معرض الرسام اللبناني حسن جوني...

لوحة / لوحات فنية, معرض صور, حسن جوني

07 مايو 2012

زحمة... سرعة... ضجيج... أكوام البشر كأكوام الحجارة. تتجمّع هنا وهناك. على الطرقات. في وسائل النقل. وفي المكبّات أيضاً. الناس رُزم. وكذلك البيوت ووسائل النقل. الألوان أيضاً مُزدحمة. كثيرة. مُدهشة من فرط قوتها.
هي أوّل ما يلفت انتباهك في المعرض. إنما الألوان الفرحة تلك لا تعكس حالة شخوص المعرض.
الوجوه بائسة. حزينة. وأخرى تائهة في الزحام. وفي مكان ما، ثمّة أجساد مُهرولة. أجسادٌ برؤوس فاقدة التفاصيل والملامح. أجساد تصطدم بأخرى. تتعارك على «اللاشيء».

هذه  هي أجواء معرض الفنان التشكيلي المعروف حسن جوني الذي أُقيم في غاليري «ألوان» في وسط بيروت.
الحركات الدائرية التي لعب عليها الفنان التشكيلي حسن جوني بإتقان قد تكون أقوى ما في لوحاته. مهارته الفنية تجلّت في هذه الدوائر المتجسدة في معظم اللوحات.
هناك دوائر في حركة الهواء. في عجلة الدرّاجات والسيّارات. في خطوات الناس. وأفكارهم.
دوائر تُصيبك بدوخة، بغثيان، بخوف من وقت هارب يدور بسرعة خاطفة. زمن يدور ثمّ يهرب من حيوات أناس عاجزين عن اللحاق به.

شخصيات حسن جوني تبدو مأخوذة بسرعة الوقت. والحياة. إنها تستعجل زمانها للوصول إلى حيث لا تدري. فيغدو الضياع سمة الحياة التي تجلّت في لوحات الفنان اللبناني المخضرم.
«الحصان» في إحدى لوحات حسن جوني الجميلة يبدو ظلاً لتلك الشخوص. الحصان هنا ليس حاضراً بصورته الكلاسيكية. فهو يبدو أشبه بموجة هواء عاصفة أو كتلة نار مشتعلة. يجري بسرعة كبيرة حتى كاد يفقد ملامحه.
بعض اللوحات تستبعد الوجود البشري. فتأتي البيوت لتحلّ مكانه. البيوت أيضاً تعاني ازدحاماً. أكوام الحجر تصطف وتتقابل.
رغم أنّها لا تُشبه منازل المدن. إنّها بيوت من حجرٍ وقرميد. بيوت الأرياف أيضاً صارت تُشبه ساكّانها.