'عائشة تنزل إلى العالم السفلي'

الدار العربية للعلوم ناشرون, رواية / قصة, جائزة الشيخ زايد للكتاب, بثينة العيسى

10 أبريل 2012

الكتاب: «عائشة تنزل إلى العالم السفلي»

الكاتبة: بثينة العيسى

الناشر: «الدار العربية للعلوم ناشرون»،2012


زمن الرواية يتجلّى في سبعة أيّام فقط.. هي أيّام الكتابة. الكتابة عن الذات والألم والوجع. أمّا الموت فهو الأمل المرجوّ. على شكل يوميات تبدأ من نهار 10 أبريل2011 تبدأ الراوية حكايتها.
«أنا عائشة. سأموت خلال سبعة أيام. وحتى ذلك الحين قرّرت أن أكتب. لا أعرف كيف يُفترض بالكتابة أن تبدأ، الأرجح من مكان كهذا. حيث يورق كلّ شيء بالشكّ. تبدو الكتابة وكأنّها الشيء الوحيد الذي أستطيع فعله.

أريد أن أضع نقطة أخيرة في السطر الأخير، قبل أن يبتلعني الغياب». لتنتهي في 18 أبريل 2011 الساعة التاسعة مساءً: «تعالي فادخلي يا عائشة. إنني أدخل البوابة الأولى. عتبة العالم السفليّ...».
بين هذين التاريخين نتعرّف على عائشة التي خسرت طفلها الوحيد قبل ثلاث سنوات ولم تتمكن من استكمال حياتها بعده. فقاربت الموت أكثر من مرّة إلاّ أنّها في كلّ مرة كانت تُصدم بعودتها إلى الحياة. وبعد أن قرّرت وضع حدّ لحياتها، اختارت أن تكتب قبل أسبوع من «نزولها إلى عالمها السفلي».

لا لتؤرّخ لحياة لا تستأهل التأريخ أصلاً وإنما لتكون أكثر وضوحاً مع نفسها. وحيدة مع ذاتها. ممتلئة بها.
تأتي الصفحتان الأخيرتان (224-225) بتاريخ يتعدّى الأسبوع الذي وعدتنا به الراوية. 18 أبريل 2011 ليُعلن عن حياة أخرى تعيشها الراوية. بعد إنقاذها من موتها المُحتمّ لم تنظر إلى الحياة بعينين خائبتين. وجدت نفسها الحقيقية من دون زوائد أو نتوءات.

شعرت بذاتها التي هي ليست ابنة أو أماً أو زوجة. إنها روحها الخالصة التي عادت من «قيامة» جديدة. فكانت الكتابة خلال الأيام السبعة هي القيامة أو بالأحرى الخلاص.