'كابتسامة بطيئة مثلاً'

ديوان شِعري, قصائد, دار النهضة, قصيدة, إيلي عبدو

02 يوليو 2012

الديوان: «كابتسامة بطيئة مثلاً»

الشاعر: إيلي عبدو

الناشر: «دار النهضة العربية»، ‏2012‏‏


شاعر يكتب بلغة الواقع
الواقع حاضر في قصائد الشاعر  والصحافي السوري الشاب إيلي عبدو، حاضرٌ بقسوته وألمه وقلقه. في هذا الديوان  الصادر عن «دار النهضة العربية» تعثر على قصائد جديدة، بلغة جديدة ودم جديد.
قصائده تحمل نبرة عالية، نبرة شاب سكنه الخوف والقتل والدماء في بلده المذبوح.
شاب قلق يتعكّز على التهكم والعبثية ليُخرج وجعاً دفيناً يكاد يخنقه. 23 قصيدة مكتوبة بإيقاع سريع ولغة مُقتصدة لا مكان للمبالغات فيها ولا التطويل.

القلق الذي يسكن الشاعر طال أيضاً ذاكرته المتخمة بمشاهد الطفولة وذكرياتها. لعبة «الغميضة» تحولّت في قصيدته إلى لعبة مرعبة: «أستدير إلى الخلف/ أغمض عينيّ/ أبدأ بالعدّ/ يختفي الأصدقاء».

يصف إيلي عبدو مشاهداته اليومية ككاميرا حيّة تنقل بدقّة ما تراه عدستها. «يدٌ تلوح من الشرفة/ والجنازة تسير/ من يختنق حزناً/ ويهوي/ تسنده الأيادي/ إلى نهاية المشهد/ الشارع يمطّ لسانه/ ساخراً/ وجمهرة تحفر المسافة/ ليكون للموت/ موطئ قدم».
وفي نهاية القصيدة يُسطّر عبدو غياب المثقفين عن التأثير في الشارع العربي: «شاعر/ على جانب الطريق/ لا يرى الميت/ يتأمّل جمال أرملته/ يُحاول أن يعثر/ على أوّل الخيط/ ليشدّها من حزنها/ إلى قصيدته».

يكشف هذا الديوان الجديد عن بذور شاعر يملك أدوات شعرية خاصة قد تكون نتاج ما بعد الربيع العربي...
«كابتسامة بطيئة مثلاً» قد تكون هي الحريّة... الحريّة القادمة بخطىً متمهلّة. حدثٌ ما يكشف عن بصيص نور، عن طيف انفراج يتجلّى «كابتسامة بطيئة مثلاً».