشكل مفاجئ ولم يكن متفقاً عليها مسبقاً مع جهة الإنتاج، فيتم التغاضي عنها بسبب التصوير في منطقة نائية وصعوبة إحضار هذه الأغراض، وهذا خلق نوعاً من التخبط والمشاكل البسيطة.

- هل تشعرين بالرضا عن نِسب المشاهدة التي حققها المسلسل؟

واصلت تصوير مشاهدي في المسلسل طوال شهر رمضان، وبالتالي لم أتعرّف على آراء الجمهور الذي أصادفه في الشارع، لكن وصلتني ردود فعل إيجابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وآراء تشيد بالعمل لتميّزه وابتعاده عن مشاهد العنف والقتل التي تطغى على أغلب الأعمال، مما يؤكد أن الجمهور كان يرغب في مشاهدة عمل كوميدي جيد وخفيف بعد صيام يوم طويل.

- هل بقاؤك في مرسى علم لأشهر عدة هو السبب في مشاركتك في عمل واحد فقط هذا العام؟

عُرض عليَّ أكثر من عمل لأشارك في بطولته، لكن ظروف هذا العمل لم تسمح إلا بالمشاركة فيه فقط، فتكفي مواظبتي على التصوير 3 أشهر في مرسى علم، كما أنني طوال مشواري الفني لم أشارك في عملين إلا في موسم واحد، وهو العام الذي شاركت فيه ضيفة شرف في مسلسل «خطوط حمراء»، وظهرت في مسلسل «فيرتيغو»، والعام الماضي شاركت في مسلسلَي «الحلال» و«طاقة القدر»، بسبب الاختلاف بين الشخصيتين، فالاختلاف والتجدد شرط للموافقة على المشاركة في عملين في موسم واحد.

- لاحظ البعض تقارباً في مستوى الأعمال هذا العام، ولم ينجح عمل واحد في التفرّد بإعجاب الجمهور، ما رأيك؟

أوافقهم الرأي، فكل عام تكون أغلب الأعمال في مستوى واحد، والأهم هو متابعة الجمهور للعمل، وعدم شعورهم بالملل بعد مشاهدة أكثر من حلقة منه، والاهتمام بمشاهدته عند عرضه بعد أكثر من عام.

- ما رأيك بالأخطاء الكثيرة التي رصدها رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الأعمال الفنية المعروضة هذا العام؟

للأسف، لم أشاهد أي عمل فني هذا العام، وحتى حالياً لا يمكنني متابعة أي مسلسل بسبب ضيق الوقت، وإذا كان لديّ متسع من الوقت فأُفضل أن أكون الى جانب ابنتي وعائلتي، لابتعادي عنهم طوال الفترة الماضية، وما أتابعه من آراء حول الأعمال يكون من خلال أصدقائي على صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي.

- كيف صبرت على بُعادك عن ابنتك «دليلة» طوال مدة تصوير المسلسل؟

زارتني «دليلة» في مرسى علم أكثر من مرة، وأنا عدت مراراً الى القاهرة من أجلها، كما كنا نتحدث عبر مكالمات الفيديو حتى أطمئن عليها.

- لماذا ابتعدت عن السينما طوال الفترة الماضية؟

لا أعرف السبب، هناك أفلام جيدة يتم إنتاجها كل عام، لكن للأسف عددها قليل للغاية، ومن النادر أن تعرض عليَّ أفلام جيدة وتناسبني.

- هل تحلمين بالوصول الى العالمية مثل أغلب نجوم جيلك؟

قدّمني الفنان خالد أبو النجا للمشاركة في أكثر من فيلم أميركي، عندما كان يُطلب منه ترشيح فنانة عربية لفيلم أجنبي، لكن دائماً تواجهني أزمة، وهي طلبهم فنانة تتميز بملامح عربية، وبالنسبة إليهم ملامحي أجنبية أكثر منها عربية. لذا فأنا لا أناسبهم.

- هل ترين أن السوشيال ميديا أصبحت تشكل أزمة للفنان؟

ليس للفنان وحده بل لعامة الناس، بحيث أصبحت هذه المواقع تشكّل سلاحاً للشخص الفاشل، فيسعى لهدم أي شخص ناجح، خاصةً بعدما انتشرت فكرة قراءة التعليقات، وأصبح للفاشلين الحق في السخرية من أي شخص وانتقاده وشتمه، وبالتالي إسداء النصائح بأسلوب قد يؤثر سلباً في الآخرين.

- هل تتأثرين بهذه التعليقات الى هذا الحد؟

أقنع نفسي دائماً بضرورة عدم التأثر بأي تعليق سلبي، لكن أحياناً أقول «صباح الخير»، فأتلقى وابلاً من الشتائم من دون أن أجد سبباً للهجوم فأتعجب مما يحدث.

- تشاجرت مع أحد متابعيك على «إنستغرام»، ما السبب؟

نشرتُ ذات يوم إحدى صوري العادية بدون ماكياج، فعلّق عليها أحدهم بالقول: «لا قيمة لك بلا ماكياج»، فرددتُ عليه بأن قيمة الإنسان في أخلاقه وليست في شكله.

- ما أسوأ موقف تعرّضت له؟

لا أتذكر أي موقف سيئ في الوقت الحالي.

- وما أسعد لحظات حياتك؟

عندما قالت لي ابنتي «دليلة» كلمة «أحبك»، فنطقتها بعفوية شديدة حين كنت أربط لها حذاءها قبل خروجنا من المنزل، فهذه الكلمة ستبقى محفورة في ذهني ولا يمكن أن أنساها أبداً.{

- هل أدركت ابنتك «دليلة» أنك أصبحت فنانة مشهورة وتحرص على متابعتك؟

هي تشاهدني عبر التلفاز، ورافقتني مراراً الى موقع التصوير، وأصبحت تتفهّم الأمور وتفرح لرؤيتي في أي عمل فني.

- ما الذي تحرصين على تعليمها إيّاه حالياً؟

أربّيها تربية سليمة، فما أقوله لها لا بد من أن أنفّذه مهما حدث، ولم أكذب عليها يوماً في حياتي، فظروف عملي وغيابي عنها لفترات طويلة، أجبرتني على تعزيز الثقة في ما بيننا.

- هل تتأثر بطول غيابك عنها؟

بالتأكيد تتأثر، لكن أصبحت هناك ثقة كبيرة بيننا، فعندما أعدها بشيء ويحدث لي ظرف طارئ، أفعل المستحيل حتى أنفّذ وعدي لها.

- إلى أي مدى تشعرين أنك متصالحة مع نفسك؟

المتصالح مع نفسه يحاول دائماً إرضاء الجميع، لذلك يكون الموضوع متعباً ومرهقاً بالنسبة إليّ.

- أنت من برج الأسد، ما أهم صفات مواليد هذا البرج؟

يتميز أصحاب هذا البرج بحبهم للشهرة والأضواء، لكنني لا أحب أن تسلَّط الأضواء عليَّ، فهذا يوتّرني كثيراً، وهو ما أشعر به إذا تواجدت في أي مهرجان، ومواليد برج الأسد ليسوا أقوياء كما يردّد البعض.