أوراق نقدية بوجوه فنية... إبراهيم سلطاني يبتكر أسلوباً جديداً في الرسم

كارولين بزي 23 سبتمبر 2018

ابراهيم سلطاني شاب لبناني يبلغ من العمر 21 عاماً، يدرس الهندسة المعمارية في الجامعة اللبنانية- الأميركية في بيروت. بدأ الرسم في سنته الجامعية الرابعة، واحترف رسم الوجوه، منطلِقاً إلى ابتكار أسلوبه الخاص في تقديم وجوه عمالقة الفن اللبناني على الأوراق النقدية اللبنانية.

يشير إبراهيم إلى أن الفكرة وُلدت لديه بسبب احترافه رسم الوجوه الذي يعتبره من أصعب الفنون. إضافة الى ذلك، وخلال وجوده في دكان، رد له صاحب الدكان نقوداً معدنية صدرت في العام 1994 وهذه العملة التي تكبره سنّاً جالت مختلف المناطق ولا تزال تحافظ على قيمتها، عندها قرر أن يجمع العملات الورقية والمعدنية القديمة. ويقول إبراهيم: “أحد أشهر فناني البوب، Andy Warhol، سأل مرةً أشخاصاً عن فكرة جديدة لرسوماته، فردّت عليه إحدى السيدات بسؤال عمّا يحبّه، فذهب إلى رسم النقود، ولكنني اتخذتها بطريقة مختلفة ورسمت على النقود”.

يسعى ابراهيم إلى أن تستعيد العملة الورقية اللبنانية قيمتها، وذلك من خلال رسم عمالقة الفن اللبناني، أمثال فيروز، صباح ووديع الصافي، وأطلق على أعماله شعار “خللي الليرة ترجع تحكي”. يلفت سلطاني إلى أنه رسم لاحقاً عدداً من الفنانين اللبنانيين الذين حققوا إنجازات من خلال أعمالهم مثل المخرجة نادين لبكي، والفنانين جورج خبّاز وعادل كرم، مشيراً إلى أن رسمه لعادل كرم عرّضه لانتقادات عدة. وأوضح إبراهيم أنه يجب ألا تتم مقارنة الشخصيات التي يرسمها ببعضها البعض، فهو لا يهدف من خلال رسوماته هذه الى عقد المقارنة بين الفنانين.

أما الشخصية العربية التي يعتبرها الأحق بالرسم بسبب إنجازاتها المهمة، فيقول: “القيصر كاظم الساهر، ولكن لا يمكنني أن أرسمه، وحتى إذا فكّرت برسمه على ورق نقدي عراقي، سأُضطر لرسم العديد من الشخصيات العربية على عملات بلدانهم النقدية، وبالتالي فكرتي الأساسية التي تتمحور حول رفع قيمة العملة اللبنانية لم يعد لها معنى”.

ويلفت إبراهيم إلى أن السيدة فيروز هي أول شخصية رسمها، تلتها الشحرورة صباح، وديع الصافي وزياد الرحباني.

ويعرض إبراهيم لوحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويسعى لتنظيم معرض كبير لرسوماته، ويشير إلى أن رسم اللوحة يستغرق ساعات طويلة، إذ تحتاج اللوحة أحياناً لرسم العديد من الطبقات على العملة، وخصوصاً إذا كان الورق النقدي جديداً، ويستخدم ابراهيم لهذه الغاية مواد الأكليريك والغواش. وعن رد فعل عائلته، يقول: “والدتي شجعتني لأن والدها كان رسّاماً. أما والدي فاعترض في البداية على رسومي لأنها استنفدت نقودي، ولكنني اليوم أبيع لوحاتي وبأسعار معقولة”.