رحيل كاتب الفقراء والمهمشين محمد البساطي

كاتبة, محمد البساطي, رحيل

26 يوليو 2012

صارع مرضه بالكتابة حتى صرَعه. لم يتوقف قلمه عن الإبداع إلى أن توقف قلبه عن النبض. فرحل محمد البساطي عن عمر 75 عاماً تاركاً وراءه أيتامه من الفقراء والمهمشين، علّه يأتيهم مبدع آخر يكتب بلغتهم الطازجة ويحكي بأسلوبهم البسيط.

عرّاب «القصة العربية القصيرة» تميّز بلغته الشعرية والمقتصدة وحكاياه المستوحاة من الأجواء الريفية التي جاء منها. الأديب المصري الراحل من مواليد بلدة الجمالية  المطلّة على بحيرة المنزلة عام 1937، وسكنت المنطقة الريفية هذه وجدانه الإنساني والأدبي حتى تجلّت في معظم ما كتب. حصل على بكالوريوس تجارة عام 1960 وعمل مديراً عاماً بالجهاز المركزي للمحاسبات.

والمعروف أنّ الكاتب لم يعمل كصحافي بل خصّص وقته للكتابة الإبداعية، كما أنّه لم ينتمِ يوماً إلى الأحزاب السياسية ولم يحصل على أي جائزة من الدولة لجهره بمعارضته النظام السابق. صاحب «صخب البحيرة» يتميز بلغته الشعرية المقتضبة والمشحونة بأبعاد ودلالات رمزية متعددة.

يُعدّ محمد البساطي واحداً من أبرز المجددين في الرواية العربية، فقد عُرف في بداياته ككاتب قصة قصيرة ثمّ جنح إلى الكتابة الروائية إلاّ أنّ شكل الرواية لديه ظلّ قريباً من القصة لجهة لغتها المقتصدة وإيقاعها السريع ورصد التفاصيل ورسم الشخصيات... ويأتي رحيل محمد بعد أشهر قليلة من رحيل زميله في مشوار الإبداع منذ ستينيات القرن الماضي إبراهيم أصلان، وتعود تسمية جيلهم بـ«جيل الستينات» لظهور بوادر أعمالهم في الفترة التي سبقت نكسة عام 1967.

يُعتبر البساطي من الكتّاب المتأثرين بأدب الأميركي أرنيست همنغواي الذي طالما وصفه بأنّه كاتبه المفضّل هو وتشيخوف. ويصل رصيد الراحل إلى أكثر من 20 عملاً طوال نصف قرن من الكتابة والإبداع. ومن أهم أعماله «صخب البحيرة»، «ويأتي القطار»، «جوع»، «غرفة للإيجار»...