Home Page

الروائية المصرية سمية رمضان

قاعة /صالة / غرفة مكتبة, جائزة الشيخ زايد للكتاب, سمية رمضان

10 سبتمبر 2012

 

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة، ولا يُمكن لأحد أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه، الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية، ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبِّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية لمكتبة الروائية المصرية سمية رمضان، وجئنا بالاعترافات الآتية:


علاقتي بمكتبتي
هي علاقة طفل بأمه، ألوذ بها كما يلوذ الطفل بأمه لدى الشعور بالوحشة والضيم والظلم. مكتبتي هي أهلي وأصحابي، تواسيني وتشد من أزري وتحفزني، عندما تأخذني منها تفاصيل الحياة المرهقة، وتنهرني عندما أتقاعس عن الكتابة، وتحبطني عندما أفتح كتبها لأقرأ وسط ضجيج العالم فلا أستطيع التركيز على عوالمها.

أزور مكتبتي
أنا أحيا في مكتبتي، في كنفها أشعر بالدفء والحماية، ولا أطيق فراقها، فإذا اضطررت للغياب عنها فإنني أعود إليها محمّلة بكتب جديدة أوزعها على رفوفها وكأني أوزع هدايا.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
لا أحب كتب الوجبات السريعة، وكتب السياسة لا تستهويني، وإن استهوتني أشياء تحيط بالسياسة كعلوم الاجتماع والاتصال والتحليل السياسي وتاريخ الحركات السياسية، كل هذا يساعد على فهم العالم من حولنا ويساعد على تكوين وجهة نظر أو تأكيد وجهة النظر، وهو ما يتطلب الكتابة بحرص وموضوعية وبالتالي القراءة على نار هادئة.

كتاب أُعيد قراءته
أعيد قراءة كتب إيتالو كالفينو، وبالذات «الوصايا الست للألفية الثالثة». أعود كذلك إلى بيار بورديو، عالم الاجتماع الفرنسي في كتابه الصغير «عن التلفزيون»، و«النبي» لجبران، و«ألف ليلة وليلة،» والجبرتي وبالذات «زوال دولة الفرنسيس» لأعيد نحت هويتي المصرية، و«شكاوى الفلاح الفصيح» التي تؤكد أن علاقة المظلوم بالظالم في مصر لم تتغير منذ حكم الفراعنة.
أعيد قراءة جوزيف كامبل الذي من خلال سعيه لفهم ذاته عرَّفنا على كم مهول من الحكايات والأساطير التي تجمعنا بوصفنا جنساً بشرياً.

كتاب لا أعيره
لا يوجد كتاب لا أعيره، إلا الكتاب الذي لم يطلب استعارته أحد، أنا مقتنعة بأن النسخة الواحدة من أي كتاب ينبغي أن تتاح للقراءة أمام أكبر عدد ممكن من الناس.
ربما مازلت أحمل في وجداني شيئاً من الحس الجمعي، بأن الكتب أشياء ثمينة جداً لا ينسخ منها إلا عدد أقل بكثير من حاجة الناس، لا يسعدني شيء قدر ما يسعدني أن يشاركني أحدهم كتاباً أحببته.

كاتب قرأت له أكثر من غيره
آن رايس، وهي صاحبة سلسلة مصاصي الدماء الشهيرة، وكتبت بعدها كتاباً عن حياة السيد المسيح، عليه السلام، وقت عودته من مصر إلى فلسطين، وأقرأ لها الآن رواية عن الخصيان في بلاط النبلاء الإيطاليين إبَّان عصر «النهضة».

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
رواية «المستبقى» للروائي المصري حسين عبد الرحيم.

كتاب أنصح بقراءته
«عيسى ابن هشام» للمويلحي، و«نصوص دنيوية من مصر القديمة» لكليير لويت، ومجموعة «يُحكى أن» لمحمود لاشين، و«سيرة أبو طاقية شهبندر التجار» للمؤرخة نيللي حنا، و«عمارة الفقراء» للمعماري حسن فتحي.

كتاب لا أنساه أبداً
لن أنسى ما حييت كتاباً أهداني إياه أبي في عيد ميلادي العاشر، وكان اسمه «أناس من التاريخ». كان سير حياة لمجموعة عريضة من الأبطال والبطلات، ولكن ما ظل معي وأرّقني وأرهقني من التفكير وساعدني كثيراً على التعرّف على الطريقة التي يتوجب التوجه وفقها إلى المعرفة.
في ذلك الكتاب الإنكليزي سيرة صلاح الدين الأيوبي بعد سيرة ريتشارد قلب الأسد مباشرة، ووضعا على الدرجة نفسها من الفروسية والشجاعة، بل إن صلاح الدين كان على قدر أكبر من المعرفة، لا في ما يخص علوم القتال فحسب، بل كذلك في ما يخص الطب والفلك.

بين المكتبة والإنترنت أختار
أختار الآي باد، هذا الساحر الصغير الذي يستطيع أن يضم مكتبات بأسرها، ويضعه المرء في حقيبة صغيرة ويقرأ فيه في كل الأوقات.
هو عن حق خير صديق، لا يُرهق في الحمل ولا يتعب العين لأنه يضيء ذاتيا، ولا ينفد شحنه إلا بعد ساعات لا تحصى.
تُرى ماذا يخبِّئ عالم الكتب لنا من جديد؟