Home Page

الشاعر الفلسطيني نجوان درويش

كتب, قاعة /صالة / غرفة مكتبة, مكتبة إلكترونية, جائزة الشيخ زايد للكتاب, نجوان درويش

01 أكتوبر 2012

عندما يقع الإنسان في عشق الورق تُصبح العلاقة بينهما ملتبسة ولا يُمكن لأحد أن يفكّ لغزها إلاّ الإنسان العاشق نفسه الذي يرى في كتبه ثروته الحقيقية... ولأنّ المكتبة هي الركن الذي يُخبّئ فيه القارئ النهم ثرواته الورقية الثمينة، قمنا بزيارة استكشافية إلى مكتبة الشاعر الفلسطيني نجوان درويش أحد «عشاّق الكتب» وجئنا بالإعترافات التالية...


علاقتي بمكتبتي
علاقتي بالمكتبة حميمة بكل ما تعنيه الكلمة. المكتبة هي الشكل الوحيد الذي يستهويني من أشكال الملكية، والشيء الوحيد الذي أفكر أحياناً بمصيره بعد موتي من بين ممتلكاتي الشخصية ــ وهي ليست كثيرة على أية حال.
من جهة أخرى علاقتي جيّدة مع المكتبات العامة ومكتبات الآخرين. في كل مكان أذهب إليه، تكون المكتبة من أول الأشياء التي أبحث عنها.
وخاصة المكتبات العامة. المكتبة العامة واحدة من أعظم منجزات الإنسانية.
أتأثر كثيراً في المكتبة العامة، الدخول إليها أشبه بالدخول إلى متحف للروح.  

أزور مكتبتي مرّة كلّ
أنا أعيش في مكتبتي تقريباً. الكتب موجودة في كل مكان من بيتي، حتى في غرفة النوم والمطبخ.
وفي السفر أكتفي بكتاب أو اثنين أحملهما معي.  حتى حين لا تتاح لي القراءة فأنا بين الكتب ولا بد أن أسحب كتاباً ما وأن أقرأ ولو بضعة أسطر.

أنواع الكتب المفضلّة لديّ
(رواية، شعر، خيال علمي، سير ذاتية، مسرح، دين، سياسة...)
في كل فترة من حياتي أُفضّل نوعاً من الكتب، على سبيل المثال كنت أحب السير الذاتية كثيراً، ولم أعد أفضلها الآن.
هذه الأيام لدي ميل إلى الكتب المتخففة من الصنعة. الكتب التي لدى أصحابها شيء يقولونه.
الكتب التي كتبها أفراد قاوموا هوياتهم الضيّقة وسعوا بإخلاص إلى تحررهم الذاتي وتحرر مجتمعاتهم.

كتاب أُعيد قراءته
قليلاً ما أعيد قراءة كتاب. الشعر بشكل عام هو «الكتاب» الذي أعيد قراءته، ويمكن أن أقرأ القصيدة نفسها عشرات المرّات في فترات مختلفة.
كذلك أعود من حين الى آخر الى الكتب المقدسة.

كتاب لا أعيره
بشكل عام أنا لا أعير كتباً، أتجنب ذلك قدر الإمكان. وإذا اضطررت، أُفضِّل إهداء الكتاب والحصول على نسخة جديدة.
بشكل عام أكثر ما أتشدد في إعارته دوواين الشعر التي أحبّها. وربما كتب فرانز فانون أيضاً لا أُعيرها.

كاتب قرأته أكثر من غيره
قراءاتي للكتّاب ناقصة، من النادر أن أقرأ كل روايات كاتب معين، لا أشعر بضرورة ذلك. في الفن لا تحتاج إلى معرفة كل أعمال الفنان ومحاولاته. عمل واحد قد يمتعك ويغنيك. وقراءة كل أعماله قد تبدد سحره.
في الشعر يختلف الأمر، كثيراً ما قرأت كل شيء لبعض الشعراء الذين أحببتهم أو على الأقل حاولت قراءة كل شيء لبعضهم. وفي الفكر أيضاً كثيراً ما يحتاج الواحد إلى قراءة معظم كتب مفكّر ما للإحاطة بفكره.

آخر كتاب ضممته إلى مكتبتي
الشهر الماضي كان شهر سفر بمعظمه، والكتب هي الشيء الذي لابد أن أعود به كلما سافرت. كنت في روتردام والقاهرة وبيروت وعدت من كل واحدة بحقيبة  كتب.
لو اخترت شيئاً من الكتب الجديدة الموجودة أمامي الآن،  يمكن أن أذكر كتاب الحوارات بين أومبرتو إيكو وجان-كلود كاريير «هذه ليست نهاية الكتاب» الصادرة ترجمته الانكليزية هذا العام.
كما أحضرت الرواية الأولى لإنعام كجه جي «سواقي القلوب»، فبعد أن قرأت روايتها «الحفيدة الأمريكية» قررت قراءة بقية كتبها وهي ليست كثيرة على أي حال.
وما دام الحديث عن الرواية فقد انضمت إلى مكتبتي رواية زياد عبد الله  «ديناميت» التي تدور أحداثها في مدينته اللاذقية، ورواية «عشاق خائبون» لإيهاب عبد الحميد، وغيرهما.

كتاب أنصح بقراءته
أي كتاب لسعيد تقي الدين، الكاتب اللبناني، حتى خطبه يمكن قراءتها ويمكن أن تهز القارئ أكثر من أدب أسماء لبنانية أصبحت مكرّسة اليوم. أَستغرب أن كتاباته لم تعد مقروءة.
سعيد تقي الدين كاتب يوسّع إنسانية من يقرأه ويساعد الجبناء على الشجاعة والبخلاء على الكرم ومعانقة العالم.
أعماله الكاملة طبعت قبل سنوات في لبنان، حصلت عليها من دار فكر.
نسيت أن أقول إن سعيد تقي الدين كان من منتسبي الحزب القومي السوري، مثل أبرز أدباء سورية ولبنان في ذلك الزمن. لكن مواضيعه إنسانية متجذرة في بيئة بلاد الشام.   

كتاب لا أنساه أبداً
القراءات الأولى هي الأرسخ. على سبيل المثال: رواية «دميان» لهرمان هيسه وقبلها «ملحمة الحرافيش» لنجيب محفوظ، أو حتى «هكذا تكلم زرادشت» لنيتشه بترجمة فيلكس فارس، أو «مقامات الحريري».
القراءات الأولى لا تنسى. بعد ذلك يصبح للكتب، كما أخشى، أثر متقارب.

بين المكتبة والإنترنت أختار
أَختار المكتبة بالطبع. الانترنت عندي أداة تواصل وقناة معلوماتية أو متابعة أفقية للمعرفة. المكتبة قصة أخرى مختلفة.