دولتي على 'الفيس بوك'

كتب, جائزة الشيخ زايد للكتاب, فدوى حسن

07 يناير 2013

الكتاب: دولتي على «الفيس بوك»

الكاتبة: فدوى حسن


هل تختلف آليات التلقي حين تنتقل الكتابة من وسيط له اشتراطات فضفاضة إلى وسيط آخر يعمل وفق أطر مستقرة؟ سؤال يرتبط بمدونات تولد على «الإنترنت»، ثم ينقلها أصحابها بعد ذلك إلى كتب ورقية.
فالفضاء الإلكتروني، وإن كان يتيح مساحة أوسع من الحرية، والتفاعل بين الكاتب وقارئه، ينسج علاقة مباشرة بين النص والقارئ والكاتب.
إلا أن هذا كله قد يصنع حالة من الاستسهال، من دون اعتبار للقيمة، فغالبية الكتابات التي تحاصرنا بها شبكة الإنترنت لا تنضج على نار هادئة.
لكن كتاب «دولتي على الفيسبوك» الصادر أخيراً عن الهيئة المصرية العامة للكتاب للشاعرة والروائية المصرية فدوى حسن، يبدو «حالة مختلفة».

اختلاف الحالة يبدو في أن جدية التعامل مع فكرة الكتابة هنا قاطعة، عبر تجلّياتها في أدوات التعبير والصياغة المحكمة حد الإتقان، والمعنى الصافي من دون تشويش، والجملة المكثفة البعيدة من الزوائد البلاغية.
وكل هذا يعكس الحالة المزاجية للكاتبة، سواء كانت تتفاعل مع أحداث مثل «مذبحة أولتراس أهلاوي في ستاد بورسعيد»، أو كانت تسجل مقطعاً وجدانياً كتبه آخرون، ويتماسّ مع ما تفكر فيه أو تشعر به.
بمعنى آخر، لم يكن ليختلف الأمر حول القيمة والنضج الفني والمعرفي، حال اختارت الكاتبة وسيطاً إلكترونياً أو ورقياً، هذا ما تكشفه مقدمة الكتاب التي جاءت تحت عنوان «أحلام صالحة للنشر»، وفيها: «لأنني أنتمي إلى جيل يرى أنه ولد لاختراع شبكة عين يرميها على هذا العالم، اقترحت على نفسي أن أجد بديلاً يأخذ مقاس فكرتي وكلماتي ويطير بها إلى آفاق ممتدة، لا أعرف لها حدوداً، ولا أضطر لأن يسبقني جسدي».