صالون الكتاب الفرنكوفوني...

جائزة الشيخ زايد للكتاب, صالون الكتاب الفرنكوفوني, قصص, الجمعية الثقافية

12 نوفمبر 2012

لم تكن أجواء صالون الكتاب الفرنكوفوني في لبنان عاديّة هذا العام. فالمعرض الناطق بالفرنسية قدّم لمدّة عشرة أيام متتالية احتفالية حقيقية شعر بها جميع زوّاره، رغم توقّع إلغائه نظراً إلى المستجدات الأمنية التي طرأت في بيروت.
إلاّ أنّ المعرض الذي اعتاد من عشرين عاماً مواجهة الصعاب التي كانت وما زالت تعصف بلبنان، أبى إلاّ أن يؤكد مرّة جديدة أنه جزء من مشاريع لبنان الثقافية القادرة على تحدّي الجهل بالعلم والحرب بالحب والرصاص بالكتاب.


انطلاقاً من عنوان المعرض «عشرون عاماً على صالون الكتاب الفرنكوفوني في بيروت»، لم يكتفِ هذا الصالون باستضافة مجموعة من الكتاب الفرنسيين والفرنكوفونيين الذين يستفيدون من وجودهم في هذا الصالون الذي يحتلّ المركز الثالث من حيث الأهمية بعد باريس ومونتريال لتوقيع أعمالهم الجديدة والمشاركة في نقاشات وحوارات، بل تمت استضافة أكاديمية «غونكور» التي حضر ستة من أهم أعضائها: إدمون شارل رو (رئيسة اللجنة)، ريجيس دوبريه، طاهر بن جلّون، بيار أسولين، برنار بيفو، ديديه دوكوان.
وقد اجتمعت اللجنة في قصر الصنوبر في بيروت للبحث في الروايات الفرنسية التي وصلت إلى اللائحة النهائية واختيار أربع منها.
ومن ثمّ كشفت الأكاديمية، للمرة الأولى من الشرق الأوسط، نتائج الروايات الأربع التي وصلت إلى اللائحة النهائية: «طاعون وكوليرا» (باتريك دوفيل- سوي)، «عواصف» (ليندا لاي- بورجوا)، «الخطاب حول سقوط روما» (جيروم فيراري- أكت سود)، «الحقيقة حول عمل هاري كيبير» (جويل ديكر- فالوا) . علماً أنّ «غونكور» الجائزة الأدبية المرموقة التي تمنح سنوياً لأفضل عمل روائي، هي من أهم الجوائز الأدبية في فرنسا.

وكذلك أعلنت الأكاديمية مباشرة من بيروت إسم الرواية التي فازت بالجائزة المتفرّعة من «غونكور» وهي «خيار الشرق»، التي تقوم على أساس اختيار لجان طلابية من لبنان ومصر وفلسطين والعراق وسورية واحدة من الروايات الفرنسية التي وصلت إلى لائحة «غونكور» الطويلة.
إلاّ أنّ الرواية التي فازت بـ«غونكور المشرقية» لم تكن أي واحدة من الروايات التي تأهلّت إلى المرحلة النهائية، بل كانت «شارع اللصوص» لماتياس إينار الذي عالج فيها مسألة الربيع العربي.
ومن النشاطات الأخرى التي جاءت في إطار الاحتفالية بالذكرى العشرين للصالون، كان الإحتفاء بذكرى مرور 300 سنة على ولادة الكاتب والفيلسوف السويسري- الفرنسي جان جاك روسو من النشاطات البارزة، بحيث خصّص الجناح السويسري في المعرض قسماً مميزاً لأعماله، كما عُرض تحت عنوان «خطيئة روسو» 50 فيلماً من أنواع فنية مختلفة، درامية وخيالية ووثائقية، إلى جانب نشاطات أخرى تُكرّس فلسفة روسو التنويرية وتُقاربها مع الواقع.
وشارك في هذا العمل المُهدى إلى أحد أهمّ الكتّاب في التاريخ عدد كبير من المخرجين السويسريين والعالميين، من بينهم أربعة طلاّب لبنانيين من جامعة «ألبا».

وأٌقيم معرض صور أثار انتباه الزوار بعنوان «360 درجة: بيبلوس ولبنان»، وفيه مجموعة صور تُثير خيال المشاهد بجمالها وإبداعها عن الإرث الثقافي والفكري والطبيعي لـ»بيبلوس ولبنان».
ومعرض آخر جذب الإنتباه إليه كان «معرض الشاعر ألان تاسّو» الذي عُرضت فيه أعماله المختلفة في الشعر والرسم.

وفي مجال أدب الأطفال قُدمت نشاطات مختلفة أهمها حضور حكواتيين عملوا على سرد القصص والحكايات باللغتين الفرنسية والعربية مباشرة للأطفال الذي قصدوا الصالون برفقة أهاليهم ومعلّميهم.
وأضفت حلقات الحكواتيين الذين يروون أجمل القصص للزوّار الصغار مشهداً جميلاً داخل الصالون هذا العام.

وإلى جانب المؤتمرات والندوات والنقاشات، تميّز الصالون أيضاً بمعارض وجداريات أهمها «الفريسك» الذي احتلّ جداراً كاملاً في المعرض، وأنجزه الفنان الفرنسي جوليان سوليه خصيصاً بمناسبة مرور عشرين عاماً على صالون الكتاب الفرنكوفوني في بيروت.
وقد استوحى سوليه فكرة «الفريسك» من زياراته لبيروت وقدّم نظرته إلى هذه المدينة التي أحبها في جدارية حققها من خلال جمع أكثر من 4000 صفحة ملونة، ظهرت على شكل موزاييك بديع.