راغب علامة: أخجل بحقوق الانسان في لبنان... ولا أتهرب من دفع الضرائب

كارولين بزي 01 سبتمبر 2018

يُغني جليسه بثقافته الفنية والسياسية والانسانية. يعترف أن الحياة لم تكن متساهلة معه، هو الذي واجه عراقيل وشائعات وأحقاد منذ انطلاقته، إلا أنه يتعامل مع كل هذه العوامل بتعالي، فهو واثق بكل خطوة يخطوها، ويدرس كل جديد يقدمه. لم يحز لقب “السوبر ستار” عن عبث، بل بالعمل والجدية والشغف الذي يرافقه منذ اللحظة الأولى لوقوفه على مسرح الغناء. يؤكد علامة أنه لم يتهرب يوماً من دفع الضرائب ولكنه غير راض عن تصرفات السياسيين الذين لا يقومون بواجباتهم تجاه المواطن اللبناني. في هذا الحوار يكشف السوبر ستار الكثير عن الفن والسياسة... ويؤكد أنه يخجل بحقوق الانسان في لبنان..

- ما صحة الأخبار المتداولة عن انك غبت عن المغرب 18سنة؟

الأخبار غير دقيقة، كنت في العام 2013 في المغرب وقبلها أحييت حفلات خاصة، ولكن النجاح الكبير الذي حققته في المغرب، دفع بالبعض لإطلاق الشائعات عليّ للتصويب على هذا النجاح. ومع كل عمل جديد يحقق نجاحاً تنتشر الشائعات في محاولة لعرقلته. خلال مسيرتي الفنية لم أواجه أي مشكلة في المغرب باستثناء تلك الشائعة حتى أن المغرب بشعبه وقيادته لا يضمرون شيئاً ضدي، وتربطني علاقة متينة مع شخصيات ذات مستوى عال في المغرب وحتى هذه الشخصيات أخبرتني أن موضوع الشائعات موجود بشكل عام، وطلبوا مني ألا أنزعج وذلك خلال لقاء في إحدى الحفلات الخاصة. وسألتهم كيف سنسوي هذا الموضوع، فعرضوا علي أن أوضح من خلال وسائل الإعلام، ولكنهم نصحوني بأن أتناسى الموضوع، مشيرين إلى الحرية الإعلامية في المغرب والشائعات أحياناً تطالهم شخصياً.

- ذكرت أن من أطلق عليك الشائعة هو فنان لبناني، هل يمكن ان تذكر اسمه؟

لن أذكر اسمه، و”الله يسامحه”.

- هل من خلافات شخصية بينكما؟

لا أبداً، بل علاقتي به جيدة. وعلمت من خلال مصادري أنه هو من أطلق الشائعة، ولكنني أتفهم تضرره من نجاحي، المغرب بريئة من هذه التهمة التي وُجهت إليّ، اذ ان هذه الشائعة ولدت في لبنان، وتم الاستعانة ببعض الصحافيين المغاربة الذين كتبوا عن الموضوع ولكن عن حسن نية.

- كيف كانت فعاليات مهرجان إفران؟

رائعة، وهو مهرجان ذائع الصيت استطاع أن يتفوق على مهرجانات عمرها سنوات تجمع عدد كبير من الفنانين. بعد أن أحييت حفلي الأخير لم أقرأ في الإعلام إلا عن “إفران”.

- كيف تفاعل الجمهور معك وما هي الأغنيات التي طلبها؟

نحن اليوم في عصر العولمة وتصل كافة الأغنيات إلى المغرب وتسجل أغنياتي الرقم واحد في نسب الاستماع، غنيت “تركني لحالي”، “شفتك تلخبطت”، “الحب الكبير” و”اللي باعنا”. يحبون ويحفظون الأغنيات القديمة والجديدة.

- ما هي الأغنيات القديمة التي حضرت في الحفل؟

طلب مني حاكم “إفران” ويُلقب بـ”سيد العامل” وزوجته أغنية “يا ريت فيي خبيها” إذ بدأت قصة حبهما مع هذه الأغنية. كانا بمنتهى السعادة عندما أديت الأغنية لأنني ذكرتّهما ببداية تعارفهما وقصة حبهما، وأوجه لهما التحية.

- هل شاركت سابقاً في مهرجان موازين؟

أظن أنني مُقاطع من قبل إدارة “موازين”.

- هل قوطعت بسبب الشائعة؟

يستطيع القيّمون على المهرجان أن يستخدموا تلك الشائعة التي تعود إلى عشرين سنة وهم يدركون أنها كانت تستهدف نجاحي، ولكنني أعتقد أن السبب الحقيقي هو وجود شركات كبرى تتعامل معهم وانا رفضت التعامل مع هذه الشركات في تلك الفترة، هذا السبب بالتأكيد. وبكل الأحوال أقول لهم: “اللي باعنا خسر دلعنا”.

- هوجمت على مواقع التواصل الاجتماعي واتهمت بأنك تقوم بتسليع المرأة من خلال كليب “اللي باعنا”.

“يحكوا ويقولوا شو ما يقولوا”.. تبقى المرأة حياتي.

- ما هو دور المرأة في حياتك؟

المرأة هي حياتي، يكفي أن تكون أماً.

- كيف حافظت على نجاحك؟

بالعمل، بالجدية والحب والتعالي والنضوج.

- ماذا تعني بالتعالي؟

التعالي على الصغائر والمشاكل ونار الحقد والغيرة وهي واضحة في محطات عديدة في حياتي، تعاليت على كثير من الأحقاد، وتصرفت بنضوج، وأتفهم حقدهم... حتى أنني غرّدت منذ فترة وكتبت “من يغار مني لا ألومه.. ومن يكرهني بالناقص منه ومن يحبني أموت فيه”.

- ربما تواجه أحقاداً اليوم أكثر من الماضي، كيف كانت بداياتك؟ هل واجهت عراقيل؟

لأن اسمي كبر كثيراً مما كان عليه في الماضي. بالبدايات حفرنا بالصخر لنحقق النجاح، البدايات كانت صعبة ولكنها جميلة وأثمرت نجاحاً، وبطبعي لا أحب العمل بلا نتيجة وكانت النتائج مثمرة وناجحة. محطاتي موجودة في وجدان أربعة الأجيال مع جيل الثمانينات، التسعينات، الألفين والألفين وعشرة. ولا زلت نفسياً في قمة عطائي، إذ أتمتع بصناعة الأغنية وبانتقاء الأفكار الجديدة والمميزة.

- هل الاستمرارية الفنية اليوم أصعب من الماضي؟

كل مرحلة لها أدواتها. في السابق كان الاعلام ورقة وقلم ومجلتين أو ثلاث، ومحطة تلفزيونية واحدة. وكانت هناك ثلاث أو أربع شركات انتاج، اليوم جاءت شركة كبرى وقفت في وجه الشركات الصغيرة، لكنني رفضت هذا الواقع. إذ ان الحياة بلا منافسة مملة. عندما كسّرت الشركة الكبرى الشركات الصغرى ووظفتها لديها، أسست شركتي Backstage Production بإدارة شقيقي ومدير أعمالي خضر، وهو يدير الشركة بشكل ممتاز إذ وصل صداها إلى العالم العربي، كما لا يقتصر عمل الشركة على إنتاج الأغنيات بل يشمل الكليبات وحتى الحفلات، اي كل ما يحتاجه الفنان.. وبالتالي اخبرتهم انني لن امشي بهذه المطحنة، فتعرضت لحروب عديدة لأن هذه الشركة كانت مسيطرة على الاعلام ولاسيما انها ضمت أهم محطة إليها في لبنان حينذاك LBC، وبات كل من ليس معهم عدوهم. رفضت هذا المنطق لأنه سيحولني إلى سلعة يبدلونها، تبعاً لمزاجية المدير ويتم تصنيف الفنانين حسب هذه المزاجية. قاومت هذا الواقع ووجود شركة انتاج تدمر الآخرين وكان من أصعب ما واجهته في حياتي ولاسيما أنهم سيطروا على الاعلام، ولكن كان مبدأي أنه لا أحد يستطيع أن يغطي الشمس ومن الله معه لا أحد يستطيع ان ينتصر عليه، حاربت بهذين المبدأين واستمريت... اليوم 99 بالمئة من الفنانين يعترفون أنني كنت محقاً ويعربون عن ندمهم.

- هل رفضت هذا الواقع لأن راغب علامة لا يُحكم؟

راغب علامة يتعامل بالاحترام المتبادل، يحب الانتاج الحقيقي، بشفافية لا بتزوير الحقائق وسيطرة وفوقية، أتعامل بكل حب مع كل شخص ومن سيتعامل معي بفوقية لن أتعامل معه وألغيه من حياتي.

- شاركت في لجنتي تحكيم Arab Idol واكس فاكتور، يحوز المشترك في هذه البرامج شهرة واسعة في ثلاث أو أربعة أشهر، وبعد شهر من انتهاء البرنامج، يختفي أغلب المشتركين، لماذا؟

المسؤولية لا تقع على عاتق البرامج. مثلاً: هناك من تعب واجتهد من لاشيء وعمل في تجارة ناجحة وحصد مالاً وفيراً منها، وآخر ورث عن والده تجارة ناجحة أضاعها، هذه هي المقاربة. هؤلاء المشتركون ورثوا دعم وشهرة واعلام وأضاعوه، بينما هناك من صنع نفسه من لا شيء. وهذا يعني أن الموهبة وحدها لا تكفي... وهم نجحوا بأغنيات غيرهم.

- أغنية “ذكريات” من ألبوم “حبيب ضحكاتي”، ما هي الذكريات الحلوة والسيئة التي تدمع عينيك لها؟

(يردد كلامات الأغنية) “ذكريات حلوة قوي كانت ما بنا”... عندما كنت في السابعة من عمري خرجت من بيتي تحت القصف، هربت وعائلتي ورأيت صديقي ميتاً في الشارع. الذكرى البشعة هي أن الكبار لعبوا بالصغار وقتلوهم ليتحكموا بشعب ويصل لبنان إلى الحالة التي نعيشها. الحرب الاسرائيلية وتدمير لبنان هي ذكريات مؤلمة جداً، حين كنا ننام في الملاجئ حيث الرطوبة والروائح العفنة والجرذان تتنقل حولنا، لجأنا إلى هذا المكان هرباً من الموت، والذكرى الحلوة هي أن أهلنا كانوا يغطونا بأجسادهم لحمايتنا من الموت، ومن خلال ذلك تعلمنا منهم معنى الأبوة والعائلة والتضحية.

- إذا عاد بك الزمن الى الوراء، ما هو الشيء الجوهري الذي يمكن أن تلغيه من حياتك؟

ثمة علاقات عاطفية في حياتي، كانت سيئة إلى حد أنها كادت أن تدمرني على كل المستويات الفنية والمادية والشخصية، وأعتقد أنه حتى عندما تعرضت لإطلاق النار لم يكن الموضوع بريئاً، ربما كانت علاقة عاطفية قديمة أدت إلى ذلك. ثمة علاقات حذرني منها والدي ولكنني أغرمت. ولكن لو عاد بي الزمن لن أقول “ليتني لم أقم بذلك”، لأنني تعلمت من تلك العلاقات لأنها كانت سيئة بشكل غير عادي. أحياناً نكون عرضة للخطر من أناس لا نعرفهم ولديهم قوة وسلطة لأن هناك سيدة لديها علاقات مع هؤلاء وتستخدم كل أنوثتها لتنتقم انتقاماً مزعجاً لأنها تخسر شاباً تركها.

- هل تلغي زواجك السابق؟

لم يكن زواجاً رسمياً، لم أتزوج إلاّ زوجتي.

- ما رأيك بموضوع إحياء الحفلات في المملكة العربية السعودية؟

أوجه تحية إلى المملكة العربية السعودية وإلى كل من بادر إلى هذه الخطوات وأخص بالذكر ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وخادم الحرمين الشريفين والهيئة العامة للترفيه، الذين بادروا إلى هذه الخطوة وهي بمليون خطوة. كنت في السعودية ولمست فرحة الشعب السعودي والمقيمين للانفتاح الذي تعيشه السعودية اليوم وهذه الخطوات بحاجة إلى شخص قوي جداً ليفرض هذه الحقائق الطبيعية والخطوات التي تسعد الناس. في السعودية لاحظت مدى الحب والاحترام وعندما غادرت المملكة بدأت المعارضة لهذا الانفتاح من خلال إطلاق نار الحقد عليّ شخصياً لأنني التقيت هناك فتاتان مقيمتان في السعودية مع والديهما تبكيان وضممتهما بشكل أبوي فهما لا يتخطيان الرابعة عشر، بعدها أُطلق هاشتاغ يطاولني وقد استخدموا هذه الحادثة لإطلاق نار الحقد على الانفتاح في السعودية. الفتاتان ليستا سعوديتين كما انهما لم تكونا في حضني، وتم استخدام النوايا السيئة لإصابة هذا الانفتاح، استعملونا ولكن دائماً نتعامل مع هذه المواضيع بتعالي، نتعالى عن الأحقاد والضغائن، ونتمنى للمملكة العربية السعودية مزيداً من الانفتاح وللشعب السعودي مزيداً من الفرح والسعادة.

- “سلام، حب وتناغم”... عنوان الجولة العالمية التي ستقوم بها.

هي جولة ستكون مع المطرب الكبير وعملاق الأغنية اليونانية أنطونيس ريموس ومع الفنان التركي الشهير مصطفى صندل، قررنا أن نقوم بهذه الجولة لنجمع ما تفرقه السياسة.

- لماذا اتخذت المفاوضات سنة كاملة للاتفاق على الجولة؟

الاتفاق على وقت مناسب لثلاث نجوم كبار صعب، يحتاج إلى وقت لذلك احتجنا سنة لترتيب المواعيد فيما بيننا.

- هل سيكون هناك أغنيات خاصة بهذه الجولة؟

من الممكن أن نؤلف أغنية خاصة لثلاثتنا تتناول فيها عنوان الجولة “سلام، حب وتناغم”.

- كانت بداياتك مع وليد توفيق وعاصي الحلاني وقد اختبرا تجربة التمثيل، لماذا لم تتجه إلى التمثيل؟

لم أنظر يوماً إلى ما يقوم به الآخرون وأقلدهم. “لو عبالي كنت مثلت”.

- هل تملك موهبة التمثيل؟

لا أدري، ولكن أجمع المنتجون والمخرجون الذين التقيت بهم أنني أملك الموهبة في حال قررت أن أمثل. عُرض عليّ الكثير، لم أرفض موضوع التمثيل بالمطلق، ولكن لدي شروط كبيرة وهي ليست مادية، ومن أهم هذه الشروط أن يكون المشروع هادفاً.

- هل يمكن أن تؤدي شخصية الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

لم أفكر بذلك يوماً، أحب أن أجسد قصة حياتي وهي أقرب إلي. ولكن من الجميل أن أؤدي حياة الرئيس الشهيد.

- ربما لأن لديك ميول سياسية؟

لا ميول سياسية لدي لكن انسانية وبقوة، لا يوجد أسوأ ممن هو خارج عن القانون ويأتي ليطبق عليك القانون، لا يوجد أسوأ من سارق كبير يضع سارق صغير في السجن، أو رجل أمن قاتل يريد أن يعتقل قاتل، لا يوجد أسوأ من مسؤول يتاجر بالمخدرات يضع مدمنين بالسجن، وهو تسبب بإدمانهم بسبب فساده وسرقته وظلمه. السارق الكبير والمهرّب الكبير والتاجر الكبير ورجل العدل الكبير هؤلاء يجب أن يكونوا في السجن لكي يطبق الناس القانون. حتى يطبق المواطن القانون على مسؤوله أن يلتزم بالقانون، وللاسف الشعب اللبناني لم يتعلم ولا يزال تابع، علينا ان نصنع بلداً وقانوناً، لا تزال الحكومات لغاية اليوم تُركب، ويتقاسم الفاسدون وأمراء الحرب الحكومات فيما بينهم، بدلاً من أن يأتوا بحكومة تكنوقراط يُحاسب أعضاؤها، مثلاً: يتم توزير النائب.. فكيف سيحاسب؟

- لكن في كل مرة تحصل انتخابات أو تشكيل حكومة يتم التداول باسمك بين الصحافة أو ربما هي تسريبات.. ونعرف أنك على مسافة واحدة من كل السياسيين.. ولكن علاقة صداقة تربطك بالرئيس سعد الحريري!

صحيح، ربما لأني على علاقة تربطني بعدد من السياسيين. وكلما التقيت بالرئيس الحريري أطلعه على مخاطر قطع الشوارع، وعما يجري في الدوائر الحكومية وحتى أزوده بأسماء، وتحدثنا كثيراً عن الرسوم التي تُفرض على الشعب اللبناني الفقير، منها الرسوم المفروضة على مالكي الدراجات النارية، اذ تصل كلفة تسجيل الدراجة النارية إلى سعر الدراجة نفسها، وأبدى الرئيس الحريري نية التعاون ولكن المشكلة أن لا صلاحيات مطلقة بين يديه، فالصلاحيات هي للحكومة مجتمعة وهنا الكارثة، يجب أن تعطى صلاحيات لشخصية يحاسبها الشعب عندما تُخطئ أو تُقصر. الحكومة مجتمعة هو أسوأ شيء في لبنان. مثلاً: إذا سكن ثلاثة أشخاص مبنى مؤلف من ثلاث طبقات وكل واحد منهم تابع لحزب أو زعيم، لن يستطيعوا أن يزرعوا نبتة على باب البناية... فكيف بحكومة تحكم بلد تجمع الأضداد؟! ما يهمني حقوق المواطن لا السياسة...

- تتحدث بحرقة!

بالفعل، النظام يطلب من المواطن أن يسرق ويذهب إلى الزعيم ليحميه، هذه ليست بلداً بل مزرعة.

- ذكرت في المؤتمر الصحافي لمهرجان “إفران” أنك إذا حكمت بلداً تلغي اشارات السير، ماذا تفعل في لبنان؟

أول ما أقوم به أوسع الشوارع وأسلم المشاريع لشركات من الخارج فبدلاً من أن نقف في زحمة السير لساعات ندفع دولارين ونقود على طرقات واسعة ومحاطة بالأشجار، ويكون هناك شركات تُحاسب إذا أخطات. وبالتالي نسهل حياة الناس بدلاً من أدوية الأعصاب التي يستهلكونها، إذ ان الضغط الذي نعيشه يوّلد أمراضاً مثل السرطان، تحسين الشوارع والبنى التحتية يخفف الفاتورة الصحية.

- بعدما غرّدت أكثر من مرة أنك كنت على مقربة من مكان وقوع عدد من التفجيرات، هل يزعجك التداول باسمك على سبيل المزاح كلما وقع حدث أمني؟

يضحكني الأمر. لكنني لم أفهم سبب تكرار النكتة.. إذ عندما تم اغتيال اللواء وسام الحسن كنت قد مررت قبل وقوع الانفجار بالمنطقة وعندها غردت على حسابي على “توتير”. ولكن الموضوع تكرر عندما كنت في “كان” وذكرت أنني لم أكن مكان وقوع الحادثة في “نيس” بل كنت في جنوب فرنسا. ولكنهم ربما يستعينون باسمي لاستقطاب القرّاء. هي نكتة مملة أطلقها أحد البرامج الذي يحاول أن يُضحك الناس وهو مضحكة.

- هل من المعيب أن يُعبّر الفنان عن رأيه السياسي؟

على الفنان ألاّ يكون طرفاً سياسياً، ولكنه يجب أن يكون سياسي لبناني، ينادي بتحقيق العدالة في لبنان والحرية والبيئة النظيفة، صوت الفنان يصل ومن المستغرب أننا لا نسمع أصوات فنانين يتحدثون بالسياسة. حتى عندما ألتقي بعض الوزراء تكون تعليقاتي واضحة وقاسية أحياناً، إذ أعترض على الواقع الذي نعيشه.

- ذكرت أن لا ميول سياسية عندك، هل من المفترض أن يكون لدى النائب ميول سياسية أم إنسانية بما أنه يمثل الشعب؟

يجب على النائب ألا يتقاضى راتباً لكنه في لبنان يتقاضى راتباً مدى الحياة، وهذه سرقة، لماذا يأخذ مني ومن اولادي ومنك ومن الناس راتباً لمدى الحياة؟ إذا أراد فليتقاضى فترة وجوده في البرلمان فقط وإلا فلا يترشح. هذا نوع من سرقة المواطن، لأنهم في مركز القرار يتخذون القرارت التي تناسبهم. وظيفة النائب هي وظيفة وطنية للتشريع والاصلاح ولايصال البلد إلى مكان أفضل. المجلس النيابي الآن يعمل معقّب معاملات عند الوزراء، ويتقاضون رواتبهم ولا يدفعون جمارك ويتهربون من الضرائب..

- هل تدفع كل الضرائب المفروضة عليك؟ وهل تلتزم بالقانون؟

أدفع ولكنني كلما دفعت أقول “الله لا يسامحهم”. لأنهم لا يقومون بواجباتهم، وبالوضع الذي نعيشه “الله لا يسامحهم” على كل مبلغ يأخذونه من المواطن عن غير ذي حق.

- ترشح للانتخابات النيابية 111 إمرأة، وقد نجح ستة نساء، كيف تجد هذه الخطوة؟

خطوة ترشح النساء للانتخابات خطوة جيدة وربما تأخرت قليلاً، ولا تعليق على النتيجة.

- هل تؤيد الكوتا النسائية؟

نعم أؤيد الكوتا النسائية.

- هل تعتبر أن العقلية الذكورية تسيطر على واقعنا؟

أعتقد أنها بدأت تنكسر، العقلية ذكورية كانت أم أنثوية يجب أن يكون هناك قانون وعدالة حقيقية وشفافية ومحاسبة للمسؤول.

- إذا دخلنا إلى بيتك، على ماذا تحاسب أولادك؟

أحاسبهم أنهم يبتعدون عنا قليلاً ويفضلّون أصدقائهم. ربما مررت بالتجربة نفسها عندما كنت في سنهم، ولكننا أفضل من غيرنا بالتأكيد. أطلب منهم أن يصطحبوا أصدقائهم إلى المنزل ولكنهم يفضلّون الخصوصية نوعاً ما.

- ما هي المبادئ التي ربيتهم عليها؟

كل ما تعلمته في حياتي ربيتهم على أساسه. ولكن ثمة ما لم يعلمني اياه والدي وانا علمته لأولادي بأن لا قانون في لبنان، علماً أن والدي أخبرني أنه يوجد قانون ولكن ربما أيامه مختلفة عن أيامنا. علمتهم أن يتصرفوا بنضج مع المشاكل التي يواجهونها في هذا البلد الذي لا يحترم حقوق الانسان.

- هل تشجعهم إذاً على تجاوز القانون؟

لا بالتأكيد، طلبت منهم أن يتصرفوا بنضج. حتى أنني أنبههم من أن يتجاوزوا الاشارة الحمراء أو يتخطوا القانون فالحساب سيكون معي عسيراً، وعليّ أن أطلعهم على طبيعة الواقع الذي نعيشه.

- هل لا تزال تغار زوجتك عليك؟

بالتأكيد تغار، ولكن بالمساحة التي سمحت لها بها أن تغار. من غير الجائز أن تغار من المعجبات، وربما أحياناً أتفهمها ولكن غيرتها ليست عشوائية.

- هل تفكر بالعيش خارج لبنان؟

أحب العيش في لبنان، نظراً لوجود ذكرياتي وأهلي وطفولتي هنا، ولكن على المستوى الانساني بالتأكيد أفضل العيش في بلد آخر. أنا أخجل بحقوق الانسان في لبنان. ماذا أقول ان سألني أحد عن لبنان؟ مياه الصرف الصحي في الأنهار والبحر، والنفايات على الشوراع، لم يُحاسب يوماً أي مسؤول، ديون تُفرض على الشعب والأطفال ليس لبرامج انتاجية ولكنها للانفاق الشخصي وافقار الشعب، شوارع لا تكاد تتسع لعشرة بالمئة من الشعب اللبناني، الكهرباء لغاية اليوم لا تزال مقطوعة ويريدون استئجار بواخر. أخجل من هذا الوضع الانساني في لبنان.

- هل أنت نشيط على مواقع التواصل الاجتماعي؟ وما هي المواضيع التي تتناولها؟

اتناول المواضيع الفنية والانسانية والبيئية.

- أنت سفير الأمم المتحدة في الشرق الأوسط وغرب آسيا للبيئة، ما هي المهام الموكلة إليك؟

نحن لسنا وزراء للبيئة، أنا سفير أحمل قضية أتحدث بها امام الاعلام أي أرّوج للقضية الانسانية البيئية، ببرامج تطلقها الأمم المتحدة ودورنا أن نوعي الناس عليها.

- هل ستصور كليباً في إفران؟

المدينة رائعة وأعجبتني كثيراً واحتمال كبير أن أصور هناك.

- هل تحضر لألبوم؟

لا أدري ان كنا لا نزال نعيش زمن الألبومات، وربما أجمع عدد من الأغنيات في ألبوم واحد وأصدره مع عمل جديد.

- لماذا لم تكرر تجربة غناء شارة المسلسلات بعد تجربتك مع «24 قيراط»؟

عرضوا عليّ الأغنية وأعجبتني فغنيتها.

- أي من الأغنيات أقرب إليك الرومانسية أم الايقاعية؟

اللونان... أنا أقرب إلى الأغنية الجميلة.

- اذا قررت ان تصور في افران هل سيكون لون الأغنية ايقاعي أم رومانسي؟

رومانسية لأنها بلد رومانسي.