فارس كرم: نجحت بسبب جرأتي

محمود الرفاعي (القاهرة) 08 سبتمبر 2018

حققت أغنيات الفنان فارس كرم الجديدة التي طُرحت ضمن ألبومه الأخير 44:36، نجاحاً كبيراً في الوطن العربي، وأصبحت علامة فارقة في مسيرته الغنائية. “لها” التقت فارس كرم خلال وجوده في مصر، فدار بينهما حوار تحدث فيه عن سبب نجاح ألبومه الجديد، وابتعاده عن الغناء باللهجة المصرية، والفنان الذي يحب أن يقدم معه دويتو، ورأيه في ألبوم الفنانة إليسا الجديد “إلى كل اللي بيحبوني”، كما كشف عن سبب عدم زواجه حتى الآن.

- حدّثنا عن ردود الفعل التي تلقيتها حول ألبومك الأخير “44:36”؟

“ألبوم بيطير العقل”... وحقق نجاحاً كبيراً منذ طرحه في الأسواق وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة “يوتيوب”، ويمكنك أن تلمس النجاح الذي حصدته أغنيتا “حبك برم” و”بدنا نولّعها”، فقد أصبحتا عنواناً رسمياً لي في أي حفلة غنائية أحييها، وأتمنى أن يستمر هذا النجاح.

- فاجأت الجميع باختيار الأرقام عنواناً لألبومك وليس اسم إحدى أغنياته، فما السبب؟

أحب كل ما هو جديد ومختلف في السوق، فجميع الفنانين يختارون عناوين ألبوماتهم من أسماء إحدى أغنياتها، وربما يُلحق هذا ضرراً بالألبوم، بحيث يستمع الجمهور فقط إلى الأغنية التي اختيرت كعنوان، لذا أحببت ابتكار فكرة جديدة، ترتكز على أن يكون اسم الألبوم بعدد الدقائق الخاصة بأغنياته الاثنتي عشرة المطروحة، وأنا سعيد لأن الألبوم حقق صدى طيباً، وهناك بعض الزملاء أصبحوا يقلّدون الفكرة.

- كيف تصف علاقتك بشركة “روتانا” التي تولّت طرح ألبومك الجديد؟

علاقتي بسالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة “روتانا”، علاقة قوية ومبنية على المحبة والاحترام، فنحن لا نعرف المشاكل، بل نسعى لتقديم كل ما هو جديد ومختلف من أعمال فنية. وبعيداً من العمل والغناء، أعتبر سالم بمثابة أخي، وأتمنى أن تستمر العلاقة بيننا قوية، فكل نجاحاتي التي عرفني بها الجمهور كانت من خلال شركة “روتانا” وقنواتها.

- لماذا أنت مقل في تقديم الأغاني المصرية في حين أن لك شعبية هائلة في مصر؟

أفتخر دائماً بأن الجمهور المصري يستمع إلى غنائي باللهجة اللبنانية، وهذا يدل على أنه واعٍ ومثقف ويعرف قيمة الكلمة والأغنية التي يستمع إليها، وهو في رأيي أفضل جمهور في الوطن العربي، ولذلك أتأسف كثيراً لابتعادي عنهم، علماً أنني لا أرفض الغناء باللهجة المصرية، بل على العكس أنا أحبها، وحين أجد الأغنية التي تناسبني سأقدّمها على الفور، فمثلاً أغنية “التنورة” حققت نجاحاً منقطع النظير في مصر، رغم تضمّنها كلمات يجهل المصريون معناها.

- هل تعترف بأنك مقصّر في الغناء باللهجة المصرية؟

أنا فعلاً مقصر تجاه الجمهور المصري الذوّاق، وأسعى لتعزيز حضوري في مصر، كما لا أخفي رغبتي في تقديم أغنية مصرية قريباً، لأنني بكل بساطة أودّ الغناء بلهجة هذا البلد العظيم، تكريماً لملايين المصريين الذين يغمرونني بمحبتهم، علماً أنني أحاول دائماً في حفلاتي أن أغنّي لمصر، فمثلاً خلال حفلتي الأخيرة في مدينة طابا، غنّيت أغنية الراحل محمد عبدالمطلب “ساكن في حي السيدة”.

- مع مَن مِن الفنانين تحب أن تقدّم أغنية مصرية؟

بالتأكيد أحب التعاون مع حكيم في تقديم أغنية باللون المصري، فهو شخص ناجح ومحبوب وجماهيريته كبيرة. ولو أحببت الغناء مع مطرب مصري فلن أجد أفضل من حكيم لأغنّي معه.

- ألم تخش من جرأتك في اختيار أسماء أغنياتك مثل “بلا حب بلا بطيخ” و “نسونجي”؟

منذ ظهوري الأول على الساحة الغنائية وأنا أتعرض للانتقادات، ولكنني لا أعيرها أي اهتمام، بل أركّز فقط على عملي وتطوير أدائي، وكل الأغنيات التي تم انتقادها مثل “نسونجي” و”التنورة” و”بلا حب بلا بطيخ”... حققت نجاحات غير مسبوقة في الأغنية العربية، وأرقاماً قياسية على “يوتيوب”، فأنا أختار الأغنية التي تشبهني، ودائماً أفضّل الجرأة وما يحبّه الجمهور، لأنه حكَمي الأول والأخير، فأن يغنّي طفل صغير أغاني فارس كرم هو النجاح بعينه.

- هل يمكن أن نرى فارس كرم في لون غنائي آخر بعيداً من اللون الشعبي؟

ربما، لكنني أحب اللون الغنائي الذي برعت فيه ونجحت في إعادة تشكيله من جديد. فاللون الشعبي يشبهني، وأصبحت محبوباً به، لذلك أتمسك بتقديمه في كل ألبوماتي.

- وهل اللون الشعبي أصبح اليوم الأكثر تقديماً؟

هناك أغانٍ كثيرة قُدّمت باللون الشعبي، منها ما حقق نجاحاً ومنها ما فشل، لكن حالياً اختلط الجيد بالسيئ، وهناك مطربون كثر اتجهوا الى تقديم اللون الشعبي بعدما تميّزت به أنا.

- هل تنوي خوض تجربة التمثيل؟

أبداً، فالتمثيل بالنسبة إليّ كذبة ذكية، وأنا لا أعرف طريق الكذب، ولا أجيد التمثيل، ولا أنوي أن أصبح ممثلاً في حياتي، وقراري حاسم في هذا الصدد، حتى خلال تصوير أي فيديو كليب أخاف من سوء الأداء، وأهتم بأدق التفاصيل حرصاً مني على نجاح كل لقطة، كما أنني لا أملك الوقت الكافي للتمثيل، وحققت نجاحاً في الغناء، والجمهور يحب شخصيتي، فلماذا أجازف في منطقة أخرى لا أعرف مطبّاتها!

- هنّأت إليسا على أغنية “إلى كل اللي بيحبوني”... فما تقول لها بعد أن طرحت ألبومها الجديد؟

ألبوم إليسا رائع، فهي مطربة تتمتع بإحساس فريد من نوعه، ولها مكانة خاصة في قلبي، فإليسا تشبهني كثيراً، لأنها صادقة مثلي ولا تحب النفاق ولا الكذب، وتملك الجرأة لتقديم كل ما هو جديد ومختلف، علماً أنني استمعت إلى أغنيات الألبوم قبل طرحه خلال إحدى الجلسات التي جمعتنا معاً، وقلت لها إنه سيترك بصمة كبيرة لدى جمهورها، وأتمنى لها التوفيق وأن ينال الألبوم إعجاب محبيها، وأن تبقى في الطليعة وتحافظ على نجاح الأغنية العربية.

- لماذا لم تتزوج بعد؟

الزواج قسمة ونصيب، وحتى الآن لا نية عندي للزواج، رغم أنني أحب الاستقرار وأتمنى تكوين أسرة كبيرة، كما أنني لم أجد بعد الفتاة التي تناسبني لنكمل مشوار الحياة معاً.

- هل أحببت لقب العازب الأشهر في الوسط الفني؟

إطلاقاً، ولكن كما قلت لك، أتمنى تكوين أسرة، ولذلك لا بد من أن يكون الاختيار صائباً حتى تستمر الحياة الزوجية.

- ما هي هواياتك؟

الرياضة بمختلف أشكالها.

- ما الذي يخيفك في الحياة؟

لا أخاف من شيء، فالخوف يُضعف الإنسان، وأنا أرفض أن أكون شخصاً ضعيفاً، ومع ذلك أؤكد أن المجهول والمرض يسبّبان لي القلق، ولكن التقرّب من الله يبدّد هذا القلق.

- كيف تتعامل مع جمهورك عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟

لست من هواة تلك المواقع والتفاعل عليها، ورغم أهميتها لأي شخص مشهور في التواصل عبرها مع جمهوره ومتابعيه، أراها عالماً مزيفاً بحيث تخفي هوية من أتحدّث معه.