الفنانة السورية سارة فرح: هذه حقيقة أزمتي في مصر

نورهان طلعت (القاهرة) 23 سبتمبر 2018

لم تكتفِ بموهبتها الفذّة وصوتها القوي، بل قررت أيضاً أن تبرز موهبتها الجديدة في كتابة الأغاني وتلحينها. في حوارنا معها، تتحدث نجمة برنامج “ستار أكاديمي” السورية سارة فرح، عن ردود فعل جمهورها على أحدث أغنياتها “تاري الهوى” و”خنتك”، وتكشف عن سبب بطء خطواتها الفنية، رغم ظهورها في البرنامج منذ سنوات عدة، والصعوبات التي تواجهها في مشوارها الفني، وتتحدث عن كواليس غنائها للمرة الثانية إلى جانب سلطان الطرب جورج وسوف، وتجربتها الوحيدة في التمثيل في مسلسل “قناديل العشاق”، وتبوح بالكثير من أسرار حياتها.

- ماذا عن ردود الفعل التي أحدثتها أغنيتك الأخيرة “تاري الهوى”؟

في الحقيقة، حققت أغنيتاي الأخيرتان، بعنوان “خنتك” و “تاري الهوى”، نتائج مرضية بالنسبة إليّ، وخاصةً على صعيد الكتابة والتلحين، فموضوع كل منهما صدم البعض بسبب الحداثة في الطرح، وهما أضافتا الكثير الى مشواري الفني، وأكدتا امتلاكي موهبة الكتابة والتلحين إلى جانب الغناء، كما تحققت من نجاحهما من خلال نِسب المشاهدة، سواء على تطبيق “أنغامي” أو “يوتيوب”.

- الأغنيتان رومانسيتان، هل بطبعك تميلين الى هذا اللون؟

أعشق اللون الرومانسي في الغناء، فمدرستي الأساسية هي الطرب، واللون الرومانسي هو أقرب ألوان الغناء الى الطرب، لذلك أدّيت هذا اللون في معظم أغاني، لكنني سأسعى الى التنويع في الأغاني التي أختارها.

- لماذا ألّفتِ أغلب أغنياتك ولحّنتها بنفسك بدلاً من الاعتماد على مؤلفين ذوي خبرة؟

أحب التأليف والتلحين كثيراً، وأنا موهوبة فيهما، فمن خلالهما يمكنني طرح موضوعات لم يلتفت أو يتطرق إليها أحد من قبل، فأُسلّط الضوء عليها، وأقدّمها وفقاً لرؤيتي الخاصة.

- تتمعين بصوت قوي وموهبة فذّة، لكن خطواتك الفنية تسير ببطء، فما السبب؟

الأزمة التي يعانيها الإنتاج جعلت خطواتي بطيئة بعض الشيء، لذا قررت أن أُنتج أعمالي بنفسي، خصوصاً بعد تعاقدي مع شركة إنتاج وإخلالها بالبنود المتفق عليها، فتأثرت كثيراً واضطررت للتغيّب عن جمهوري لفترة، فالإنتاج ليس سهلاً، بل يحتاج الى بذل الجهود، وفريق عمل متكامل ومتمكن، وحالياً أتابع بنفسي تفاصيل أعمالي، سواء الفنية أو الإعلامية، وأبذل جهداً مضاعفاً وأستغرق المزيد من الوقت، ولهذا السبب تبدو خطواتي الفنية بطيئة.

- بعيداً من الإنتاج، ما أهم الصعوبات التي تواجه الفنان في بداية مشواره الفني؟

عموماً، البدايات تكون دائماً صعبة بالنسبة الى أي فنان، ولعل الصعوبة الأبرز أو الأكثر تعقيداً تتمثل في تحديد الخط الذي يجب على الفنان أن يسلكه، فالاختيار يستنفد معظم وقته، ويحار في اختيار اللون الذي يناسبه، لذا أؤكد أن تحديد الهوية الفنية هو أكبر عائق وأصعب تحدٍ يواجهه الفنان.

- تشاركت أخيراً في إحياء حفلة غنائية مع الوسوف، كيف كان شعورك وأنت تقفين الى جانب سلطان الطرب؟

غمرتني السعادة حين تم اختياري لأشارك جورج وسوف الحفلة التي أحياها أخيراً في دمشق، وأسعدتني نظرتهم إليّ وتصنيفهم أعمالي في خانة الفن الراقي والطرب الأصيل. فأن يقترن اسمي باسم سلطان الطرب هو مدعاة فخر لي، خاصةً أنها الحفلة الثانية التي نتشارك في إحيائها بعد حفل دبي، فهذا يعطيني دفعاً قوياً، ويعزز ثقتي في ما أقدمه من أعمال غنائية، ويعكس الصورة اللائقة باسمي وفني.

- حدثينا عن جديدك الفني...

أواصل العمل على أغاني الميني ألبوم الجديد بمشاركة مجموعة من الزملاء، وسيضم أغاني متنوعة ما بين الشعبي، والكلاسيكي، والرومانسي. أتمن أن ينال رضى الجمهور والنقاد.

- من يساعدك في تنفيذ أعمالك الفنية؟

المحبون والمقرّبون وذوو الاختصاص، وكل من يقدّم النصح والنقد البناء. أستمع إلى الجميع وأدرس كل الأفكار والآراء ثم أتّخذ القرارات المناسبة.

- كانت لك تجربة سابقة في التمثيل في مسلسل “قناديل العشاق”. كيف تقيّمينها؟

أحببت العمل إلى حدّ بعيد، استمتعت به واكتسبت الكثير من الخبرات من خلاله. كانت تجربة جميلة، لا يمكن أن أنساها.

- هل تفكرين في تكرار هذه التجربة أم ستركزين على الغناء فقط؟

بالطبع إذا كان ذلك يخدم خطواتي الفنية كمطربة، كما في “قناديل العشاق”، ولن أتردد في قبول الدور نفسه في عمل مماثل.

- تردد في الآونة الأخيرة الحديث عن مصاعب تحول دون عملكِ في مصر. ما صحة ذلك؟

لا يتعلق الأمر بمشكلة في العمل الفني بمصر، إنما الصعوبة بالحصول على “الفيزا” لدخول مصر. لكل بلد قوانينه، وأنا أحترم مصر وقوانينها، والأمر في طريقه إلى الحل بإذن الله.

- سنوات عديدة مرت على مشاركتك بـ”ستار أكاديمي”، ما الذي تغير بسارة فرح منذ تلك الفترة؟

أشياء كثيرة؛ على الصعيدين الشخصي والفني، وهو تغيير إلى الأفضل والحمد لله. فقد اتّسع جمهوري وتبلورت موهبتي.

- هل ما زلت على تواصل مع أيّ من أصدقائك بالأكاديمية؟

لايزال التواصل مستمرا مع بعضهم، والآخرون أتابع أعمالهم من بعيد وأتمنى لهم التوفيق والنجاح بكل تأكيد.

- ما رأيك في برامج اكتشاف المواهب؟

هذه النوعية من البرامج خطوة مهمة في طريق أي موهبة فنّية، لكن يجب ألا يُعتمد عليها اعتماداً كاملاً، لأن هذه البرامج لا تقدم أكثر من شهرة مؤقتة سرعان ما تتلاشى مع انتهاء البرنامج. لذلك يجب اغتنام هذه الفرصة الإعلامية بمتابعة الترويج للموهبة، وتقديمها للجمهور بشكل جيد.

- من هو الممثل المفضل لديك؟

باسل خياط... أحب أسلوبه وطريقة تمثيله كثيراً.

- من هو المغني المفضل لديك؟

أحب الاستماع إلى ربى الجمال، وذكرى محمد.

- وهو مثَلك الأعلى؟

مثلي الأعلى في الحياة هي والدتي، التي تقف إلى جانبي كثيراً، وآخذ بنصائحها، وقدمتْ لي الكثير ولا تزال، أما مثلي الأعلى بالفن فهي “ربى الجمال”.

- ما رأيك في موضة عمليات التجميل الرائجة؟

أنا مع إجراء عمليات التجميل إذا كان الشخص المعنيّ بحاجة إلى مثل هذه العمليات، وستساهم في تغييره للأفضل، وتمنحه الزيد من الثقة والرضى.

- وبالنسبة إليك تحديداً؟

لا مانع لديَّ ولا حرَج في الخضوع لأيّ عملية تجميل إذا شعرت يوماً الأيام بأن هناك شيئاً يزعجني في شكلي الخارجي، مع حرصي على ألّا يكون ذلك لمجرد التغيير أو التشبه بأحد، إنما للضرورة الشكلية والجمالية أو الطبّية، فالمبالغة في أيّ شيء تؤدي إلى نتائج عكسية.

- كيف استطعت إنقاص وزنك خلال الفترة الماضية؟

خضعت لنظام غذائي صارم بإشراف طبيب مختص، كما أمارس الرقص كوسيلة للحفاظ على رشاقة الجسم ورياضة بدنية ممتعة ومفيدة، وهو هوايتي المفضلة.

- هل تحرصين على متابعة الموضة؟

بالتأكيد، وأحب مشاهدة كل ما هو جديد في عالم الموضة والأزياء، والاطلاع على جديد أكبر المصممين العالميين والعرب. وهذا الاهتمام نابع من رغبة شخصية ومن كوني فنانة تحرص على تنمية ثقافتها وذائقتها والعمل على الظهور بشكل يرضي جمهورها ويليق به.

- كيف تحافظين على جمالك؟

بالحب والتسامح ومحاولة التفكير بطريقة إيجابية، فجمال الداخل يطغى على جمال الشكل الخارجي والإناء ينضح بما في داخله... الجمال جمال النفس والروح أكثر مما هو جمال المساحيق وأدوات التجميل.