'بالخلاص يا شباب'

كتب, قراءة الكتب, جائزة الشيخ زايد للكتاب, ياسين الحاج صالح

05 نوفمبر 2012

الكتاب: «بالخلاص يا شباب»

الكاتب: ياسين الحاج صالح

الناشر: دار «الساقي»،2012


«بالخلاص يا شباب» من أسر السجون الوطنية
في كتاب يمزج بين السيرة والتحليل النفسي والتأمل، يرصد ياسين الحاج صالح تجربته في السجون السورية مدّة 16 عاماً أمضى فيها فترة شبابه متنقلاً بين المعتقلات، من سجن حلب المركزي إلى معتقل عدرا في دمشق، ثمّ سجن تدمر الذي لا تُفتح أبوابه إلاّ لتلقّي الطعام والعقاب.
ويصف الكاتب نصوص هذا الكتاب بأنّ بعضاً منها يروي تجربته كسجين سياسي بين عامي 1980 و1996، وبعضها الآخر يسترجع السجن كتجربة مُتذكرة، بينما يتناول بعض ثالث منها جوانب من أوضاع السجناء السياسيين السابقين في سورية.

يفتتح النص الأول على رواية الكاتب الذي يبدأ من حدثة اعتقاله فجر يوم 7/12/1980، عندما كان في العشرين من عمره. ثمّ ينتقل بإيقاع سريع إلى السنة الأخيرة من حياته في المعتقل.
وتحديداً يوم «الاعتقال داخل الاعتقال» أو بمعنى آخر نقله هو وعدد قليل من السجناء إلى معتقل تدمر «الرهيب» لعدم انصياعه لأوامر الدولة في التحوّل من طالب مشاكس في كليّة الطبّ إلى مخبر يوشي بأسماء أصدقائه ومعارفه للأمن.

ورغم رصده حياته داخل معتقلات بلده، إلا أن ياسين الحاج صالح لا يزعم أنه كان بطلاً: «كانت اللجنة قد توعدت بإرسالي إلى تدمر إن لم أوقع عقداً بأكل نفسي، لكن رأسي بقي يابساً.
ولم يكن في هذا اليباس أية بطولة. فبكل بساطة لم أصدّق التهديد، وكان لديّ من الأسباب العقلانية ما يجعل عدم تصديقي معقولاً».

وعن تجربة السجن والكتابة فيه يقول صالح: «السجن ليس تجربة بالمعنى المخبري للكلمة، وحياتنا فيه ليست مجرّد مثال إيضاحي على وحشية الدكتاتورية (...)، وفي هذا الشأن يُمكن للكتابة عن السجن أن تكون محاولة لاستعادة تكامل الحياة الشخصية أو سلامتها، محاولة لرأب صدوعها ووصل انقطاعاتها ولأم تمزقاتها.
أي لمقاومة الفعل التمزيقي للدكتاتورية. لم أكن واعياً دوماً أن الكتابة جهد لتحرير حياتي واستعادتها، لكنها عمل محرّر فعلاً».

ولا يخفي أن تجربة السجن جعلت منه كاتباً ومثقفاً ، وهذا ما حصل مع كثر غيره أمثال راتب شعبو وعماد شيحا وبكر صدقي وحسيبة عبد الرحمن. «السجن صنع مني كاتباً بالتأكيد.
ربما يكون رفع من تقديري لنفسي، فلم يعد يمكن الحفاظ على مستوى التقدير هذا إلاّ بالتفرّغ للكتابة، وهو قرار ما كنت لأجسر على اتخاذه لولا 16 عاماً في السجن».