أغنية رشيد طه: "يا رايح" ليست ملكه وهذه حكاية "يا المنفي"

ميشال زريق 13 سبتمبر 2018

شغل خبر وفاة المغنّي الجزائري المعروف رشيد طه، متابعي السوشيال ميديا ومحبّي فن "الراي" الجزائري، حيث ترك وراءه إرثاً ثقافياً وفنياً كبيراً، وأغنيات حفظها كثيرون، من بينها "يا رايح" و"قولو لأمي ما تبكيش" المعروفة بإسم "يا المنفي".

"يا المنفي": أغنية منفيي الإستعمار

ولعلّ أغنية "يا المنفي" لا زالت ترافق الجزائريين حتى اليوم، وتُشكّل جزءً كبيراً من ذاكرتهم الجماعية والإجتماعية المرتبطة بتاريخ الدولة، حيث يعود تاريخها إلى العام 1871 تقريباً، أي قبل حوالى القرن، وكتبها أحد أسرى "ثورة المقراني"، الذين تمّ نفيهم إلى جزيرة كاليدونيا، في ثورةٍ ومأساة كانت الأكبر في تاريخ الجزائر.

تروي الأغنية مأساة عدد كبير من المقاومين الجزائريين الذين تمّ ترحيلهم بين الأعوام 1864 و 1921. وكلمات الأغنية تروي رحلة الأسير من المحكمة وصولاً إلى منفاه، ومدى المعاناة التي يعيشها عقب الإنفصال العاطفي والعائلي الذي يعيشه الفرد، الذي لا يعرف ما هو المصير الذي قد يواجهه. وإشتهرت الأغنية مطلع الأعوام 90 بأصوات الثلاثي: فوديل، الشاب خالد ورشيد طه، وعرفت شهرة واسعة في مرحلة بعد الاستقلال.


أصل "يا رايح وين مسافر"

أمّا الأغنية الثانية التي حققت شهرة واسعة بصوت رشيد طه، فكانت "يا رايح"، والتي ظنّ كثيرون أنّها له، إلّا أنّها في الحقيقة تعود إلى فنان جزائري إسمه دحمان الحراشي، لقي مصرعه عام 1980 في حادث مروّع. وإشتهر الحراشي بأداء اللون الشعبي، وحمل أيضاً لواء القضية الجزائرية ومشاكل النزوح والهجرة إلى فرنسا، وذاع صيت أغنية "يا رايح"، وكانت في الحقيقة موجّهة إلى صديق الحراشي، الذي ظنّ أنّ هجرته ستحسّن أوضاعه المعيشية، ولكنّها لم تفعل.