عاصي الحلاني: هذا موقفي لو طلبت مني شيرين لحناً

محمود الرفاعي (القاهرة) 26 أغسطس 2018

أحيا النجم عاصي الحلاني حفلة غنائية كبيرة في القاهرة احتفالاً بثورة 30 يونيو، وذلك بعد أسابيع من طرحه أغنية وطنية لمصر بعنوان “نسايم الحرية”، والتي أهداها الى الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي لفوزه بولاية ثانية. “لها” التقت عاصي خلال وجوده في مصر، ودار بينهما هذا الحوار الذي تطرق فيه إلى أسباب إصراره على إحياء حفلة سنوية في مصر، وطرحه لأغنية “نسايم الحرية”، وعودته لتقديم الأغنية المصرية في ألبومه الجديد، وعلاقته بالفنانة شيرين عبدالوهاب وموقفه من التلحين لها.

- لماذا تصر سنوياً على إحياء حفلة غنائية في مصر؟

هذه الحفلة بدأت فكرتها منذ ما يقارب الست سنوات، وهي من أجل دعم السياحة المصرية، بعد أن مرت مصر بفترة عصيبة بسبب الأحداث السياسية التي تعرضت لها، وكنت من أوائل الداعمين لتلك الفكرة، والحفلة الأولى التي أحييتها هناك حققت نجاحاً غير مسبوق، ومن يومها أصبحت الحفلة تُقام سنوياً في مدينة شرم الشيخ لدعم السياحة المصرية، وتتميز حفلة مدينة شرم بأنها تضم المصريين وكل الجاليات العربية، فدائماً أقابل اللبنانيين والسوريين والأردنيين والفلسطينيين في الحفلة، علماً أنني أحب الغناء في كل مدن مصر ومحافظاتها، فمنذ شهرين أحييت حفلة كبيرة في دار الأوبرا المصرية، ومن وقت لآخر أسعى لإقامة حفلات عامة.

- البعض استغرب غناءك للرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي في حفلتك الأخيرة...

أنا من الشخصيات التي تحب الرئيس المصري عبدالفتّاح السيسي، وأرى أنه رجل المرحلة الزمنية التي نعيش فيها،  حيث استطاع أن يعيد مصر الى سابق عهدها، وتمكّن بحكمته وتفكيره من أن يلمّ شمل المصريين من جديد، فأهم ما يميز السيسي هو حبّه لبلده وإيمانه بقوة جيشه، ولهذا استطاع أن يعبر بمصر إلى بر الأمان،  كما أنني غنّيت للسيسي في الحفلة احتفالاً بانتخابه للمرة الثانية رئيساً لمصر، وكلبناني أتمنى لمصر أن تنعم بالأمن والاستقرار، لأن مصر هي نقطة ارتكاز المنطقة العربية، ولو تعرّضت لأي أزمة سيتأثر بها الوطن العربي كله.

- ولماذا صوّرت أغنية وطنية لمصر بعنوان “نسايم الحرية”؟

منذ فترة، عرض عليَّ صديقي الشاعر المصري غانم جاد شعلان، أغنية وطنية مصرية بعنوان “نسايم الحرية”، فأعجبتني فكرتها ولم أكن مستعداً لتسجيلها بشكل احترافي، ولكنني غنّيتها في حفلتي الأخيرة في دار الأوبرا المصرية، وقتها كانت ظروف الأغنية مناسبة للحالة التي تعيشها مصر من حيث تكاتف الشعب المصري ضد الأيادي الفاسدة، كما أحببت أن أصوّر الأغنية بعد نجاح الرئيس السيسي وانتخابه للمرة الثانية رئيساً لمصر.

- ما الأماكن التي صوّرت فيها الكليب؟

تم التصوير مع المخرج جميل جميل المغازي، في القلعة وكورنيش النيل وفي عدد من شوارع القاهرة.

- لكن لماذا ابتعدت خلال السنوات الأخيرة عن تقديم الأغنية المصرية؟

لا أؤمن بأن هناك جنسية للأغنية العربية، فأنا أحب تقديم الأغنيات الناجحة مهما اختلفت لهجتها، فالأغنية القوية ستنجح في أي مكان، وحين غنّيت “وأنا مارق مريت” باللهجة اللبنانية، فتحت لي أبواب النجاح في مصر، ولم يقل المصريون وقتها إن تلك الأغنية لبنانية، ولكنهم عشقوها لأنها عربية، وحدث الأمر نفسه مع أغاني “يا ناكر المعروف” و”مالي صبر” و”بحبك وبغار”، كما أن اختياري للألبوم لا علاقة له باللهجات، فأنا أقدّم الأغنية العربية التي يسمعها المواطن المصري واللبناني والخليجي والمغربي، ولذلك تجد أغنياتي تنجح في كل المجتمعات العربية، كما أسعى دائماً لتقديم الأغنية البيضاء التي تركز على لهجة دولة أو شعب معين، أما الأغنية الوطنية فلا بد من أن تقدَّم بلهجة البلد الذي أغنّي فيه، فحين أغنّي لمصر لا بد من أن أغنّي بالمصرية، كأغنيتَي “عظيمة يا مصر” و”نسايم الحرية”.

- هل سنجد الأغنية المصرية في ألبومك الجديد؟

رغم تأكيدي أن ألبوماتي لا تضم أغنيات مختلفة اللهجات، إلا أن الألبوم الجديد يتضمن حتى الآن أغنيتين مصريتين من كلمات بهاء الدين محمد وألحان وليد سعد ومحمد عيبه، وإحداهما كلاسيكية والأخرى شرقية، كما أن هناك أغنية من كلمات الشاعر غانم جاد شعلان وألحاني أنا، ويصعب عليَّ أن أكشف حالياً كواليس تلك الأغنيات، وكل ما يمكنني قوله إن وقعها سيكون مدوياً وقت طرحها.

- إلى أين وصل مشروع غناء شيرين من ألحانك؟

ما من أغنية قررنا فعلاً العمل عليها، وكل ما في الأمر أننا كنا نجتمع على عشاء في بيروت وانضم إلينا الفنان ماجد المهندس، وخلال الجلسة كان كلٌ منا يُسمع الآخرين عدداً من أعماله الجديدة، فعزفتُ لحناً مصرياً جديداً من ألحاني، وأُعجبت به شيرين كثيراً وقالت لي “اللحن ده بتاعي”، ولم نعد نتحدث في الأمر منذ ذلك الحين، ولكن لو عادت شيرين وطلبت مني اللحن فلن أتأخر عليها فـ”عيوني لشيرين...”، خاصة أنني أعشق صوتها، وهي تمتلك إحساساً في الغناء لا يمتلكه أي مطرب آخر.

- وما حقيقة أن أغنيتك الوطنية الأخيرة “نسايم الحرية” كان من المفترض أن تغنّيها شيرين؟

إطلاقاً، البعض خلط بين اللحن المصري الذي كنت سأعطيه لشيرين، وبين أغنية “نسايم الحرية”، فتلك الأغنية طرحتها بشكل رسمي منذ أيام، ولكنني أغنيها في حفلاتي المصرية منذ ما يقرب من عامين، أي أنها لا علاقة لها بشيرين.

- متى سيُطرح الألبوم الجديد؟

ما زلت في مرحلة انتقاء الأغنيات ولم أبدأ التسجيل بعد، ولديَّ حتى الآن مجموعة من الأغنيات، كما طرحت أغنية بعنوان “حب جنون”، بطريقة “السينغل” وتم تصويرها فيديو كليب في بيروت، وهي من كلمات أحمد عصام طه، ألحان باسم يحيى، وتوزيع سليمان دميان وطارق مجدلاني.

- ما شكل علاقتك بشركة “روتانا للصوتيات والمرئيات”؟

يشرّفني أن أكون واحداً من أسرة شركة “روتانا”، فأنا متعاقد معها منذ أكثر من 17 عاماً، وقدّمنا ما يقرب من 18 ألبوماً غنائياً، وأهم نجاحاتي الفنية كانت معهم، وأعمالنا المقبلة ستكون أكثر نجاحاً، فشركة “روتانا” قادرة على الحفاظ على نجومها، ودائماً توفر لهم سبل النجاح، وأنا سعيد بتعاوني معهم.

- هل يمكن أن نراك ممثلاً مرة أخرى بعد تجربتك الوحيدة في مسلسل “العرّاب”؟

لا أنوي خوض تجربة التمثيل مرة أخرى، فكل تفكيري منصب على الغناء والتحضير لألبومي الغنائي الجديد، ربما أفكر في التمثيل ثانيةً ولكنه سيكون مقتصراً على أغنياتي المصورة.

- ما الجديد الذي رأيته في النسخة الأخيرة من برنامج “ذا فويس”؟

كل الأصوات المشاركة والتي تأهلت إلى الحلقات المباشرة أفضل من بعضها البعض.

- لماذا يتّهم البعض دائماً حكّام برنامج “ذا فويس” بالعنصرية؟

هذه الاتهامات تعرّضنا لها منذ المواسم الأولى للبرنامج، وهي اتهامات لا أساس لها من الصحة، ولكننا اعتدنا عليها، فأين العنصرية! في إحدى المراحل استبعدت متسابقاً لبنانياً وأبقيت على آخر سوري، فلو كنت عنصرياً لأبقيت على المتسابق القادم من بلادي، ولكنني أقول لكل من يهاجمنا ويهاجم البرنامج، إن فكرة البرنامج قائمة على أن يفوز متسابق واحد في النهاية، ونحن نسعى دائماً لكي يفوز الأفضل، وكل الحكّام في البرنامج يعملون على أساس هذه الفكرة، فلا محمد حماقي ولا أحلام ولا إليسا يعرفون العنصرية، إنما يسعون جميعاً لاختيار المتسابق الأفضل.

- ما تقييمك للموسم الأول لمحمد حماقي في برامج المواهب الغنائية؟

كان أكثر من رائع، وتعليقاته في البرنامج وفي أثناء تقييم الأصوات هائلة، وأنا أحببته كثيراً. وللعلم كنت أعشق سماع أغنياته قبل أن يشاركنا في “ذا فويس”، ولكن بعد مشاركته معنا ازداد حبي واحترامي له، فمحمد إنسان طيب وخلوق، وأتمنى أن يستمر في تقديم أعمال غنائية رائعة.

- لماذا لا يستمر معظم متسابقي برامج المواهب الغنائية بعد انتهائها؟

البرنامج مرحلة من مراحل النجاح لأي فنان، يختصر على المتسابق طريقاً طويلاً من الانتشار حتى يتعرف إليه الجمهور، لكن البرنامج لن يجعله فناناً موهوباً، فهو عليه أن ينسى مرحلة البرنامج ويبدأ في كتابة حياته الفنية، وأن يكافح من أجل الاستمرار في المجال، ويسعى إلى تقديم أغنية جيدة وراقية. وأتمنى من شركات الإنتاج الضخمة في الوطن العربي أن ترعى تلك المواهب والأصوات الجميلة، حتى لا تختفي مع صعوبات الحياة التي نواجهها.

- لو عُرض عليك برنامج الأطفال “The Voice kids”، هل توافق على المشاركة فيه؟

فكرة البرنامج رائعة، وقد أحببتها كثيراً، فهو أخذ نجاح البرنامج خاصتنا وطوّره من خلال الأطفال، لكنني لا أحب التحدّث عن عمل لم أشارك فيه، وإذا عرض عليَّ فربما أوافق عليه أو أرفضه.

- ما رأيك في خطوات ابنيك ماريتا والوليد الغنائية؟

الله يوفّقهما... هذا كل ما يمكنني قوله وأترك الحكم للجمهور.

- ما المدينة التي تحب الاستجمام فيها مع زوجتك كوليت؟

أعشق شرم الشيخ، ولو سألتني عن أحب المدن الى قلبي بعد بيروت، لأجبتُك فوراً مدينة شرم الشيخ.

- ما أحب الرياضات إلى قلبك؟

ركوب الخيل.