حلمي سالم...

مرض السرطان, عيسى حموتي, مركز المشاعر الإنسانية, صحافيّ, حلمي سالم

06 أغسطس 2012

لم يخرج الشاعر المصري حلمي سالم من محنة المرض مهزوماً، فهو قبل أن يسلمه «فشل الكُلى»، ومعه «سرطان الرئة»، أخيراً إلى الموت، أنجز ديواناً، قيد الطبع، يُشَعْرن تلك المحنة الأخيرة، عنوانه «معجزة التنفس»، وراح يقرأ نصوصه على أصدقائه بحماسة شاب في مقتبل العمر، لا يعاني أي مرض، فكرر بذلك تجربة مواجهته محنة مرضية أخرى بديوان «مدائح جلطة المخ»، الصادر عام 2006.

كان حلمي سالم، الذي وافته المنية أخيراً عن عمر يناهز 61 سنة، أحد أبرز شعراء جيل السبعينات في مصر، وأغزرهم إنتاجاً، وتوج مشواره مع الصحافة الثقافية برئاسة تحرير مجلة «أدب ونقد»، التي تصدر شهرياً في القاهرة عن حزب التجمع اليساري المصري.
وإضافة إلى مساهمته المهمة في توسيع آفاق الشعرية العربية عبر أكثر من 18 ديواناً، خاض حلمي سالم معارك كثيرة ضد كل ما من شأنه أن يقمع حرية الإبداع والتفكير والاعتقاد.

حصل على جائزة التفوق في الآداب عام 2006، وهي الجائزة التي يمنحها المجلس الأعلى المصري للثقافة، وسعى متطرفون، إلى سحبها منه بدعوى «خروجه على الإسلام» في قصيدة نشرتها له مجلة «إبداع» القاهرية عام 2007 تحت عنوان «في شرفة ليلى مراد».
وتفاعل حلمي سالم مع ثورة 25 كانون الثاني/يناير بديوان حماسي أصدره العام الماضي تحت عنوان «ارفع رأسك أنت المصري» عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وكان يستعد لإصدار ديوان عن محنة مرضه الأخير، لكن القدر لم يمهله ووافته المنية أثناء خضوعه لجلسة غسل كلوي في أحد مستشفيات القاهرة.
وكانت حركة قصيدة النثر «غضب» المصرية نظمت ندوة، تخللتها أمسيات شعرية عدة قبل نحو شهرين، تكريماً لحلمي سالم عقب خضوعه لجراحة استئصال ورم خبيث من الرئة.

اقترن حلمي سالم بجماعة «إضاءة» الشعرية، التي شكلت مع جماعة «أصوات» أشهر الكتل الشعرية في مصر في السبعينات، ومن شعرائها حسن طلب وجمال القصاص ورفعت سلام وأمجد ريان ومحمود نسيم.
وأصدر ديوانه الأول «حبيبتي مزروعة في دماء الأرض» عام 1974، وتوالت بعده دواوينه «سكندرياً يكون الألم»، «الأبيض المتوسط»، «سيرة بيروت»، «البائية والحائي»، «دهاليزي والصيف ذو الوطء»، «فقه اللذة»، «الشغاف والمريمات»، «سراب التريكو»، «الواحد الواحدة»، «يوجد هنا عميان»، «تحيات الحجر الكريم»، «الغرام المسلح»، «عيد ميلاد سيدة النبع»، «مدائح جلطة المخ»، «حمامة على بنت جبيل»، «الثناء على الضعف».
ومن مؤلفاته النثرية «الثقافة تحت الحصار»، «الحداثة أخت التسامح»، «عم صباحا أيها الصقر المجنح»، «ثقافة كاتم الصوت»، «محاكمة شرفة ليلى مراد».